أكد الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" إن أوروبا لن تستجيب للضغوط الأمريكية من أجل حظر شبكات الجيل الخامس للهاتف المحمول من إنتاج "هواوي" الصينية ، بعد أقل من 24 ساعة من قرار إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" حظر استخدام تكنولوجيا الجيل الخامس لشبكات الاتصالات التي تنتجها شركة "هواوي تكنولوجيز" الصينية.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا هم من بين حلفاء أمريكا الرئيسيين الذين يواجهون طلب واشنطن إما الاشتراك في حظر استخدام تكنولوجيا "هواوي" أو مواجهة عقوبات أمريكية.
وذكر "ماكرون" في مؤتمر عن التكنولوجيا بباريس "من وجهة نظرنا لا يجب حظر هواوي ولا أي شركة أخرى.. فرنسا وأوروبا براجماتيين وواقعيين. نحن نؤمن بالتعاون والتعددية. في الوقت نفسه نتعامل بحذر بالغ بشأن الحصول على التكنولوجيا الجيدة، وحماية أمننا القومي واحترام كل قواعد السلامة والأمن".
وذكرت بلومبرج أن تصريحات ماكرون تعكس المزاج العام في أوروبا. ففي حين تعتزم ألمانيا تشديد القواعد المنظمة لأمن شبكات اتصالاتها، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها لا تعتزم الإشارة إلى أي شركة أو مورد محدد.
وفي ألمانيا، قال يوخن هومان رئيس الوكالة الاتحادية للشبكات في ألمانيا اليوم ، إنه يعارض استبعاد شركة هواوي الصينية للاتصالات من تطوير شبكات الجيل الخامس في بلاده .
وأضاف هومان أن نفس القواعد الصارمة يجب تطبيقها على جميع الشركات، قائلا " من يلتزم بهذه القواعد يجب أن يكون جزءا من عملية التطوير، بغض النظر عن اسم الشركة ".
وأوضح هومان أن الوكالة سوف تكشف عن مسودة بشأن متطلبات أمنية جديدة خلال الصيف.
وأعلنت الحكومة البريطانية اليوم ، أنها تراجع سياستها بشأن السماح لشركة هواوي الصينية للاتصالات بالمشاركة في تطوير شبكات الجيل الخامس في بريطانيا، وذلك عقب أن حظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دخول الشركة الصينية إلى الشبكات الأمريكية.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة " نحن نراجع النهج السياسي الصحيح بشأن الجيل الخامس".
وأضافت" عندما يكون هناك إعلان جاهز، سوف يبلغ وزير الثقافة البرلمان" موضحة " نحن ملتزمون بضمان تمتع شبكات الاتصالات في بريطانيا بالأمن الكامل، وأي قرار سوف يستند على تقييم فني وواقعي للمخاطر ".
وقد طالب عدد من النواب والخبراء الأمنيين رئيسة الوزراء تيريزا ماي بأن تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت صحيفة"ديلي تلجراف" قد ذكرت الشهر الماضي أن ماي وافقت على السماح لهواوي بالمساعدة في تطوير البنية التحتية"غير الأساسية" لشبكة الجيل الخامس في بريطانيا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أمس الأربعاء، حالة طوارئ وطنية لحماية شبكات الاتصالات في خطوة ينظر إليها على أنها تستهدف إبعاد شركة هواوي الصينية عن السوق الأمريكي.
وقال بيان صادر عن البيت الأبيض إن تحرك الرئيس ترامب يأتي في إطار التزامه بحماية خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للولايات المتحدة.
وأضاف البيان أن الأمر الذي وقعه الرئيس ترامب يمنح الحكومة الاتحادية القدرة على منع الشركات الأمريكية من التعامل مع موردين أجانب محددين، لكنه لا يذكر صراحة الصين أو هواوي، التي تعد لاعبا رئيسيا في إطلاق شبكة الجيل الخامس.