مرض النقرس هو شكل شائع ومعقد من التهاب المفاصل يمكن أن يؤثر على أي شخص، و يعتبر النقرس أحد أنواع التهابات المفاصل الشائعة، والتي تنتشر لدى الذكور أكثر من الإناث، بينما تزداد احتمالية الإصابة بمرض النقرس لدى الإناث، وفي الحقيقة يظهر مرض النقرس نتيجة ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم عن الحد الطبيعي، ليبدأ بعدها بالترسب على شكل بلورات في المفاصل.
أسباب النقرس
يعود السبب المباشر وراء الإصابة بمرض النقرس إلى ارتفاع مستوى حمض اليوريك، الذي ينتج عن تحليل وتحطيم مركب البيورين في الجسم، وفي الحقيقة يوجد مركب البيورين بشكل طبيعي في جسم الإنسان، بالإضافة إلى وجوده في بعض أنواع الأطعمة مثل اللحوم، والأسماك، وتجدر الإشارة إلى أنّ حمض اليوريك في الوضع الطبيعي يكون ذائبًا في الدم، ويخرج من الجسم عن طريق الكلية مع البول، ولكن في حال حدوث خلل في تصريفه عبر الكلية، أو إنتاج كمية كبيرة منه، يتراكم حمض اليوريك على شكل بلورات إبرية حادة، في المفاصل والأنسجة المحيطة بها، مسبّباً بذلك حدوث الألم والالتهاب.
ومن الجدير بالذكر أنّ هناك حالة طبية تتشابه في أعراضها مع النقرس، ولكنّها تختلف عنه في الأسباب والعلاج؛ حيث يكون سبب تهيّج المفصل هو بلورات فوسفات الكالسيوم، وتُدعى هذه الحالة بالنقرس الكاذب.
عوامل الإصابة بالنقرس
الوراثة: إنّ وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض النقرس، يزيد من احتمالية الإصابة به.
الجنس والعمر: تُنتج أجسام الذكور كميات أكبر من حمض اليوريك، إذ يرتفع مستوى حمض اليوريك في مرحلة البلوغ، لذلك يتم تشخيص مرض النقرس لديهم خلال العقد الرابع وحتى العقد السادس من العمر في الغالب، بينما يرتفع مستوى حمض اليوريك لدى النساء عند انقطاع الطمث؛ حيث يساعد هرمون الإستروجين على الوقاية من الإصابة بمرض النقرس، ولذلك يتم تشخيص المرض لديهنّ خلال العقد السادس وحتى العقد الثامن من العمر غالباً.
نمط الحياة: إنّ تناول الأطعمة الغنيّة بالبروتينات الحيوانية، خاصةً اللحوم والأسماك، وشرب الحكول بكميات متوسطة إلى كبيرة، وتناول كميات كبيرة من سكر الفركتوز الموجود في المشروبات الغازية وعصير الفواكه، جميعها تزيد من مستوى حمض اليوريك في الدم.
الوزن: إذ تزيد السمنة من احتمالية الإصابة بمرض النقرس، وذلك بسبب الكمية الكبيرة لحمض اليوريك الناتجة عن ازدياد عمليات تجديد أنسجة الجسم.
الأدوية: إنّ تناول بعض الأنواع من الأدوية تزيد من مستوى حمض اليوريك في الجسم مثل؛ مدرّات البول، والأسبرين ، والسيكلوسبورين.
التعرّض للرصاص: إذ يرتبط التعرّض المزمن للرصاص في بعض الحالات بالإصابة بمرض النقرس.
العمليات والإصابات: إذ تزداد احتمالية الإصابة بمرض النقرس بوجود إصابات حديثة، أو إجراء العمليات الجراحية خلال الفترة السابقة.
مشاكل صحية: هناك بعض المشاكل الصحية التي تزيد من إنتاج حمض اليوريك مثل؛ مرض التكاثر النقوي ، وفقر الدم الانحلالي وفقر الدم الخبيث ، بالإضافة إلى أنّ الإصابة بأمراض الكلية مثل؛ القصور الكلوي يمكن أن تقلّل من قدرة الجسم على إزالة الفضلات، وبالتالي تراكم حمض اليوريك في الدم، كما ترتبط الإصابة بمرض النقرس ببعض الأمراض مثل؛ ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وقصور الغدّة الدرقية.
العلاجات النقرس المنزلية
الحد من شرب الكحول، والمشروبات المحتوية على سكر الفواكه، واستبدالها بالماء أو المشروبات غير الكحولية الأخرى، تناول المأكولات الغنية بالبيورينات، وأهمها اللحوم والأسماك، العمل على خسارة الوزن الزائد، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، تناول الكرز، والمكملات المحتوية على فيتامين سي، كما أن شرب القهوة قد يساعد على تقليل مستوى حمض اليوريك.