يتطلع المنتخب الجزائري لمواصلة مسيرته في بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، المقامة حالياً في مصر، والتأهل إلى الدور قبل النهائي في المسابقة القارية، حينما يلتقي غدا الخميس مع كوت ديفوار في دور الثمانية على ملعب السويس الجديد.
وتبدو المواجهة بين الجزائر وكوت ديفوار متكافئة للغاية، بالنظر إلى نتائج مواجهاتهما الرسمية والودية، حيث التقيا في 23 مواجهة، حقق كل منتخب 8 انتصارات، فيما خيم التعادل على 7 لقاءات، مما يصعب التكهن بهوية الفائز في مباراة الغد.
ورغم الانطلاقة المميزة للجزائر في "كان 2019" فوزه بمبارياته الأربع التي خاضها حتى الآن، لكن ذلك لا يعني أن الطريق سيكون ممهدا أمامه لاقتناص بطاقة المربع الذهبي في البطولة، في ظل امتلاك المنتخب الإيفواري للعديد من النجوم القادرين على قلب المعطيات في أي مباراة.
ويمتلك منتخب الجزائر، الفائز باللقب عام 1990، أقوى خط هجوم في البطولة، برصيد 9 أهداف، كما يتميز أيضا بصلابته الدفاعية حيث يعد هو المنتخب الوحيد في المسابقة الذي مازال محافظا على نظافة شباكه.
واستهل محاربو الصحراء مشوارهم في البطولة بالفوز 2-0 على منتخب كينيا، قبل أن يتغلب 1-0 على السنغال في الجولة الثانية، ثم اختتم لقاءاته بالمجموعة الثالثة بالفوز 3-0 على منتخب تنزانيا، قبل أن يفوز بالنتيجة ذاتها على المنتخب الغيني في دور الـ16.
ومن المرجح ألا يجري المحلي جمال بلماضي مدرب الجزائر، أي تعديلات في التشكيلة الأساسية للفريق أمام كوت ديفوار، في ظل تألق غالبية نجومه، رياض محرز، وبلايلي، اللذين سجلا في شباك غينيا، وكذلك المهاجم بغداد بونجاح، وصانع الألعاب سفيان فيغولي، إضافة لإسماعيل بن ناصر، الذي اختير أفضل لاعب في دور المجموعات.
كما سيكون المهاجم الشاب آدم وناس، ضمن خيارات بلماضي، بعدما أثبت جدارته، بتمثيل المنتخب، رغم مشاركته في عدد قليل من الدقائق بالبطولة، وذلك من تسجيله 3 أهداف حتى الآن، تقاسم بها صدارة هدافي المسابقة، بعد انتهاء دور الـ16، مع السنغالي ساديو ماني والكونغولي سيدريك باكامبو، والنيجيري أوديون إيجالو.
وتعتبر هذه هي المواجهة الـ 7 بين المنتخبين في بطولات أمم أفريقيا، حيث حقق منتخب كوت ديفوار 3 انتصارات، مقابل انتصارين للجزائر، وخيم التعادل على لقاءين بينهما.
وكانت أبرز اللقاءات التي جمعت المنتخبين في أمم أفريقيا، بنسخة 2010 في أنجولا، عندما تأهلت الجزائر للمربع الذهبي لآخر مرة في تاريخها بالمسابقة القارية، بالفوز 3-2 على كوت ديفوار، بعد وقت إضافي في مباراة ظلت نتيجتها معلقة حتى اللحظات الأخيرة.
وستكون الفرصة مواتية للجزائر للثأر من الخسارة 1-3 أمام كوت ديفوار في آخر مواجهة بينهما بأمم أفريقيا، عندما التقيا بدور الثمانية لنسخة 2015، التي أقيمت في غينيا الاستوائية، ليشق بعدها منتخب "الأفيال" طريقه نحو التتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخه.
من جانبه، يرغب منتخب كوت ديفوار في الظهور مجددا بالدور قبل النهائي للبطولة، في ظل أدائه التصاعدي بالنسخة الحالية.
وبدأ كوت ديفوار البطولة الحالية بأداء باهت، وفاز بصعوبة 1-0 على جنوب أفريقيا، ثم خسر من المغرب، قبل أن يحقق فوزا كبيرا 4-1 على منتخب ناميبيا في آخر مبارياته بالمجموعة الرابعة، قبل أن يتخطى عقبة المنتخب المالي بفوزه عليه 1-0 في دور الـ16.
ويأمل إبراهيم كامارا مدرب كوت ديفوار في مواصلة السير على هذا النهج، وقيادة الفريق المليء بالنجوم، على غرار ويلفرد زاها، الذي أحرز هدف الفريق الوحيد أمام مالي، وجوناثان كودجيا وماكس آلان جارديل وماكسويل كورنيه، لنصف النهائي.
ويلتقي الفائز من هذه المباراة مع الفائز من مباراة نيجيريا وجنوب أفريقيا، في نصف النهائي.