بعدما انتشرت العديد من الأخبار التي أفادت باقتراب الهدوء على الساحة السودانية، خاصة مع محاولة تشكيل الحكومة بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، ومع رفض الكثيرين لدعوات الإضراب التي أطلقها بعض التابعين لقوى الحرية من أجل الضغط على المجلس الانتقالي، الأمر الذي بات وشيكًا من حل الأزمة في بلاد الجنوب، لكن كانت هناك أطراف أخرى لا تسعى لتلك التهدئة وتحاول إفساد الحل.
قبل عدة أيام ظهرت عدة لافتات في ميادين السودان، بدا واضحًا أنّ حاملوها تابعين للإسلاميين والذين سعوا لإثارة الفوضى والقيام بما يطلق عليها الثورة المضادة، من أجل الحفاظ على ما تبقى منهم خاصة وأنّهم كانوا أولى المتحالفين مع نظام البشير، وبعد سقوط هذا النظام بدؤا يبحثون عن طرقًا أخرى لبسط يدهم وعدم خروجهم خاسرين من تلك المعركة، وكأنّ السيناريو الذي حدث قديمًا في مصر يُحاول أبناء البنا إعادة إحياءه من جديد.
"حزب المؤتمر الوطني، والحركة الإسلامية" هؤلاء من يطلقون عليهم القوى الإسلامية والذين يمثلون جماعة الإخوان في السودان، وهؤلاء هم من قاموا بالانقلاب ودعموا نظام عمر البشير في العام 1989، وينتشرون في مؤسسات الدولة، وخاصة القوى الأمنية، تلك الجماعات التي تعمل على عدم تسليم السودان لأبناء الثورة، فتحاول بقدر الإمكان إثارة الفوضى والشغب والوقيعة بين قوى التغيير والمجلس العسكري الانتقالي ، فتعمل بكآفة الطرق على إثارة القلاقل أمام أية حكومة مدنية مقبلة، لاسيما أنهم يعانون حاليًا من الشعور بالخوف من الاقصاء على أيدي القوى الثورية المعارضة، التي تطالب بحل هذه المؤسسات وإعادة هيكلتها، وحل حزب المؤتمر الوطني، ومحاكمة رموز نظام الحكم والفاسدين.
الاخوان يعتقدون أن السودان أحد ممتلكاتهم
بعد عزل الإخوان من حكم مصر هرب أغلبهم إلى السودان وتركيا وقطر، فكانت السودان بالنسبة لهم ساحة يحاولون إعادة تمركزهم في المنطقة عن طريقها، لم يدركون أنّ الأمر سينقلب عليهم أيضًا هناك، لذلك فهم يعملون حاليًا على محاولة منع تسليم السلطة بالكامل لـ«قوى الحرية والتغيير»، لذلك فمهاهم حاليًا افتعال المشاكل والأزمات و بتسريب الشائعات والأخبار المفبركة الهادفة للتشويش وإثارة البلبلة.
الخطر الأكبر الذي يواجه هؤلاء حاليًا في السودان ليس فقط مجرد خسارتهم السلطة والحكم، ونبذهم من قبل شباب الثورة خاصة بعدما شاهدوا تجربتهم في مصر ومافعلوه في الدولة المصرية في عام كامل تولوا فيه الحكم، الخطر الأكبر كان وعد الفريق البرهان بأنّه هدوء الأوضاع في السودان وعودة الاستقرار وتوقف المظاهرات لن تتم إلّا بتسليم المطلوبين أمنيًا وجميعنا يعلم جيدًا أنّ جميعهم تابعين للجماعة الإرهابية.