ما بين دموع شاب وقتل طفل وصرخة أم تريد من خلالها طلب الاستغاثة من ويلات الحرب، موجات النزوح لألاف الأهالي هربا من الجحيم، مشهداً اعتادت عليه سوريا وخاصةً في إدلب، القصف لازال يتواصل والعدوان التركي لا يتوان عن سفك دماء الأبرياء.
على وقع القصف والقتل من جديد، يعود إلى الواجهة اليوم سؤال لطالما طُرح على مدار سنوات الحرب السورية .. ما الذي يحدث في إدلب؟
وتقول الشواهد والصور القادمة من المحافظة السورية إدلب، إن ما يحدث في المدينة الواقعة شمال سوريا، عبارة عن معركة شرسة مستمرة، لتتباين الإجابة بعد ذلك، تماشيا مع هوية الطرف المجيب.
فالفصائل المسلحة المعارضة تقول إن القصف الجوي السوري، مدعوماً بالروسي، أودى بحياة العشرات خلال أيام.
وتصر المعارضة والفصائل المسلحة في بياناتها على أنه بين القتلى، مدنيون وعائلات بالكامل، وتشير إلى هجمات هي الأشرس على ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.
وفي المقابل ترد دمشق، وتدعمها حليفتها موسكو بالقول والفعل، بأنها هجمات متصاعدة منذ أسابيع، وتصب بمجملها في إطار المعركة المستمرة للقضاء على آخر معاقل هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة.
تعزيزات عسكرية
فآخر البيانات الميدانية، تحدثت عن تعزيزات عسكرية ضخمة يحشدها الجيش السوري، مقتربا من خطوط التماس، ومن محاور القتال المرتقب.
فإدلب، في حسابات دمشق وموسكو المعلنة، هي المعركة التي ستحسم الحرب، وهي الجملة التي أكثر ما يتذكرها العالم من كلمات الرئيس السوري خلال زيارته الميدانية المفاجئة لإدلب أكتوبر الماضي.
وتتفق التحليلات على أن المحافظة، التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، ستحسم المعركة بالفعل.
لكن يبقى السؤال عن كيفية هذا الحسم، لترجح التحليلات أن إدلب تشكل محور أعقد التفاهمات والهدن الموقعة بين روسيا وتركيا في الماضي، والجاري التحضير للتوقيع على المزيد منها في المستقبل.
ففي أحدث تعليقاته على الأوضاع في إدلب، قال الكرملين إنه لا من بديل عن التعاون مع أنقرة لحل ملف إدلب.
وهذا الحل يتطلب تخلي أردوغان عن دعم النصرة وغيرها من الفصائل المسلحة، وتنفيذ أنقرة لتعهداتها بفصل التنظيمات الإرهابية عن المعارضة، لكن كل ذلك يبقى تحليلا على وقع قصف، لم يهدأ دخانه بعد لتتضح الصورة التي يخفيها.