تشهد المنطقة العربية وخاصة منطقة الخليج حالة من تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جانب وإيران من جانب آخر، الأمر الذي أوجد مناخ مازوم انعكس بصورة واضحة على مستقبل الأمن الإقليمي، خاصة وأن هناك العديد من الشواهد التي تبرهن على تورط إيران في العديد من الهجمات التي تتعرض لها السفن المارة في مضيق هرمز وخليج عدن بالإضافة إلى استهداف المصالح الخليجية في السعودية والإمارات، والذي كان من تداعياته إرسال الولايات المتحدة والبحرية الملكية البريطانية العديد من القوات لتأمين حركة تدفق النفط من المنطقة.
وعلى ضوء ذلك، قال الدكتور مصطفى صلاح، الباحث في العلاقات الدولية، ان العديد من الدلائل الحية تشير إلى ضلوع طهران في الاعتداء على السفن المارة في منطقة الخليج، خاصة بعدما أوضح البنتاجون في بث مصور أحد القوارب الإيرانية التي كانت تحاول نزع أحد الألغام قبل انفجارها في أحد السفن اليابانية، وليس الأمر يقتصر على ذلك، بل أن هذا النوع من العمليات تقوم به العديد من الميليشيات المسلحة التابعة لها في المنطقة خاصة ميليشيا الحوثي الجناح العسكري لطهران في اليمن والذي توظفه إيران في تهديد أمن الدول الخليجية بعد العقوبات الاقتصادية الأمريكية عليها وعلى حلفائها.
وأضاف "مصطفى صلاح" أن سياسة استهداف ناقلات النفط في منطقة الخليج كأداة إيرانية فاعلة للضغط على خصومها من دول المنطقة وحلفاء الولايات المتحدة بصورة مباشرة، والضغط على الولايات المتحدة بصورة غير مباشرة، ولكن هذا الاستهداف الإيراني انعكس بصورة سلبية عليها خاصة بعد الانعكاس المباشر ليس فقط على الولايات المتحدة التي تستهدفها إيران، ولكن الأمر امتد إلى الجانب الأوروبي خاصة بعد مطالبة ألمانيا طهران بالعمل ضمن الاتفاق النووي وفي إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك إعلان البحرية البريطانية بالاشتراك مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بإرسال قوات عسكرية لتأمين خطوط الملاحة البحرية في منطقة الخليج ضد الاستهداف الإيراني، ومن ثم تفقد إيران مزيد من الحلفاء خاصة الجانب الأوروبي بفعل هذه الممارسات.