ازدادت حدة المواجهات والتهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران، وخاصة العسكرية، في الأيام الماضية حتى وصلت إلى فوه الحرب التي من الممكن أن تشتعل في أي وقت، حيث بدأها ترامب بسيل من التصريحات العدائية، والتهديد بين وقت وآخر بشن عملية عسكرية ضد إيران، في حين أن الأخيرة تمتلك الكثير من القوة الخارجية والداخلية فضلا عن أنشطتها الصاروخية والنووية التي تهدد العمق الإسرائيلي وهو ما تضعه الولايات المتحدة فى الحسبان.
الموقف الدولى
على ضوء ذلك قال هانى سليمان، المتخصص في الشأن الإيراني، إن تعويل إيران على شبكة علاقاتها وحلفاؤها في إدارة صراعها مع الولايات المتحدة الأمريكية، هو مغامرة كبيرة؛ حيث الصين لن تمضي كثيراً في مواجهة واشنطن، وبرغم الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، غير أن المصالح الاقتصادية مع واشنطن أكبر منها مع طهران، وربما يكون هناك مفاوضات ناجحة في وقت ما، وهو ما سيؤثر على حجم الدعم الصيني لطهران، وهو الدعم الذي لن يتجاوز الشكل الاقتصادي.
الموقف الروسي
وأشار هاني سليمان إلى أن روسيا، تعي جيداً أهمية الورقة الإيرانية في الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة أهميتها في الداخل السوري، وروسيا تمسك العصا من المنتصف، رغم رفضها العقوبات الاقتصادية على طهران، لكنها يهمها وجود أوراق في مواجهة واشنطن وبخاصة في ملف أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا، فهي ورقة مهمة في مسار التفاوض، وروسيا لن تنجرف لدفاع عسكري عن طهران إذا ما تطورت الأمور.
الموقف التركي
واضاف "سليمان" أن تركيا في حالة عزلة مشابهة لعزلة طهران، وخاصة في المحيط الأوروبي، وهي معنية بحصة الـ 40% من إمدادتها من النفط الإيراني، لكن هناك خلافات في الداخل السوري، وهو ما حاول جواد ظريف وشاويش أوغلو تجاوزه في القمة منذ أسابيع لتقريب وجهات النظر، خاصة مع وجودهما في خندق واحد فيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، رغم اختلاف المحددات، فإيران بنفوذها الذي يعتمد على العنصر الطائفي، وطهران مع اعتمادها على جماعات المعارة المسلحة ودعمها لحركات مصنفة إرهابياً.
تخصيب اليورانيوم
وأكد "هاني" أن إعلان طهران رفع معدلات تخصيب اليورانيوم هو محاولة للضغط الشديد على الحلفاء الأوروبيين، وعلى واشنطن، من أجل الدفع بتأكيد جديتها في هذا الأمر وأنها ليست مجرد تهديدات، وهو ما يجعل الأمور أكثر تعقيداً، ويجعل هناك احتمالية للتفاوض مع دخول وسطاء.