أسدل الستار على مرحلة المجموعات في بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، المقامة حاليا في مصر، حيث شهدت تأهل أربعة منتخبات عربية لدور الستة عشر في المسابقة هي مصر والجزائر والمغرب وتونس، بينما أخفق المنتخب الموريتاني، الذي يشارك للمرة الأولى في البطولة، في اجتياز عقبة الدور الأول.
ويشهد دور الستة عشر عدة مواجهات ساخنة لا يمكن التكهن بهوية الفائز بها من بينها خمسة نهائيات لنسخ سابقة في البطولة.
ويصطدم منتخب نيجيريا، الذي جاء في المركز الثاني بترتيب المجموعة الثانية، بمنتخب الكاميرون، في إعادة لثلاث مباريات نهائيات جرت بينهما في البطولة.
وربما تسنح الفرصة للمنتخب النيجيري، الذي يمتلك ثلاثة ألقاب في البطولة، في الثأر من الخسائر التي تلقاها أمام نظيره الكاميروني في النهائيات الثلاثة التي جرت بينهما، والتي كانت بدايتها في نسخة المسابقة عام 1984 بكوت ديفوار، وانتهت بفوز منتخب "الأسود غير المروضة" 3 / 1 على منتخب "النسور الخضراء"، ليتوج المنتخب الكاميروني باللقب للمرة الأولى في تاريخه.
وتجددت المواجهة بين المنتخبين في نهائي نسخة المسابقة التي جرت بالمغرب عام 1988، وحسمها المنتخب الكاميروني لصالحه من جديد، إثر فوزه بهدف نظيف جاء من ركلة جزاء، ليحرز لقب البطولة الثانية.
وبعد غياب 12 عاما، التقى المنتخبان في نهائي نسخة المسابقة عام 2000 التي استضافتها غانا بالاشتراك مع نيجيريا، ليواصل المنتخب الكاميروني تفوقه ويفوز باللقب الثالث، بفوزه 4 / 3 بركلات الترجيح، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2 / 2، ويخرج الآلاف من الجماهير النيجيرية التي احتشدت في المدرجات بالعاصمة النيجيرية القديمة لاجوس وهم يشعرون بالحسرة والألم، بينما أحرز منتخب الكاميرون لقبيه الآخرين عامي 2002 و2017.
كما يشهد دور الستة عشر صداما آخر بين المنتخبين الغاني، الذي تصدر ترتيب المجموعة السادسة، والتونسي الذي حل في المركز الثاني بالمجموعة الثانية.
وسبق للمنتخبين أن التقيا في نهائي نسخة البطولة التي أقيمت في تونس عام 1965، وانتهت بفوز المنتخب الملقب بـ"النجوم السوداء" 3 / 2 على منتخب "نسور قرطاج" بعد الوقت الإضافي، ليحتفظ منتخب غانا بلقبه الثاني على التوالي في البطولة آنذاك، قبل أن يفوز به عامي 1978 و1982.
وبخلاف تلك المباراة، التقى المنتخبان الغاني والتونسي في ست مباريات أخرى بأمم أفريقيا، حقق خلالها منتخب غانا خمسة انتصارات، كان آخرها في دور الثمانية عام 2012، عندما فاز 2 / 1، بينما عجز منتخب تونس عن تحقيق أي انتصار.
في المقابل، سيلتقي المنتخب المصري، متصدر ترتيب المجموعة الأولى، محققا العلامة الكاملة، مع منتخب جنوب أفريقيا، الذي احتل المركز الثالث في المجموعة الرابعة، ليأتي ضمن أفضل أربعة منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المجموعات الست بمرحلة المجموعات.
وستعيد تلك المواجهة إلى الأذهان لقاء المنتخبين في نهائي البطولة عام 1998 في بوركينافاسو، الذي انتهى بفوز المنتخب المصري 2 / صفر، ليتوج المنتخب الملقب بـ"الفراعنة" بالبطولة للمرة الرابعة في تاريخه في ذلك الوقت، بعدما حصل عليها أعوام 1957 و1959 و1986، قبل أن يحمل الكأس مجددا أعوام 2006 و2008 و2010، ليحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة.
وكان المنتخبان تواجها أيضا في دور المجموعات في البطولة عام 1996 بجنوب أفريقيا، حيث فاز المنتخب المصري 1 / صفر.
كما تشهد مواجهات دور الستة عشر أيضا لقاءات لا تقل سخونة، حيث يلتقي المنتخب الجزائري، الفائز باللقب عام 1990، الذي تصدر ترتيب المجموعة الثالثة، مع منتخب غينيا، صاحب المركز الثالث في المجموعة الثانية، في ثاني لقاءاتهما بأمم أفريقيا، بعدما التقيا مرة وحيدة بالبطولة في دور المجموعات عام 1998، وانتهى اللقاء بفوز المنتخب الغيني 1 / صفر.
ويواجه المنتخب المغربي، الذي أحرز الكأس عام 1976، متصدر ترتيب المجموعة الرابعة، نظيره البنيني، الذي نال المركز الثالث في ترتيب المجموعة السادسة.
ويعد هذا هو اللقاء الثاني بين المنتخبين في أمم أفريقيا، بعدما فاز المنتخب المغربي 4 / صفر في المواجهة الوحيدة التي جرت بينهما في مرحلة المجموعات لنسخة البطولة عام 2004 في تونس، قبل أن يشق منتخب "أسود الأطلس" طريقه إلى المباراة النهائية التي خسرها أمام نظيره التونسي آنذاك.
ويلتقي منتخب مالي، الذي تربع على صدارة ترتيب المجموعة الخامسة، مع منتخب كوت ديفوار، بطل المسابقة عامي 1992 و2015، الذي حصل على المركز الثاني في ترتيب المجموعة الرابعة.
والتقى المنتخبان في أمم أفريقيا أربع مرات، حقق المنتخب الإيفواري ثلاثة انتصارات، مقابل تعادل وحيد، بينما أخفق المنتخب المالي في تحقيق أي فوز، حيث كانت أشهر وأهم مباريات المنتخبين، عندما التقيا في الدور قبل النهائي بنسخة المسابقة عام 2012، والتي انتهت بفوز منتخب "الأفيال" 1 / صفر، لكنه فشل في حمل الكأس بخسارته أمام منتخب زامبيا في نهائي البطولة.
ويواجه المنتخب السنغالي، الساعي لنيل اللقب للمرة الأولى في تاريخه، والذي صعد للدور الثاني بحصوله على المركز الثاني في ترتيب المجموعة الثالثة، نظيره الأوغندي، صاحب المركز الثاني في المجموعة الأولى، في أول لقاء بينهما بأمم أفريقيا.
وينطبق الأمر نفسه على لقاء منتخب مدغشقر، الوافد الجديد للبطولة، الذي تصدر ترتيب المجموعة الثانية، ومنتخب الكونغو الديمقراطية، صاحب المركز الثالث في المجموعة الأولى، حيث تعتبر هذه هي المواجهة الأولى بينهما في أمم أفريقيا.