تحل اليوم، الأربعاء ، الذكرى الـ 83 لميلاد طارق سليم، الذي لم يدخر جهدا على مدار حياته في رفعة وخدمة النادي الأهلي؛ سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه.
وكأن شهر يوليو هو شهر الحياة و الموت بالنسبة لـ ” الكابتن طارق سليم” أو “جنتلمان الكرة المصرية ” حيث شهد يوم 15 يوليو من عام 1937 مولده بينما وافته المنية يوم 16 يوليو من العام 2016 بعد رحلة كبيرة من العطاء داخل وخارج الملعب.
نشأ طارق سليم ، وسط عائلة رياضية أهلاوية، تعشق الساحرة المستديرة، وبدأ ممارسة الكرة في شارع عكاشة بالدقي حتى شاهده حسين كامل؛ كشاف الأهلي الشهير، لينضم إلى ناشئي النادي، وينجح في إثبات موهبته، وكان عمره آنذاك 11 عامًا، ليصنع مجدًا جديدًا لعائلة سليم، ويكتمل مثلث العائلة داخل جدران الأهلي.
سار طارق سليم على خطى شقيقيه صالح وعبد الوهاب ، فقد كان لاعبا فذا وإداريا ناجحا، تألقه الكروي وانشغاله بالعمل الإداري في النادي لم يمنعه من اداء مهام منصبه في شركة مصر للطيران.
مسيرته في الملاعب :
قدم طارق سليم مع الساحرة المستديرة مسيرة رائعة وجاء ظهوره الأول مع الأهلي أمام السويس بناءً على ترشيح خاص من رائد الأهلى الخالد مختار التتش، ليبدأ رحلة التألق لمدة 17 عامًا حتى اعتزل اللعبة عام 1966.
شغل طارق سليم العديد من المراكز داخل المستطيل الأخضر إلا أنه برز في مركزي الظهير الأيمن والأيسر ضمن فريق الأهلي ومنتخب مصر على مدار مسيرته الكروية، وتميز بالرشاقة واللياقة البدنية العالية، واشتهر بالتسديد القوى من خارج منطقة الجزاء .
ساهم طارق سليم في تحقيق 13 بطولة بقميص الأهلي؛ بواقع 7 بطولات دوري عام، و5 بطولات كأس مصر، وبطولة الجمهورية العربية المتحدة، كما أحرز مع منتخب مصر كأس الأمم الإفريقية عام 1959 .
على الصعيد الدولي دافع نجم الأهلي عن شعار منتخب مصر من عام 1956 وحتى عام 1963، ومثل مصر في بطولة الأمم الأفريقية عامي 1959و1963، ودورة روما الأوليمبية عام 1960، وبطولة البحر الأبيض المتوسط وكأس العالم العسكرية ولقبته الصحافة بـ “جنتلمان الكرة المصرية” ، نظرا لأدائه المتميز والرشيق داخل المستطيل الأخضر .
المسيرة الإدارية :
يعد طارق أحد أشهر من شغل منصب مدير الكرة، والمشرف العام على الكرة، وعضو لجنة الكرة بالنادي وعلى الرغم من قدراته الإدارية والفنية إلا أنه لم يتطلع إلى المنصب بقدر اهتمامه بالنادي الأهلي، مفضلا البقاء بجانب المستطيل الأخضر على خطى رمز الأهلي الخالد مختار التتش .
كان الراحل صاحب قرارات حاسمة ورؤية فنية متميزة ، وساهم في صناعة العديد من الأجيال الكروية في النادي الأهلي أشهرها حقبة التسعينيات ،عندما شارك في إعداد فريق هيمن على بطولة الدوري 7 مواسم متتالية بخلاف البطولات العربية والأفريقية.
كما ساهم طارق سليم بفعالية عندما كان عضوا بلجنة الكرة مع الكابتن حسن حمدي والكابتن محمود الخطيب في بناء جيل الأهلي الذهبي 2005 باختيار عناصر الفريق الذي هيمن على كافة الألقاب والبطولات المحلية والقارية طوال 10 سنوات.
اتخذ طارق سليم النادي الأهلي بيتا، وظل طوال الوقت وعلى مدار حياته مشغولًا بالحفاظ على أركان هذا البيت، رافضا المساس به أو الحديث للإعلام عن أسرار النادي بأي شكل من الأشكال.
من أقواله المأثورة ” الأهلي ليس مجرد ناد رياضي بالنسبة لي.. بل هو بيتي.. ولا أحد يبوح بأسرار منزله للخارج “.
نال المرض من جسد طارق سليم إلا إن قلبه ظل متعلقا بالنادي الأهلي،لينتقل إلى جوار ربه في السادس عشر من يوليو 2016 وهي الذكرى الرابعة لوفاته والتي تحل غدًا الخميس.