يعشق المصريون أن تفترش المائدة الرمضانية في مصر بالأكلات المتنوعة والمشروبات الكثيرة، فلا تخلو مائدة رمضانية فى البيوت المصرية من مشروبين رئيسيين: هما السوبيا وقمر الدين، فيعتبران من المشروبات الأولى بلا منازع ومكانتهما بارزة على مائدة الإفطار.
ويعد تلك المشروبين موروثًا شعبيًا كل جيل توارثه عن الآخر دون الخوض فى الرجوع لأصل هذه المشروبات ودخولها كل بيت مصري.
وترجع بداية ظهور مشروب السوبيا ترجع إلى عصرالمماليك، وتم اختراعه في أوقات الشدة عندما كان بيت المال خاليًا من النقود التى تكفي كل المحتاجين، فكانت حصة الفرد من الدقيق تقل ويزيد السمن والسكر والأرز، وكانت الهند ترسل الجزية جوز هند وتوابل وهنا تمت لأول مرة صناعة السوبيا.
وتعتبر أول بلد عرفت مشروب السوبيا حسب الراويات التي تتعددت هى دولة السعودية، حيث تفنن السعوديون
في صناعة هذا المشروبـ التي تمت صناعته من الشعير أو الخبز المجفف الناشف، أو الشوفان، أو الزبيب، وتضاف لهذه المكونات بعد تصفيتها مقادير من السكر وحب الهال والقرفة، وتخلط جميعها بمقادير متناسبة، ويضاف لها الثلج، وتقدم بألوان مختلفة، أبرزها اللون الأبيض الذي يحمل لون الشعير، والأحمر الذي يقدَّم بنكهة الفراولة، والبني بالتمر الهندي.
وانتشرت تلك الصناعة للمصريين من خلال اختلاط المصريين والسعوديون ونقل الثقافات المختلفة بين البلدين.
وأوضحت الدراسات الأمريكية، أن مشروب السوبيا من أهم المشروبات التي تمد الجسم بالطاقة، ومصدر مهم من مصار الكالسيوم، وأن كل المكونات التى يحتوى عليها هذا المشروب تمد الجسم بالطاقة التى افتقدها من الحر ونقص المياه منه، وإضافة الشوفان والشعير يمد الجسم بالألياف الغذائية التى تساعد على تنظيم حركة الأمعاء".
وفى مقابل كل هذه المكونات المفيدة يخشى خبراء التغذية نظرًا لكمية السكر الكبيرة التى يحتوى عليه مشروب السوبيا ومن ذلك السعرات الحرارية الكثيرة، التى يضيفها للجسم وهو ما يكون الدهون، وينصح بعدم تخزين السوبيا بعد تحضيرها فترة طويلة حتى لا تفقد قيمتها.