يحتفل اليوم، أبناء النوبة في 7 يوليو سنويا، باليوم العالمي للنوبة للاحتفاء بهذه المنطقة وتاريخها وتراثها، وترجع فكرة الاحتفال بهذا اليوم إلي عام 2004، حيث تقدم مجموعة من النوبيين بطلب لمنظمة الأمم المتحدة لتدشين يوم مخصص للاحتفال بالنوبيين والتراث النوبي، وفي هذا الإطار، نعرض لكم أبرز المعلومات عن النوبة وأهلها.
الزي النوبي المميز
يعتبر الزي النوبي من أهم سمات وملامح التراث، حيث يمتلك سكان هذه المنطقة زيا فريدا من نوعه لا يوجد في أي منطقة من العالم، وينقسم إلى عدة أنواع.
- الجرجار وهو زي مخصص للنساء، مصنوع مخصوص لتغطية المرأة جيدا حتى قدميها مما كان يجعله يجر في الأرض لهذا السبب سمي بجرجار من قماش التل الأسود الرقيق.
- زي البنات، حيث ترتدي الفتيات جلباب واسع مطرز بالألوان الهادئة، وبعد الزواج ترتديه بتطريزات غنية وبألوان زاهية يغلب عليها الأحمر، الذي لا يسمح لها بارتدائه قبل الزواج.
- ملابس العرسان، تختلف عن العادي، البدلة والفستان، حيث تكون ملابس العروسة تكون من ثلاث قطع رئيسية واحد شفاف للوجه وأخر ملون فوق الرأس، والأخير من القماش الأبيض الثقيل يغطى الرأس بأكمله، أما العريس فيرتدى جلباب أبيض من القطن، وشال من الحرير وعمامة بيضاء على الرأس، ويضع في قدميه مركوب أحمر اللون.
- زي كاسر، عبارة عن عمة بيضاء توضع على رأس الرجال لتقيهم من حر الشمس ولهيبها وفى نفس الوقت أصبحت دليل على الهيبة والمكانة الكبيرة.
- الزي الأبيض، حيث يعتبر اللون الأبيض من الألوان الأساسية للزي النوبي الرجالي، حيث إن الأبيض من أفضل الألوان القادرة على عكس أشعة الشمس بعيد عن الجسم.
اللغة النوبية
تعتبر اللغة عدة طبقات مركبة من كل لغات حوض نهر النيل، والكتابات المصرية عبر تاريخها منذ الهيروغليفية والديموطيقية، مرورا باللغة اليونانية القديمة، انتهاء بالعربية، ورغم تراجع التحدث بها من قبل الأجيال الحديثة، باتت أقدم لغة متكلمة ومكتوبة، في تاريخ البشرية بعد اندثار الفرعونية والقبطية القديمة، كما يصر أهل النوبة، على التحدث بها حفاظاً على بقائها، بعد انتشار الحديث بلهجة باقى المدن المصرية.
كما تعتبر لغة النوبة عاملا قويا في انتصار حرب أكتوبر، حيث كانت لغة الشفرة في حرب أكتوبر 1973، كما ذكر الكاتب محمد حسنين هيكل في إحدى حواراته، وفشل العدو الصهيوني في فك رموزها، ويكون للنوبيين فضل المساهمة في نصر أكتوبر.
واللغة النوبية تتكون من 24 حرفا منها 4 حروف صوتية خاصة باللغة النوبية، و17 حرفا ساكنا و5 حروف متحركة، وحرفان نصف متحرك.
الطعام النوبي
لا تخلو مائدة نوبية من بعض المأكولات التي تعتبر من الموروثات النوبية، ويأتى من ضمن هذه الموروثات، "الجاكود" وهو عبارة عن ملوخية، ولكن على الطريقه النوبيه باستخدام البصل والشوربة وتسمى بالفاديكية اترر، ويوجد "الكرمديد" وهي أكلة الشتاء حيث تمنح الجسم الدفء والطاقة تكون من دقيق وماء معجون بالحلبة وسكر، كما يوجد عدة أكلات نوبية أخرى مثل "الإتر"، و"الكابد"، و"الويكة"، و"الشعرية"، و"القرقوش"، ولحم "الأصلاج".
العادات والتقاليد النوبية
كما اختلف الزي والطعام واللغة عن باق العالم تختلف كذلك العادات والتقاليد النوبية في كل شئ.
- من عادات النوبة صناعة "الإبراش" من سعف النخيل، وفي أحيان كثيرة استبدلت تلك الأبراش بالحصر المصنوعة من البلاستيك.
- طعام الإبريق يعد من المخبوزات العريقة، التي يحافظ عليها النوبيون حتى الآن، وهو يشبه الفطير الرقيق، ويصنع على فرن الدوكة، ويوضع عليه عصير الليمون.
- أبرز عادات الزواج، التي ما زالت حاضرة بقوة، هو أن النوبي لا يتزوج إلا نوبية مثله، ولا يشذ عن تلك القاعدة إلا قليل، وفي الماضي كان الشاب النوبي الذي يخالف هذه العادة، يتعرض للعقاب، ويعزف باقي أقاربه عن الزواج من إخوته البنات جزاءً له على ارتباطه من خارج النوبة.
- تعميد الطفل في يوم السبوع، هي عادة قبطية كانت موجودة قبل التهجير، وكانت تتضمن رش اللبن في النيل وغسل وجه الطفل الرضيع بمياه النيل تبركا به، لكن هذه العادة اندثرت بتعد إقامة النوبيين بعيدًا عن النيل.
المنازل النوبية
تُبنى البيوت النوبية من الطين والجريد، وهو ما يميزها عن غيرها، وتأتي فكرة بناء هذه البيوت، من الفراعنة، هذه البيوت خالية من الأمراض، حيث يستخدمون أدوات في بناءها من الطبيعة.
وداخل كل منزل هناك فتحات للتهوية في الأعلى، وعندما يأتي الشتاء يقومون بغلق تلك الفتحات لمنع دخول الهواء، وهو ما جعلهم لا يحتاجون إلى أجهزة مكيفة بتلك المنازل.