خلال السنوات الماضية تدهورت صناعة الكاست في مصر، بسبب التقلبات التي شاهدتها المزيكا في الشهور الأخيرة، وسيطرت أغاني المهرجانات على الجمهور، في ظل غياب أغنية الكلاسك والألبوم، وهناك الكثير من العناصر التي لم تساعد شركات الأنتاج على تقديم جيل جديد يحمل الراية من جيل الألفينات، فكل هذه الأسباب سوف تعرفها عزيزي القارئ خلال السطور المقبلة.
محمود شميس: برامج المواهب محتوى فاشل.. والأغنية يجب أن تعبر عن مشاكل الجمهور
أكد الناقد الفني محمد شميس، أنه لا يوجد سوق "كاسيت" في مصر بالوقت الحالي، وأن المطرب الوحيد الذي ينافس ويقدم ألبومات بشكل منتظم هو المطرب عمرو دياب، وباقي المطربين لا ينتظمون في تقديم ألبوماتهم بشكل سنوي، ويرجع ذلك إلى التكلفة العالية لصناعة الأغنية، ونسب شراء اسطوانات الأغاني قليلة جداً، بسبب اتجاه الجمهور إلى موقع الفيديوهات "يوتيوب".
محمد رمضان الأكثر ربحاً
وأضاف شميس، في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أن من يحقق ربح من سوق الأغاني في الوقت الحالي هو الفنان سعد المجرد ومحمد رمضان، مشيرا إلى أن سوق الكاسيت أصبح في انهيار، ويكاد أن يكون قد انتهى، وبرامج اكتشاف المواهب مثل "ذا فويس" ما هو إلا محاولات فاشلة، ولم تساعد في نشأة جيل جديد من مطربي مصر، والدليل على ذلك أن تلك البرامج أستمرت أكثر من 5 أعوام، ولكنها تكتشف أصوات، ولكن ماذا ستغني تلك الأصوات، الجمهور يحتاج الى موضوع جيد يحقق رغباتهم.
الجمهور لدية مشاكل
وتابع شميس، أن الجمهور لديه مشاكل كثيرة أكثر من الحب والفراق يجب أن تعبر عنها الأغنية المصرية، والأزمة في الشعراء والملحنين لأن عددهم محدود، فتلك الأعداد تعمل مع جميع مطربين مصر فأين التجديد الذي سيقدم، فكل ملحن و شاعر يدرس المطرب جيداً فيقدم المادة الفنية التي يعتاد عليها المطرب، وهذا يدل على منهج التكرار، فنحن نحتاج إلى شعراء وملحنين جدد لكي نستطيع في خلق جيل جديد ونظر الغناء.
احتياجات خاصة
وتابع أن الجمهور يتطلب احتياجات خاصة لا يلبيها المطربين، وهذا ما جعل الجمهور يطغى على أغاني المهرجانات، والمهرجانات تعبر عن الجمهور في الوقت الحالي، وهي سبب تراجع أغنية الكلاسيك، لأن أغاني المهرجانات تناقش قضايا اجتماعية تحث الجمهور، مزيكا المهرجانات تساعد على بث البهجة في روح الجمهور.
جيل رنا سماحة أنتهى
واختتم شميس، أن المطربة رنا سماحة وأصدقائها لا يعدوا جيل من المطربين، لأن ما قدموه للجمهور منذ نشأتهم لا يعد "سي في" فهما لم يقدموا سوى ألبوم واحد فقط، وأكثر من أغنية سنجل ولا يتخطى عدد تلك الأغاني أكثر من عشرة، وأن الجمهور لا يعرف هذا الجيل وإن عرفهم البعض، لكن الأغلبية لا يعرفونهم، وهؤلاء يحتاجون الى دراسة السوق بشكل جيد لأن أغاني التسعينات التي يقدموها لا تحقق النجاح المطلوب في الوقت الحالي، والدليل على ذلك أن جيل التسعينات عندما عاد للغناء بعد غياب فشل، مثل ألبوم مصطفى قمر الأخير، وتوليفة "الفلامنكو الاسباني والمقسوم" الذي اعتمد عليها ساعدت على انهياره، رغم أنه يدعي أنه ملك موسيقى البوب.
مصطفى حمدي: صناعة الأجيال لا يتفق عليها المنتجين.. وجيل التسعينات قد أنتهى
أكد الناقد الفني مصطفى حمدي، أن صناعة الأجيال هي عملية لا يتفق عليها المنتجين أو صناع الأغنية بوجة عام، ولكن الطبيعي أن كل 20 عام يحدث تغيرات جديدة في سوق الغناء بمصر، والسبب في هذا هو الجمهور، لأنة يشعر أن تلك الأصوات أصبحت مستهلكة بشكل كبير، وعندما ننظر الى سوق الغناء في مصر بالوقت الحالي، سوف نجد أنه طوال الوقت تظهر أصوات جديدة، ولكن المشكلة أن الجمهور لم يستقبلهم، لذلك حماقي وتامر حسني هما رزم جيلهم، مشيرا إلى أن وقت ظهورهم كانت بداية الألفية، وكان في ذلك الوقت نجوم التسعينات، قد وصلوا لمرحلة من الترهل الفني ولا يقدموا أعمال جديدة للجمهور، وهنا كانت فرصة جيل حماقي وتامر حسني، والمناخ الذي ظهروا به ساعدهم كثير بسبب وفرة قنوات الأغاني والفيديو كليب.
أسباب حب الجمهور
وأضاف "مصطفى" في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أنه يوجد ظروف كثيرة تتحكم في فكرة ظهور أصوات جديدة، وتلك الظروف هي المناخ السياسي وظروف البلاد منذ عام 2011، ولكن يوجد أجيال جديدة تظهر ولكن ليس في الغناء، فالموجة التي تطغي على الغناء الأن هي المهرجانات، وأسباب حب الجمهور للمهرجانات لانها تقدم شيئ مختلف تماماً، والدليل أن هناك وجوه جديدة تحاول أن تقدم نفس تركيبة أغاني عمرو دياب و تامر حسني ولا يسمعهم أحد، والأن لا يوجد شركات أنتاج بالعدد الكافي، ومن الأصوات المهمة على المستوى الشعبي هو مصطفى حجاج على مدار الثلاث سنوات الماضية، فالمناخ الفني سبب عدم أنشاء جيل جديد من المطربين.
هذا تقيم سيئ وظالم جداً
وتابع الناقد الفني، أن برامج أكتشاف المواهب لا تعتبر مصنع لأنشاء جيل جديد، فهذا تقيم سيئ وظالم جداً، وهي اسوء ما قدم في تاريخ الأغنية العربية، لأن كل من يشترك بها يحصل على نجومية خيالية، لأنة ليس نجم في الحقيقة، وعندما يخرج من تلك البرامج ليسلك مشوارة الفني يشعر أنه عاد لنقطة الصفر، لانة لم يجد الجمهور الذي جعلة نجم بالبرنامج، وهي في الحقيقة برامج للترفية على المجتمع، والدليل على ذلك جيل رنا سماحة ومينا عطا، ولكي يصبحوا نجوم يجب أن يخوضوا المشوار الفني بالتدريج.
مطربين التسعينات
وأختتم مصطفى، مطربين التسعينات السبب الرئيسي في عودتهم للغناء مرة أخرى هي البرامج والمسلسلات، التي تميل الى فكرة النوستالجي وحالة الحنين للماضي، وعندما لاحظ هؤلاء المطربين أنهم مادة علمية مطلوبة في الوقت الحالي من خلال بعض البرامج والمسلسلات، أعتقدوا أن هذا معيار للعودة للغناء والنجاح، وأنهم عندما عادوا غنوا بالمفهوم القديم للأغنية، والشكل القديم لا يحقق النجاح، لأنة ليس أنتاج فني مميز مختلف وجديد، بل أنة مجرد أسترجاع من ذاكرة الماضي، وهم لديهم أزمة كبيرة.
محمود فوزي: المهرجانات والأندر جرون خطفت جمهور "الكلاسيك".. والمناخ العام سبب عدم نشأة جيل غنائي
أكد الناقد الفني محمود فوزي، أنه من بعد جيل التسعينات، استطعنا أن نقدم جيلا جديدا وهو جيل تامر وحماقي، وما بعد 2010 لم نستطع أن نخرج جيلا جديدا، وهذا لظروف سوق الأغنية المصرية، وعندما يكون هناك مطرب جيد وصوته جذاب للجمهور وقتها نستطيع أن نقدمه بجيل جديد، لأن جيل المطربة رنا سماحة به أصوات جيدة ولكنهم ليس ذو الخبرة الجيدة التي تجعلهم قادرين على المنافسة.
معطيات السوق
وأضاف محمود فوزي في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أن معطيات السوق في الوقت الحالي تختلف تماماً عن الماضي، والدليل على ذلك أن جيل الألفينات عندما ظهر للجمهور ظهر بألبومات، والدليل على ذلك أن وقتها كان يوجد صناعة كاست، وأما في الوقت الحالي فصناعة الكاست في إنهيار، لأن المطرب يكتفي بأغنية السنجل أو الكليب، ويجب أن نعود لتلك الصناعة من أجل تطوير الأغنية المصرية.
لا يوجد صناعة موسيقى
وتابع فوزي، أن في الوقت الحالي لا يوجد صناعة موسيقى بالشكل التقليدي الذي يفرز الأجيال التي نريدها، فالسوشيل ميديا أصبحت هي رائدة الموسيقى في مصر والوطن العربي، ولا يوجد مبيعات كاست، فأصبح الأعتماد الكلي على "اليوتيوب" و "المنصات الرقمية" التي تتيح الأغاني بمقابل مادي، ولا نستطيع أن نحكم على ذلك الجيل، بنفس شروط و أحكام الجيل الذي يسبقه.
تقلبات في الموسيقى
وتختتم فوزي تصريحاته، بأن الطفرة التي تحدث في الموسيقى على مدار العالم سوف تجعلنا نشاهد تغييرات وتقلبات في الموسيقى خلال السنوات المقبلة، وشكل الموسيقى أصبح متطورا أكثر من الماضي، فأغاني المهرجانات والأندر جراوند خطفت جمهور أغاني الكلاسيك، لأنهم كسروا قعدة المطرب التقليدي الذي تعودنا عليه.