مبنى فاخر للغاية، يكسو وجهته زجاج كثير يعكس الأضواء، يحتوي بداخله على مئات الأبطال الذين يحاربون المرض الخبيث "السرطان" يعانون طوال اليوم من جلسات علاجية متتالية، وينتظرون الليل لينالوا قسطًا من الراحة، ولكن ليلة الأحد الماضي لم يتحقق مرادهم، حيث انقلبت الأحوال رأسًا على عقب خارج معهد الأورام في منطقة المنيل بالجيزة.
نيران مشتعلة قلبت الهدوء الذي يعم المكان، إلى ضجيج وأصوات عالية، بعدما اصطدمت سيارة تحمل متفجرات وتسير عكس الاتجاه، بسيارة آخرى، أسفرت عن مقتل 20 شخصًا وإصابة 47 آخرين، حيث الجرحى والمصابين والأشلاء المتبعثرة في كل مكان.
خلال السطور القليلة التالية، نستعرض عبر عدة مشاهد التسلسل الزمني، لحادث انفجار معهد الأورام الإرهابي، الذي اختطف أرواح 20 شخصًا، وإصابة 47 وآخرين حتى هذه اللحظات.
المشهد الأول
صور وفيديوهات يتداولها الرواد عبر منصات التواصل الاجتماعي، تشير إلى اندلاع حريق في محيط معهد الأورام في منطقة المنيل، تلقت على إثرها قوات الحماية المدنية بالقاهرة، بلاًغا يؤكد وقوع الحادث، وعلى الفور دفعت مبدئيًا بـ4 سيارات إطفاء للسيطرة على الحريق.
وأشارت التحريات الأولية، إلى أن الانفجار نتج عن أسطوانة أكسجين، داخل المعهد، وأسفر عن وقوع ضحايا ومصابين ولكن لم يعرف عددهم.
المشهد الثاني
لم تسيطر السيارات الـ4 الأولى على الحريق، وعلى الفور دفعت الحماية المدنية بمديرية أمن القاهرة، بـ10 سيارات آخرى، لمساندة السابقين، لفرض السيطرة على حريق معهد الأورام.
المشهد الثالث
في البداية تضاربت الأقوال حول أسباب اندلاع الحريق، حيث روى شهود عيان واختلفت أقوالهم، فالبعض قال إن سيارة ميكروباص انفجرت فجأة وتسببت في تهشم السيارات التي تليها في الشارع، كما تسبب الانفجار في تهشم زجاج معهد الأورام.
وأضاف آخرون أنهم شاهدوا عدد من الجرحى والمتوفين فيما أخلت قوات الدفاع المدني مبنى المعهد من المرضى لمعرفة السبب الحقيقي وراء الحادث.
المشهد الرابع
الدكتور حاتم أبو القاسم، مدير معهد الأورام، خرج على الفور في تصريحات صحفية، نافيًا ما تردد من معلومات حول حدوث الانفجار داخل المبنى، مؤكدًا أنه لا صحة لانفجار أسطوانة أكسجين "داخل المعهد"، والانفجار حدث خارج المعهد والمعلومات المبدئية تؤكد أنه حدث إثر حادث تصادم لسيارة كانت تسير عكس الاتجاه.
المشهد الخامس
عقب تداول الأخبار، ونقل المصابين إلى المستشفيات القريبة ومعهد ناصر، انتقل فريق من نيابة السيدة زينب برئاسة المستشار السيد محمد، مدير النيابة، لمكان الواقعة لاجراء المعاينة الأولية للواقعة للوقوف على اسبابها وحصر الخسائر.
واستمعت النيابة إلى أقوال شهود العيان في الواقعة، لكشف ملابساتها، فيما أجرت الإدارة العامة للمرور تحويل مسار السيارات أمام كورنيش القصر العيني بسبب الحادثة.
المشهد السادس
في بيان لوازارة الداخلية عقب اندلاع الحريق بقرابة ساعة، أكد نشوب الحريق في 3 سيارات على طريق الكورنيش، أمام معهد الأورام إثر اصطدام سيارة ملاكي بهم، حال قيام قائدها بالسير عكس الاتجاه على الطريق المشار إليه، نتج عن الحادث مصرع 5 مواطنين وإصابة 15 آخرين تصادف تواجدهم بمكان الحادث.
المشهد السابع
بعد المعاينة التي أجرتها نيابة السيدة زينب، أمرت مصلحة الطب الشرعي بتشريح جثث المتوفين في الحريق الهائل، كما أمرت بالتحفظ على كاميرات المراقبة بمحيط المعهد، لمعرفة أسباب الحريق.
وكلفت النيابة رجال مباحث المرور بالاستعلام عن السيارة المتسببة فى انفجار خارج معهد الأورام بعد تصادمها مع عدة سيارات أخرى نتيجة سيرها عكس الاتجاه لمعرفة صلاحية اوراقها من عدمه، وكذلك الأمر عن سائقها أثناء وقوع الحادث.
وأمرت بانتداب فريق من المعمل الجنائي لمكان الانفجار الذي حدث خارج معهد الأورام بكورنيش القصر العيني نتيجة تصادم سيارة تسير عكس الاتجاه بمجموعة سيارات ونشب عنها دوي انفجار، وذلك لإجراء المعاينة وأخذ عينات من مكان الحريق للوقوف على ما إذا كان هناك مواد متفجرة أو شبهة جنائية وراء الحادث.
المشهد الثامن
أمَّا النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، أمر بانتقال فريق من أعضاء نيابة جنوب القاهرة الكلية لموقع حادث الانفجار الذي وقع أمام معهد الأورام، وإجراء المعاينات اللازمة للوقوف على أسباب وكيفية وقوع الحادث، فيما أصدر قرارًا بفتح تحقيق في الحريق لمعرفة الأسباب.
المشهد التاسع
في بيانٍ رسمي، أكدت وزارة الصحة والسكان وفاة 17 مواطنًا وإصابة 32 آخرين في حادث المعهد القومي للأورام كمؤشر مبدئي لعدد الضحايا والمصابين، مؤكدة أنه تم الدفع بـ 25 سيارة إسعاف لنقل المصابين لمعهد ناصر.
المشهد العاشر
عقب الحادث، وارتفاع عدد الضحايا والمصابين، خيم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعى العديد من الشخصيات الهامة والقيادات حول العالم، الشعب المصري في ضحايا معهد الأورام، ولم يقتصر الأمر على هذا فقط، حيث نعى العديد من لاعبي الكرة، والفنانين والمشاهير عبر صفحاتهم الرسمية، أهالي الضحايا، والتمنيات إلى المصابين بالشفاء العاجل.
المشهد الحادي عشر
في بيانٍ آخر لوزارة الداخلية أعلنت فيه تفصيليًا، عن سبب حادث معهد الأورام الذي وقع أمس الأحد، وأسفر عنه وفاة 20 وإصابة 47 آخرين.
ونص البيان أنه تم فحص موقع الحادث انفجار إحدى السيارات بمنطقة القصر العيني بالتحديد أمام "معهد الأورام" وتبين من الفحص المبدئي أن الحادث نتيجة تصادم إحدى السيارات الملاكي بثلاث سيارات وذلك أثناء محاولة سيرها عكس الاتجاه.
وأضاف البيان أن الأجهزة المعنية انتقلت وقامت بإجراءات الفحص والتحري وجمع المعلومات حيث توصلت لتحديد السيارة المتسببة في الحادث وتحديد خط سيرها، وتبين أنها إحدى السيارات المبلغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر.
وأشار الفحص إلى أن السيارة كان بداخلها كمية من المتفجرات أدى حدوث التصادم إلى انفجارها، حيث تشير التقديرات إلى أن السيارة كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لاستخدامها في تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية.
وتوصلت التحريات المبدئية وجمع المعلومات إلى وقف حركة حسم التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة استعداداً لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.
المشهد الثاني عشر
الرئيس عبدالفتاح السيسي، تقدم بخالص التعازي للشعب المصري ولأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابي الجبان في محيط منطقة قصر العيني مساء أمس الأحد.
وكتب الرئيس عبر الصفحة الرسمية بموقع "فيسبوك": أتمنى الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدًا أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها عازمة على مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره متسلحة بقوة وإرادة شعبها العظيم.
المشهد الثالث عشر
وفي بيانٍ آخر، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إنة تم فتح المستشفيات المجاورة لـ معهد الأورام لاستقبال المرضى بعد تأثير الحادث على مبنى المعهد والخدمات الطبية به.
وأوضحت وزيرة الصحة، أنه تم نقل 78 حالة من معهد الأورام إلى مستشفيات وزارة الصحة، مشددة على استعداد وزارة الصحة تمكين المعهد من إدارة 3 مستشفيات تابعة للوزارة تتكفل الوزارة بالتشغيل، بينما يدير أطباء المعهد، موضحة أن المريض المصري لا يعرف الفرق بين المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والتابعة للجامعات.
وشهدت قائمة الوفيات كل من: محمد هيثم طلخان، فرج السيد، مالك فرج السيد، محمد فرج السيد، محمد فرج فرج، محمد فرج إسماعيل، هنا محمد فرج، شخص يُدعى مظهر وأسرته، وطارق شوقي وزوجته، منى وشهرتها أم هند، ياسمين.
فيما تواجدت حالاتان حرجتان، هما هدير زوجة فرج السيد الذي توفي، وعفاف محمد راشد، بينما يتواجد طفلان ضمن قائمة المفقودين وهما فرج ويوسف.