من عبد الناصر لـ السيسي.. تاريخ حافل للعلاقات المصرية الإريترية

السبت 08 يونية 2019 | 03:11 مساءً
كتب : سارة محمود

علاقات لم تكن وليدة اللحظة، وإنما تمتد جذورها لقديم الأزل، ولكنها مرت بالكثير من المحطات؛ فكانت بداية العلاقات بين مصر وإريتريا عام 1952، مرورًا برؤساء مصر متذبذبة، حيث اكتسبت زخمًا في الستينات عندما أرسى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أسس التعامل بين البلدين، وبعد مرورها بفترة قصيرة من الركود في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، عادت العلاقات إلى قوتها مرة أخرى في عهد السيسي، ما يؤكد ثبات واستقرار العلاقات الثنائية وتطويرها في شتى المجالات.

ولم تكن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، برئيس دولة إريتريا "أسياس أفورقي"، اليوم السبت بقصر الاتحادية، هو الأول من نوعه، منذ أن تولي رئاسة الجمهورية، وإنما سبقته العديد من الزيارات لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، ويأتي ذلك في إطار تدعيم العلاقات المشتركة، وتعزيز التعاون مع دول القارة السمراء في مختلف المجالات.

عبد الناصر .. وتميز العلاقات

على مر التاريخ؛ قدمت مصر دعمها السياسي لحليفتها الإفريقية؛ مؤكدة حق إريتريا في تقرير مصيرها، وحين وُضعت العقبات في طريق تحررها حرصت مصر على دعم الثورة الإريترية وأقامت ناديا لاتحاد الطلبة الإريتريين بشارع شريف بالقاهرة.

ففي عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وبعد ثورة 23 يوليو 1952، اتخذت العلاقات منحى متميزًا، وفي مؤتمرات الصلح بعد الحرب العالمية الثانية، قدمت مصر طلبًا خاصًا بإريتريا لاسترداد ميناء مصوع، الذي كان يرفرف عليه العلم المصري قبل الاحتلال الإيطالي لهذا الميناء، وكان هذا الموقف يعنى إقرار مصر حق تقرير المصير لإريتريا.

وفي منتصف الخمسينات عبّرت مصر عن تضامنها مع قضية شعب إريتريا باستقبال زعماء الإقليم وافتتاح مكتب للإريتريين بالقاهرة مما هيأ لهم إعلان قيام جبهة تحرير إريتريا عام 1960، بحسب صحيفة "إريتريا" الحديثة.

السادات.. تاييد الحكم الذاتي

وبعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، وتولية الرئيس الراحل أنور السادات، استكملت مصر دعمها لاستقلال اريتريا بمناشدة "السادات" المجلس العسكري الإثيوبي أن يبذل ما في وسعه لحقن الدماء ووقف أعمال العنف، مُعربًا عن تأييده الصريح لحق إريتريا في الحكم الذاتي.

وتشكلت في مصر عام 1978 جمعية للصداقة المصرية الإريترية، من أجل التحرير وتقرير المصير، وبادرت وزارة الصحة المصرية بإرسال بعثة طبية إلى المناطق المحررة في إريتريا لعلاج المصابين.

مبارك.. استقلالها

أما في عهد محمد حسني مبارك، فقد ذهب إلي إريتريا عام 1993 مهنئًا باستقلالها، قُبيل انعقاد مؤتمر القمة الإفريقي بالقاهرة بأسابيع قليلة، ولتصبح العاصمة المصرية أول عاصمة ترفع العلم الإريتري على أراضيها.

مرسي.. ركود العلاقات

حينما قامت ثورة يناير عام 2011، تحولت العلاقات على الساحة المصرية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة، كما انها مثلت بالطوق النجاة بالنسبة لبعض الدولة، ولكن شهدت العلاقات المصرية الإيترية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، حالة من الركود؛ ولكنها لم تستمر طويله حتى تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد.

السيسي.. وتوطيد العلاقات

واستمرارًا فى ملف العلاقات المصرية الإيترية، يحمل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسالة سلام للدول العربية، سعي جاهدًا على إعادة الملف الخارجي من جديد لتصبح العلاقات المصرية العربية قوية.

وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية؛ تشهد نسبة السلع المصرية الموجودة بالسوق الإريتري "بصفة ثابتة" نحو 10% من إجمالي السلع لا سيما مع القبول الذي تتمتع به السلع المصرية على مستوى المواطن الإريتري، فضلًا عن سمعتها الطيبة.

كما تصدر مصر بعض مواد البناء للسوق الإريترية مثل الحديد والأسمنت والمواد الأساسية المرتبطة بمشروعات التنمية.

وتُعد آلية إقامة معارض المنتجات المصرية هي الآلية الأكثر أهمية فى عملية التبادل التجاري، حيث أقيمت 5 معارض للمنتجات المصرية منذ استقلال إريتريا.

اقرأ أيضا