إبراهيم ربيع: تنظيم أنصار بين المقدس نشأ في خيام رابعة العدوية
أحدث قيادي منشق يكشف أسماء قادة الإخوان زعماء التنظيمات الإرهابية
البرادعي كان يامل في نجاح مظاهرات الإخوان بعد 30 يونيو
لم يكن إبراهيم ربيع الذي عرف باعتباره أبرز قادة جماعة الإخوان في المحافظات، ثم قائدًا للشُعب داخل الإرهابية، يتخيل أن يكون أحد أبرز المنشقين عنها، وفي حوار لـ"بلدنا اليوم" فضح التنظيم الإرهابي وتفاصيل الساعات الأخيرة في فض ميدان رابعة العدوية الذي كانت تعمل الجماعة على تحويله دولة كاملة بدأت مؤسساتها بتدشين تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، بالإضافة إلى العديد من الأسرار الآخرى التي يكشفها في حوار خاص.
كيف ترى حالة الاشتباك بين قادة الإخوان والشباب في الفترة الأخيرة، وهل في حقيقية فعلا أم تمثيلية جديدة للجماعة؟
لايوجد اشتباك لان تنظيم الاخوان تنظيم اصطفائي مغلق يختار اعضائه في سن مبكرة ليسهل تشكيلهم وبرمجتهم على نظام القطيع والاستمتاع به والتقرب إلى الله بطاعة هؤلاء القادة وليس نظام انتخابي على أساس برامج ومعايير حتى يكون هناك خلافات واشتباكات مبنية على هذه المعايير
-عشرات خرجوا من السجون تابيعن للجماعة، كان على رأسهم قيادات بارزة منهم حلمي الجزار على سبيل المثال/ماموقف هذه القيادات؟
موقف هذه القيادات هو نفس موقفها، الانتماء الكامل للتنظيم والدعم الكامل لكل قياداته والطاعة الكاملة لضرورات التنظيم ولكن لكل مرحلة أدوات.
-ميدان رابعة العدوية والنهضة يعد من أبرز الأماكن التي لا يزال أسرارها ليست واضحة، كيف ترى كيفية الاستفادة من هذه الأسرار لإظهار جرائم الإخوان؟
لابد من تفريغ كاميرات الأبنية الاستراتيجية المحيطة بموقع الاعتصام، وأيضا الطائرات التي كانت تحلق فوق الاعتصام صورت كل صغيرة وكبيرة، بالإضافة لعناصر الأمن التي كانت متواجدة داخل الاعتصام وتوثق كل تحركات من فيه، واعتقد أن الدولة لديها كميات من هذه المواد، وربما يأتي الوقت المناسب للإفصاح عن ما كان يدور داخل هذا التجمع الإجرامي المسلح.
في خيام الاعتصام تم تأسيس تنظيم أنصار بيت المقدس المتواجد حاليا في سيناء، ومن أبرز ماقام به داخل الدلتا محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، والاعتداء على مديريتي أمن القاهرة والدقهلية، واغتيال ضابط الامن الوطني محمد مبروك.
في خيام قندهار الربعاوية انتهز الاخوان ذلك التجمع الارهابي وقاموا برسم خريطة الارهاب على مستوى القطر المصري، وقاموا بتسكين المجموعات الإرهابية فوق نقاطها وحددوا لها مهمتان: الأولى في حالة نجاح الاعتصام تكون المهمة ردع وقمع من تسول له نفسه الخروج على النفوذ الإخواني، وفي حالة الفشل فالمهمة الانتقام من الوطن شعبه وحكومته ومؤسساته ومقدراته.
قيادات ارهابية على أرض الاعتصام
علاء علي السماحي قام بتشكيل مجموعات التنفيذ التي تحولت فيما بعد لحركة "حسم" ومازال السماحي يديرها حتى وهو في تركيا.
همام عطية اسس "أجناد مصر" التي من اهم عملياتها العميد طارق المرجاوي، واستهداف عدد من ضباط الشرطة في ميدان لبنان وقامت اجهزة الامن بتفكيكها بعد ذلك
يحيي موسي أسس "لواء الثورة" من اهم ماقم به اغتيال النائب العام هشام بركات، واغتيال العميد عادل رجائي، ثم هرب موسى إلي تركيا ومازال يدير إرهابه من اسطنبول.
ميدان الاعتصام تحول الى إلي مؤتمر دائم للإرهاب وتمخض عنه تكليفات محددة : ارهاب الدولة المصرية وافساد حياة المصرين وعدم تركهم ينعمون بدولتهم وتحريض الشعب المصري ضد جيشه وشرطته ونشر الشائعات وبث الفرقة والتشكيك ونشر الاحباط واليأس واشعار المصريين بعدم جدوى اي انجازات طالما الاخون ليسو في الحكم
جهود لحقن الدماء والانصراف الآمن
مبادرة محمد حسان وغيرها من المبادرات اتاحت للتنظيم الاخواني فرص متعددة لحقن الدم
تعمدت الدولة تسريب خبر التحرك لفض الاعتصام للإعلام والمنظمات الحقوقية لمنح الجماعة فرصة للتراجع والانصراف من خلال الممر الآمن وحقن الدماء
عضو التنظيم محمد علي ليلة فض الاعتصام نصح الجماعة بالانصراف حقنا للدماء فاتهموه بالتخاذل والضعف
التنظيم رفض كل الجهود وأقدم علي سفك الدماء مع سبق الإصرار والترصد نتيجة التزامه بتعهدات معلنة لتنظيمات إرهابية تحالفت معه وفواتير أخري غير معلنة لأجهزة مجلس ادارة الشرالذي قام بدعمهم وسيطرعلى الاخوان حالة الاستعلاء والعناد فخططوا لتطول مدة بقائهم في الاعتصام لابتزاز الشعب والضغط على الجيش للتململ والانقسام فرد الجيش بحركة رشيقة وعبقرية وقام بتغيير ملابس الجيش حتى يفوت عليهم فرصة فبركة صورادعاء انشقاق في الجيش.
خيارات فض الاعتصام
فض الاعتصام سلميا وخروج من الممر الآمن وهذا رفضه التنظيم باستعلاء وغطرسة واستقواء بمجلس إدارة الشر العالمي، الرضوخ للمطالب وهذا انتحار للدولة المصرية وهذا فيه تفكك الدولة ونشزوب الحرب الأهلية، ترك الاعتصام مفتوح وهذا فشل الدولة وإشاعة الفوضى وعدم السيطرة على كل الأوضاع، لم يتبقى أمام الإدارة المصرية إلا خيارا وحيدا، الفض بالقوة ولم تلجأ إليه الإدارة المصرية إلا مضطرة وبعد محاولات لإقناع الإخوان بترك الميدان سلميا.
ساعة الصفر واتخاذ القرار بإنهاء الاعتصام
قام التنظيم الاخواني بتمرير خبر الفض إلى أعضاء الجماعة لينصرفوا من الميدان ليلة الفض ليتمنكوا من إخراج مشهد فض التجمع الإجرامي ببراعة هوليودية عبر شاشات الجزيرة القطرية بمساعدة شركات العلاقات العامة الأمريكية التي تعاقدوا معها في النصف الأخير من شهر يونيو 2013 لإدارة مثل هذه الأحداث.
وتم إخراج المشهد في صورة دموية بمهارة صهيونية للمتاجرة بدماء المتواجدين وأغلبهم من المتسولين وأسرهم وأطفال الشوارع وبعض السلفيين الذين غيبوا وعيهم وتركوهم للانتحار.
ملحوظة أولى: تم اتخاذ قرار إنهاء الاعتصام بالتزامن مع بيان خارطة الطريق في 3-7، لكن البرادعي رفض وطلب فرصة للتفاوض ثم خرج واتصل بأوربا وأمريكا، فاجتمعت السفيرة الأمريكية بالإخوان، وأمرتهم بالاستمرار وإعلان حكومة موازية داخل الاعتصام، وجاءت اشتون وطلبت مقابلة مرسي وبعدها تعالت أصوات الاحتجاج العالمي وتصاعدت حدة الضغوط السياسية والاقتصادية على الدولة المصرية.
ملحوظة ثانية : لماذا هرب البرادعي؟، هرب لأنه كان يظن أن الدولة ستقوم يمجزرة يتم استغلالها دوليا وهو يعرف عواقب هذا فهرب من العواقب، ولكن تعامل تشكيلات فض الاعتصام مع الموقف بطول نفس وثبات انفعالي حتى بعد سقوط شهداء منها أصاب البرادعي بالدهشة والاستغراب لأنه خاب ظنه وتوقعه.
العنف المحتمل أصبح واقعا
بعد الفض أعطت الجماعة الأوامر لمليشاتها المتواجدة في المحافظات لتمارس ماتدربت عليه من إجرام وإرهاب، ورأينا ذلك في كرداسة والمنيا وغيرها من الأماكن، واستمرت الجماعة علي مدار 4 أيام في رباعية دموية من 14 – 17 أغسطس.
حصاد الرباعية الدموية الإخوانية
184 عملية إرهابية بمعدل حادثة إرهابية كل 10 دقائق، وهو من أكبر معدلات حوادث الإرهاب في العالم بلغ ضحايا إرهاب الإخوان من ضباط الجيش والشرطة 146 فرداً منهم 112 من الشرطة، و34 من رجال الجيش ومن المواطنين 496 مواطناً.
شباب الجماعة العنصر الأكثر استخداما من جميع الأطراف سواء بالتعاطف معهم أو بالقبض عليهم.. كيف ترى التعامل مع هذه المجموعة؟
المتعاطفين حتى في حدود كلمة التعاطف هم أكثر خطرا وظيفيّا من المنخرطين، ذلك أنهم البيئة الحاضنة لهم، والمشاعل الخفيّة التي تضئ لهم الطريق ،والمحامي العام الذي يقدم للعامة الدفوع عنهم، والأيدي التي تختفي في الظل،وتناولهم الرصاص.
إن المتعاطفين مع النازي،هم الذين فتحوا أبواب بلادهم لكي يدوسها بحذائه العسكري الثقيل،وهم الذين أمدوه بالمعلومات، وهم الذين أشاعوا في مجتمعاتهم أنها ساقطة استراتيجيا،وأنها عاجزة عن الصمود والمقاومة،وأن استسلامها غير المشروط هو ضمان بقائها،وتجنب خرابها،والمتعاطفون مع الاستعمار قديما وحديثا هم الذين صنعوا من ظهورهم جسورا عبرت عليها الظاهرة الاستعمارية،ثم عبرت عليها الإمبريالية التي تدنت إلى طور قديم،وفتحت بالنار صدور العراق وسوريا وليبيا واليمن.
التعامل مع التنظيم والمتعاطفين معه يتم بالتجريم القانوني والملاحقة الأمنية، ويجب أن يتم نشر ثقافة تجريم أي كيان موازي للدولة مهما كان نشاطة ونواياه حتى يتم حصار هذا الوباء اجتماعيا وتجفيف منابعه ومن يتكون لديه يقين بتضرر مصالحه في وجوده داخل التنظيم أو التعاطف معه يعلن براءته من التنظيم وأعماله ويتعهد بالحفاظ على السلام الاجتماعي والالتزام بقانون الدولة ويقر به في محاضر رسمية.
-الجناح المسلح في جماعة الإخوان يعد العنصر الأكثر فعالية داخلها.. فمن المسؤول عن هذه المجموعة سواء في مصر أو الخارج؟
قيادات هذه التكوينات المسلحة سرية وغير معلنة ويتم معرفتها بعد المداهمة الامنية القبض على افراد الخلايا أو تصفيتهم إذا أطلقوا النار على أجهز الأمن .
-من المسؤول عن إدارة جماعة الإخوان في الوقت الحالي؟
التنظيم الدولي النائم على أسرة أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية ويتم ايوائه في تركيا والصرف عليه من قطر.
-ملف المصالحة أكثر الملفات المطروحة على الساحة الإعلامية والسياسية.. ما الموقف من هذا الأمر؟
المصالحة مع تنظيم الأفاعي غير ممكنة حتى لو أردنا، أعلنها وزير الخارجية المصري، السيد سامح شكري في أحد حوارته الصحفية وقال لا مصالحة مع الأفاعي، ولاوجود لدولة موازية بعد الآن،وأكدها رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي في سياق إجاباته على مبادرة أسال الرئيس في مؤتمر الشباب السادس يوليو 2018،أي دولة محترمة لن تقبل بدولة موازية تنازعها الولاء والانتماء،أي دولة محترمة لن تقبل بتنظيم سري إرهابي يسرق مستقبل مواطنيها ويغتال روحهم المعنوية ويقتل الانتماء والهوية ويقوم بتذويب الشخصية المصرية لن يقبل هذا تحت أي مسمى أو تبرير.
التنظيم الإخواني مأزوم ويحاول تفتيت جدار الممانعة الشعبية، ويقوم بإرباك وعي الشعب المصري ليعود ويسمم حياة المصريين حيث يدرك التنظيم الإخواني أن المزاج المصري العام يرفض وجودهم سياسيا واجتماعيا وثقافيا ويدرك التنظيم أيضا أنه يتم الآن بناء الوعي الجمعي لإنهاء التنظيم في كل ماسبق،وكعادة التنظيم في الإرباك والشوشرة ومحاولة الاختراق يقوم بين الحين والآخر يكلف أحد مستخدميه والمتعاونين معه بإثارة موضوع المصالحة مع التنظيم وبالتوازي يقوم التنظيم بحملة مصاحبة لابتزاز المصريين وإرباك وعيهم الجمعي ليقبلوا بعودته مرة آخرى.
والتنظيم يدرك عمق الأزمة التي هو فيها، وهي أنه في السابق كانت معركته مع الأنظمة والشعب كان يمثل منصة الدعم المنعوي والحضانة الاجتماعية ليمارس التفريخ المريح لعناصره،أما منذ 3 يوليو 2013 أصبحت معركته مع الشعب ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية راعية لهذه المعركة الشعبية مع تنظيم أدرك الشعب أنه يجيد الكذب والتدليس والتحايل والمرواغة ونقض العهد،التنظيم الآن يعاني الموت السريري ويريد رعاته الرسميون اسعافه وضخ المحاليل في عروقه ويلحون على المزاج العام المصري والضمير الجمعي الوطني لكي يخترقوا جدار الممانعة لعودة التنظيم لحياة المصريين الذي يتم اقامته منذ ثورة 30 يونيو 2013.
أفراد التنظيم إن ارادوا تصحيح الأوضاع ومصالحة المصريين، الطريق الوحيد والحصري عليه أن يلتزم بأجندة الوطن الواضحة والمحددة والصارمة ويعلن الآتي:
1 - تفكيك التنظيم داخل البلاد وتسليم السلطات الأمنية خريطة التنظيم في كل محافظات مصر
2 - تسليم السلطات المصرية خريطة الاستثمارات والكيانات الاقتصادية التابعة للتنظيم في داخل البلاد
3 - تسليم السلطات المصرية خريطة التحالفات بين التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية وغير الارهابية المتواجدة داخل البلاد
4 - إعلان تفكيك التنظيم الدولي للإخوان، أوعلى الأقل الانسحاب منه وعدم الاعتراف به
5 - تسليم السلطات المصرية وثائق وخريطة التحالفات بين التنظيم والدول التي الداعمه له تمويلا وإعلاما ومخابراتيا وإيواءًا
6 - تسليم السلطات المصرية خريطة الاستثمارات الدولية والكيانات الاقتصادية في خارج القطر المصري
7 - تسليم السلطات المصرية كل العناصر الهاربة الصادر ضدها أحكام قضائية
8 - إعلان اعترافه بشرعية كل الإجراءات التي تم اتخاذها منذ الثالث من يوليو 2013 وحتى الآن،وإعلان خضوعه للقانون المصري
9 - إعلان مسؤليتهم السياسية والجنائية عن كل العمليات التي نفذها منتسبي التنظيم في مصر
لا نمل من تكرار ان هذا التنظيم في الأساس تم تكوينه بالمخالفة الصارخة لكل الأعراف والقوانين الدولية والمحلية ليكون دولة موازية، وآن الأوان لإنهاء كل كيان موازي لتحرير الانتماء الوطني، وإزلة اثار العدوان الإخواني على الشخصية المصرية.
-دور الخليج في المصالحة بين الجماعة ومصر.. ومدى تأثير الجماعة في بعض البلدان هناك؟
تنظيم الاخوان متواجد في دول الخليج منذ عدة قرون وكان له تأثير كبير على القرار الثقافي والتعليمي والاجتماعي في بلاد الخليج وعموما دول الخليج لها مواقف متباينة من تنظيم الإخوان، وخاصة السعودية دورها معقد فهي تتفاهم مع التنظيم في اليمن وسوريا وترفضه على أرضها وفي مصر، وأما الإمارات فتخلصت من هذه الازدواجية وحسمت أمرها في الخلاص من هذا الوباء اللعين، والكويت كانت تماطل حتى قدمت لها أجهزة الأمن المصرية معلومات عن خلايا إخوانية تخطط لفوضى داخل البلاد، وتم التنسيق وتسليم العناصر وترتيب البيت الكويتي من الداخل في آخر فرصة ولايوجد دور خليجي في ما يسمى بالمصالحة ولايوجد مصالحة مع تنظيمات إرهابية حملت السلاح وقتلت جنود الوطن، المواجهة بين تنظيم الإخوان والدولة المصرية شعبا وحكومة ومؤسسات مواجهة صفرية، لابد أن ينتهي طرف ليبقى الآخر، وسينتهي تنظيم وتبقى الدولة المصرية لأنه تنظيم يحمل مقومات فنائه.
-مراجعات الجماعة في السجون؟. هل قائمة بالفعل ومدى تنسيقها مع الدولة؟
لايوجد مراجعات لتنظيم يقوم على الحق المطلق، وتوهم الاصطفاء الإلهي، وتوهم امتلاك الحقيقة المطلقة فكل مافعله التنظيم وما سيفعله له تبريراته الشرعية حسب فهمهم للاسلام،حسن البنا يقول في رسالة تعاليمه في أركان البيعة وخاصة ركن الفهم ( أن توقن بان فكرتنا اسلامية صميمة وان تفهم الاسلام كما نفهمه ) فهل من يمتلك اليقين بأن أفكاره من صميم الإسلام، ولديه فهم خاص للاسلام ممكن أن يراجع نفسه يوما ما.