استقبل فضيلة الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، اليوم الثلاثاء، شياو جنغ نائب سفير الصين بالقاهرة، والوفد المرافق، بمكتبه بالجامعة، لبحث سبل تعزيز أوجه التعاون بين جامعة الأزهر والجامعات الصينية، وشهد اللقاء الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، الدكتور طارق سلمان، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.
ورحب رئيس الجامعة بالوفد ، معبرًا عن اعتزازه بقوة ومتانة العلاقات بين جامعة الأزهر والجانب الصيني، مشيرًا إلى أن ذلك تمثل في افتتاح قسم اللغة الصينية بكلية اللغات والترجمة، إضافة لافتتاح معمل الصوتيات بكلية اللغة العربية بالدراسة.
وبحث رئيس الجامعة، عددًا من الأفكار المتعلقة بسبل تطوير وتوسيع آفاق التعاون بين جامعة الأزهر والجامعات الصينية في مختلف المجالات الأكاديمية والبحثية والثقافية، خصوصًا في ضوء رغبة مصر ودولة الصين في دعم وتنمية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، ومن بينها مجالات التعاون الأكاديمي والبحثي والتدريب والتبادل الطلابي ابتعاث طلاب الدراسات العليا للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه بين الطرفين.
مشيرًا إلى أن هذه الزيارات والمناقشات تعكس قوة ومتانة وصلابة العلاقات بين جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية، وهي من النتائج الإيجابية التي ترتبت على زيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى بكين .
وخلال اللقاء استعرض رئيس الجامعة مقتطفات من تاريخ الأزهر الشريف، وجامعته التي تعد واحدة من أعرق وأقدم جامعات العالم، مؤكدًا أن سر بقاء الأزهر الشريف على مدار أكثر من ألف عام يكمن في التزامه بالمنهج الوسطى المعتدل، مشيرًا إلى أهمية "وثيقة الاخوة الإنسانية" التي قام بتوقيعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور شيخ الازهر والبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، في أبوظبي.
وأوضح أن الأزهر الشريف جامعا وجامعة يدرس به أكثر من ٣٣ ألف طالب وطالبة وافدين من أكثر من 100 دولة، وفى هذا دلالة وتأكيد واضح على مكانة الأزهر الشريف وثقة دول العالم به، إضافة إلى طلب معظم السفراء المعتمدين في جمهورية مصر العربية لزيادة عدد المنح الدراسية لأبنائهم، ونحن من هذا المنطلق نرى أن هؤلاء الطلاب سفراء لمنهج الأزهر الشريف في بلادهم.
من جانبه وجه الوفد الصيني خالص الشكر لمؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد المحرصاوي، رئيس الجامعة، على حفاوة الاستقبال ومظاهر الود والترحيب، كما أشاد بالاهتمام والرعاية التي يتلقاها طلاب وطالبات الصين الدارسين في جامعة الأزهر، مؤكدا أن جامعة الأزهر لها دور كبير في تعزيز التعاون بين الجانبين المصري والصيني، وأن بلاده تحرص وتسعى من خلال زيارة اليوم إلى توطيد العلاقات، مكررًا شكره على رعاية واهتمام الأزهر بالطلاب الصينين الدارسين في جامعة الأزهر، لافتا إلى أن هناك تعاون تدريبي للأئمة والدعاة الصينين في مؤسسة الأزهر الشريف تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجارى الإعداد لدورة تدريبية أخرى لأئمة من الصين عددهم 20 إمام خلال الفترة المقبلة، كما أكد حرصه على توقيع المزيد من مذكرات التفاهم والتعاون بين جامعة الأزهر والجانب الصيني.
معلنًا أن السفارة الصينية بالقاهرة بدورها تدعم كافة سبل التعاون بين جامعة الأزهر والجامعات الصينية في شتى المجالات، مضيفًا أن دولته تسعى أيضا لمزيد من التعاون مع قارة أفريقيا من خلال جامعة الأزهر خاصة وأن لديها الآلاف من الخريجين في شتى دول العالم.
كما أبدى ترحيب بلاده الشديد ورغبتها في استقبال وفد من قيادات الجامعة لزيارة الجامعات الصينية لبحث آفاق أرحب من التعاون بين جامعة الأزهر والجامعات الصينية، مرحبًا أيضًا بسفر الطلاب والطالبات من الأزهر لاستكمال الدراسات العليا في الجامعات الصينية، معلنًا استعداده لتقديم كافة سبل الدعم للطلاب والباحثين في قسم اللغة الصينية.
موضحًا إلى أن ذلك يأتي في إطار التطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن تم عقد ثماني لقاءات بين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ونظيره الصيني خلال الخمس سنوات الماضية.
مؤكدًا أن خريجي الأزهر الشريف من الطلاب والطالبات الصينين يعودون إلى بلدهم نماذج مضيئة ويحملون الفكر المعتدل وقيم التسامح والتعايش، وهم يمثلون عوامل قوة في المجتمع الصيني، متمنيًا مزيدًا من التعاون من أجل مجابهة التحديات التي تواجه البلدين من أصحاب الأفكار المتطرفة.
مشددا على تقدير بلاده لدور مؤسسة الأزهر الشريف جامعا وجامعة في نشر الأفكار الصحيحة والمعتدلة ودوره في توضيح المفاهيم المغلوطة للطلاب والطالبات الوافدين من مختلف دول العالم.
بدوره تمنى الدكتور طارق سلمان، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، فتح مزيد من آفاق التعاون بين جامعة الأزهر والجانب الصيني، خصوصًا في كافة مجالات الدراسات العليا، مثنيًا على تقدم الصين في مجالات التصنيع الدوائي، ومجال الزراعة والتكنولوجيا الحيوية.
موضحًا أن جامعة الأزهر يتبعها 6 مستشفيات جامعية تعمل على مدار الساعة، ويتمنى أن يتسع التعاون ليشمل مجال الأجهزة الطبية.
ومن جانبه قال الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، إن الطلاب الوافدين لدينا في الجامعة يدرسون من خلال منح دراسية معتمدة ومن خلال التواصل المباشر مع سفارات دولهم المعتمدة.
موضحًا أن مناهج الجامعة تعلم الطلاب المصريين والوافدين قيم التسامح وتزودهم بثقافة التنوع والاختلاف وقبول الآخر والحفاظ على الوطن، مؤكدًا أن إدارة الجامعة تتابع باهتمام الطلاب والطالبات الوافدين في الدراسة، سواء في مستواهم وتطورهم العلمي أو في الحضور الغياب، ومن يلاحظ تغيبه وعدم انتظامه في الدراسة يتم اتخاذ الإجراءات القانونية المنظمة لذلك، مطالبًا في نهاية كلمته بتفعيل برنامج تدريبي للطلاب المصريين والصينين