حقق منتخب مدغشقر لكرة القدم أحد أهم الانتصارات في تاريخ الفريق، عندما تغلب على منتخب مصر الكبير بهدف نظيف، في افتتاح مشوار الفريقين بمجموعتهما في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس أمم أفريقيا 2004.
ولم يستفد منتخب مدغشقر من هذا الفوز الثمين وأنهى التصفيات في المركز الثاني خلف مصر، وفشل في بلوغ النهائيات مجددا.
وبعد مرور نحو 17 عاما، يتطلع منتخب مدغشقر إلى بصمة جديدة وحقيقية على الساحة الأفريقية، على أرض مصر، حيث يخوض نهائيات كأس الأمم الأفريقية الـ 32 التي تنطلق في 21 يونيو الجاري.
ويخوض منتخب مدغشقر البطولة للمرة الأولى في تاريخه، مستفيدا من قرار زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 24 منتخبا حيث سيكون واحدا من 3 وجوه جديدة في البطولة.
وعلى الرغم من افتقاره لخبرة مثل هذه المنافسات، يتطلع منتخب مدغشقر لترك بصمة جيدة لاسيما أنه يتفوق على فرق أكثر منه خبرة بهذه البطولة، إذ يحتل مركزا وسطا بين المشاركين في أمم أفريقيا 2019 وفقا لتصنيفه العالمي.
ومن بين المنتخبات الـ24 المشاركة في البطولة القارية يأتي منتخب مدغشقر في المرتبة 16 بين هذه الفرق في ترتيبها بتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
والمثير أن منتخب مدغشقر ونظيره المصري وكذلك المنتخبان السنغالي والتونسي أول الفرق المتأهلة لنهائيات كأس أفريقيا 2019 عبر التصفيات قبل أن تنقل استضافة البطولة إلى مصر.
واحتل منتخب مدغشقر المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات برصيد 10 نقاط، وبفارق 6 نقاط خلف المنتخب السنغالي، متفوقا على منتخبي غينيا الاستوائية صاحب المركز الرابع في نسخة 2015، والسودان أحد المتوجين السابقين بالبطولة.
ويدخل مدغشقر البطولة تحت قيادة مديره الفني الفرنسي نيكولا دوبوي الذي تولى المسؤولية في مارس 2017، وقاد الفريق ببراعة في التصفيات.
ويعتمد المدرب الفرنسي على مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين بالخارج وإن كان معظمهم في أندية متواضعة بفرنسا.
ويبرز من لاعبي الفريق باولن فوافي نجم فريق مصر المقاصة المصري وإبراهيم صامويل أمادا نجم مولودية الجزائر الجزائري ولالاينا نوميني مهاجم فريق باريس إف سي الفرنسي.
وقد تكون قلة خبرة معظم عناصر الفريق هي المشكلة الأساسية التي تواجه الفريق لاسيما أن دوبوي لا يتمتع أيضا بخبرة كبيرة في مجال التدريب بأفريقيا.
وقد يكون أقصى طموح للفريق في هذه البطولة هو الوصول للدور الثاني أو تحقيق أي فوز في مبارياته بالدور الأول ضمن مجموعة تضم معه منتخبات نيجيريا وبوروندي وغينيا.
أما الوصول لأبعد من هذا في البطولة فإنه سيكون مفاجأة من العيار الثقيل لهذا المنتخب الذي يخطو أولى خطواته القارية.