أكد الناقد أحمد سعد الدين، أن الأفلام التي تأخذ عن أعمال أدبية، وبالأخص الروايات ليست جديدة على الجمهور، لأنها تطرح في السينمات ودور العرض منذ الأربعينات تقريباً، وهناك مؤلف مثل إحسان عبد القدوس لديه أكثر من 47 رواية أدبية مطبوعة تم تحويلها إلى فيلم، وهناك أيضاً الأديب الكبير نجيب محفوظ فهو لديه أكثر من 45 رواية مطبوعة تحولت الى فيلم أيضاً بعد أن حققت نجاح كبير، لأن الأعمال الأدبية وبالأخص الروايات المطبوعة كالكتب، تكون مكتملة العناصر الأساسية، فبالتالي يكون تحويلها إلى فيلم سينمائي فهذا أمر سهل وجيد جداً، وفي نفس التوقيت يكون الكاتب والمؤلف هنا ضامن النجاح لذلك العمل، بنجاح الفيلم هنا يترتب أولاً على نجاح الرواية الأدبية.
وأضاف أحمد سعد الدين في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم": "وعلى هذا الأساس السينما تستخدم النص الأدبي المكتوب ألا وهو الرواية وكان معظم تلك الأعمال يحقق نجاح كبير، وفي الأوقات الأخيرة ابتعدت السينما المصرية عن النص المكتوب، ولكن عندما عدنا ولو بشكل بسيط من خلال فيلم "الفيل الأزرق" و"تراب الماس" ثم الجزء الثاني من "الفيل الأزرق" شاهدنا نجاح كبير لتلك الأعمال الأدبية الروائية، ولذلك تعمل الشركة المنتجة لتلك الأفلام على مشروع سينمائي جديد من روايات الكاتب أحمد مراد وهي تحويل رواية "1919" إلى فيلم سينمائي، ونتيجة لذلك النجاح نجد إقبال شديد من الشباب الى روايات الكاتب أحمد مراد، و الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، فمن وجهت نظري هم من ساعدوا في إقبال الشباب على قراءة الروايات والكتب.
وتابع سعد الدين تصريحاته: "فمن الطبيعي أن الرواية عندما تكون مطبوعة وتحقق نجاح كبير، تجذب الشباب على الدخول الى السينما أو قراءة الرواية، فإن الرواية من الطبيعي أن يكون لها أبعاد وإحداثيات تحمل الكثير من الواقع، و تجبر القارئ على التخيل والتصور الذي يريدة، ولذلك وتحويل الرواية المطبوعة إلى فيلم، هذا أمر ليس صعباً، ولكن هذا الأمر يتطلب إلى مخرج محترف، وصاحب فكر فني، لأن قارئ الرواية المكتوبة عندما يتعلق بها يكون متمسك بكل عناصرها وإحداثياتها الواقعية، فعندما تتحول لفيلم ويقوم المخرج بتغير أحداث الرواية المطبوعة، يكون هنا المشاهد في حالة انقسام ذهني، ومن الممكن ألا تعجبه تلك التعديلات ويتمسك بمضمون الرواية، ومن الممكن أن يعرضها هذا الى عدم النجاح، أما الأفلام التجارية، تكون بها القصة من وحي خيال المؤلف، ويشاهدها الجمهور لأول مرة، ومن هنا يمكن أن تنل أعجابة أو يرفضها، أو بمعنى أصح أن السيناريست في الأفلام التجارية يبني قصة هو الذي يضع لها العمود الفقري والعناصر الأساسية، ولا تتحكم به أهواء الجمهور".
وسلط سعد الدين الضوء على الأعمال السينمائية في العام الماضي قائلاً: "مصر أنتجت في العام الماضي أكثر من 45 فيلم، وجاء من بينهم 5 أفلام أدبية فقط، فهذا يدل أن الأفلام التجارية والتي تبنى على وحي خيال المؤلف، هي الأكثر أنتشاراً في مصر، وهذا أمر سيء للغاية لأن الأدب هو غذاء السينما وهذا ما عودنا علية تاريخ السينما المصرية، منذ أن نشأت السينما".
واختتم سعد الدين تصريحاته قائلاً: "من حيث تكلفة الإنتاج في الأفلام الأدبية و التجارية، هذا الأمر لا يؤثر في شركة الإنتاج على الإطلاق، لأن المنتج في كلا الحالات سوف يدفع التكلفة، فالأهم هنا هو عدد لوكيشنات التصوير، لان عندما يكون عدد لوكيشنات التصوير كثيرة وبعيدة عن بعضها فتكون هنا التكلفة أكبر، وهناك مؤلف من الممكن أن يجعلك تسافر أكثر من دولة في العالم لكي تقوم بإخراج عمل جيد ولكن التكلفة هنا تكون عالية للغاية".