"نعم نستطيع، نعم نستطيع".. هكذا كان الشعار الذي يحفز به مشجعو الإكوادور منتخبهم الوطني لكرة القدم، قبل خوض فعاليات بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
ولكن الفريق، خذل جماهيره وكان الوحيد من المنتخبات الستة التي شاركت من أمريكا الجنوبية في هذه البطولة، الذي ودع فعاليات المونديال البرازيلي من الدور الأول بعدما احتل المركز الثالث في مجموعته.
ورغم هذا، وعلى الرغم من خروج الفريق صفر اليدين من الدور الأول في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية "كوبا أمريكا 2015" في تشيلي، لم ييأس المشجعون وواصلوا تحفيزهم للفريق، خاصة بعد البداية القوية له في تصفيات مونديال 2018، حيث حصد 13 نقطة من أول ست مباريات له بالتصفيات واحتل المركز الثاني بفارق الأهداف فقط خلف أوروجواي.
وفي الوقت الذي انتظر فيه أنصار الفريق، أن يعوضهم المنتخب الإكوادوري عن هذه الإخفاقات من خلال مشاركة قوية في النسخة المئوية لكوبا أمريكا، والتي استضافتها الولايات المتحدة في 2016، سقط الفريق مجددًا وودع البطولة من دور الثمانية، كما فشل بعدها في التأهل لمونديال 2018 بروسيا ليثير حيرة وغضب جماهيره.
ومع غيابه عن المونديال الروسي، لم يجد أمام المنتخب الإكوادوري ما يحفظ به ماء وجهه ويصالح به الجماهير سوى تقديم طفرة حقيقية في مشاركته المرتقبة بالنسخة الجديدة من كوبا أمريكا والتي تستضيفها البرازيل من 14 حزيران/يونيو الحالي إلى السابع من تموز/يوليو المقبل.
ومع كل إخفاق للمنتخب الإكوادوري في السنوات القليلة الماضية، وخاصة منذ سقوطه في المونديال البرازيلي، كان القرار التالي دائما هو تغيير الإدارة الفنية للفريق حتى عاد المدرب الكولومبي هيرنان داريو جوميز لقيادة الفريق، بهدف إعادة البريق للمنتخب الإكوادوري عبر كوبا أمريكا 2019 .
وأصبح جوميز، هو الممثل الجديد القديم "للمدرسة الكولومبية" التي يرجع إليها كثير من نجاحات الكرة الإكوادورية في السنوات الماضية حيث عاد جوميز لتدريب الفريق في أواخر العام الماضي بعد 14 عاما من ترك المهمة.
وكان مؤسس عملية التطوير في كرة القدم الإكوادورية هو المدرب المونتنجري دوشان دراسكوفيتش، الذي تولى تدريب هذا المنتخب في 1988 وكان فريقا ضعيفا لكنه أدخل إليه أساليب اللعب الحديثة.
وبعدها، تعاقب على تدريب المنتخب الإكوادوري ثلاثة مدربين كولومبيين هم فرانسيسكو ماتورانا وهيرنان داريو جوميز ولويس فيرناندو سواريز وذلك على فترات مختلفة.
ولجأ ماتورانا لتطوير واستكمال ما بدأه دراسكوفيتش، كما قاد جوميز المنتخب الإكوادوري إلى كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان لتكون المشاركة الأولى للفريق في بطولات كأس العالم.
وقاد سواريز، الفريق لمونديال 2006 بألمانيا بينما فشل الإكوادوري، سييستو فيزويتي في قيادة الفريق إلى البطولة التالية عام 2010 بجنوب أفريقيا.
وأعاد الكولومبي، الآخر رينالدو رويدا الفريق إلى المسار الصحيح معتمدا في ذلك على مجموعة من اللاعبين أصحاب القدرات البدنية الرائعة، والأداء الخططي الرفيع الذين ينطلقون في الهجوم بمجرد الاستحواذ على الكرة إضافة لوجود خط وسط رائع يضم ستة لاعبين متميزين.
ورغم هذا، افتقد المنتخب الإكوادوري القدرة الجيدة والكافية على هز شباك المنافسين، وهو ما مثل عقبة كبيرة أمام الفريق في المونديال البرازيلي.
وبعد رحيل رويدا، لم يتغير الحال كثيرا في السنوات القليلة الماضية، والتي اتسمت بالتذبذب في مستوى الفريق.
ويدرك الفريق صعوبة مهمته في كوبا أمريكا 2019 ، لكنه في نفس الوقت يتمتع بالطموح والرغبة في تحسين صورته.
لكن المشكلة الحقيقية التي تواجه الفريق تكمن في صعوبة مجموعته النارية التي تضم معه منتخبات أوروجواي صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كوبا أمريكا (15 لقبا) وتشيلي الفائز باللقب في النسختين الماضيتين 2015 و2016 واليابان الضيف الطموح.
ويستهل المنتخب الإكوادوري مسيرته في البطولة بمواجهة نظيره الأوروجوياني ثم يصطدم في المباراة التالية بمنتخب تشيلي ويختتم مسيرته في المجموعة بالمواجهة اليابانية.
ويحتاج الفريق إلى الحفاظ على فرصته في التأهل حتى المباراة الأخيرة أمام اليابان من خلال خطف نقطة أو اثنتين على الأقل من مباراتيه الأوليين على أن يسعى لتحقيق الفوز في مواجهة الساموراي الياباني.
ويشترك المنتخب الاكوادوري مع نظيره الفنزويلي في أنهما الفريقان الوحيدان اللذان لم يسبق لهما الفوز بلقب كوبا أمريكا.
وكانت أفضل نتائج الفريق في البطولة سابقا هي الفوز بالمركز الرابع. وخاض المنتخب الاكوادوري ثلاث نسخ من بطولات كأس العالم وبلغ الدور الثاني في نسخة 2006 بألمانيا.
ولكن الفريق بقيادة مدربه الكولومبي جوميز ولاعبيه المخضرمين مثل جابرييل أتشيلار ولويس أنطونيو فالنسيا وآنخل مينا يسعى لتقديم نسخة جيدة والمنافسة بقوة على اللقب في ظل تراجع مستوى أكثر من فريق كبير في هذه القارة.