"صراخي.. مازلت أتذكره حتى اليوم، الشخص الذي يحمل حقيبة سوداء في يده لم تذهب صورته من أمام عيني"، بهذه الكلمات روت الفتاة الثلاثينية، ابنة محافظة سوهاج، قصة ختانها ومعاناتها.
"فاطمة ع أ"، الفتاة ذات الـ 30عامًا، تروي مأساتها قائلة: "منذ أن كنت في الثامنة من عمري، نادتني أمي، والبستني جلبابًا رجالي، رمادي اللون، ووضعتني على ساقها، أثناء استقلالها العربة، لأن العربية مكتظة بالسيدات والرجال، حيث اصطحبت أمي أعمامي وعماتي وخلاتي".
وتابعت: "وصلت لقرية ما زلت أعرف اسمها، "الدوابي" التابعة لمحافظة سوهاج، ودخلت مكانًا ضيقًا جدًا، لايوجد به إلا سرير واحد فقط، ورجل معه حقيبة سوداء، يقوم بإخراج آلة حادة"الموس"، وخرج أعمامي وكل من كان معي في العربة، ورأيتهم متجمعين ومنتظرين خارج الغرفة، وبقيت أنا ووالدتي فقط داخل الغرفة، وعندما استفسرت عن الأمر قالوا إنها "عملية طهارة".
وأضافت: "عندما استخرج هذ الرجل الذي أطلقت عليه اسم الحلاق منه ذلك الوقت، الموس والمشرط، وقطع من الشاش والقطن، حينها أدركت ما ينتظرني فصرخت صراخًا شديدًا ودخلت في نوبة بكاء، إلا أن أهلي أصروا على ختاني، وتمت العملية أمام الجميع بعد أن أمسكونى وقيدوا حركتي".
وتستطرد الفتاة "مازلت أخجل عند رؤية أعمامي وعماتي حتى الآن، على الرغم من أنني أنتظر زواجي قريبًا، من ابن عمي الذي رآني وقت أن كنت أبكي، وعندما كان يسيل الدم من جسدي، فتأثري النفسي بالواقعة لم يقل، وحتى الآن لا أستطع أن أتخيل كيف سيكون ابن عمي زوجًا لي، رغم حبي وعشقي له".