يترقب الناخبون في جنوب إفريقيا ،النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية بعد إغلاق مراكز الاقتراع مساء اليوم ، وتعد الانتخابات تحديا رئيسيا لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم.
وتحدى الناخبون الطقس البارد والأمطار وتوجهوا إلى مراكز الاقتراع بعد ربع قرن من نهاية نظام الفصل العنصري (أبارتايد) في انتخابات محورية بعد سنوات من فضائح الفساد التي ابتليت بها "أُمة قوس قزح" متعددة الأعراق.
ومن المتوقع إعلان النتائج الأولية في وقت لاحق الأسبوع الجاري، وقد يتم إعلان نسبة إقبال الناخبين قبل ذلك. ومن شبه المؤكد أن يفوز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي مجددا، رغم أنه تضرر على مدار العقد الماضي جراء سلسلة من الفضائح في عهد الرئيس السابق جاكوب زوما الذي أُجبر على الاستقالة العام الماضي، وهو حاليا قيد المحاكمة في تهم فساد.
وتعهد خليفته الرئيس سيريل رامافوسا بـ"فجر جديد" لمواطني جنوب إفريقيا الذين فاض بهم الكيل من الفساد المالي، كما تعهد بجعل الحزب مجددا جديرا ببطل الحرية وأول رئيس ديمقراطي للبلاد، نيلسون مانديلا.
وقال رامافوسا عقب الإدلاء بصوته في مسقط رأسه ببلدة: "نبشر بفجر جديد، بفترة من التجديد وهي أيضا فترة من الأمل.. هذا تصويت يذكرنا بعام 1994".
ويتمتع رامافوسا بسمعة طيبة وبالنزاهة وطهارة اليد، ولكن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي فقد أصواتا في السنوات الأخيرة، في عهد زوما، لصالح حزب "مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية" اليساري المتطرف و"التحالف الديمقراطي".
وقال جوليوس ماليما زعيم حزب "مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية" الذي تعهد بإعادة توزيع الأراضي المملوكة للبيض وتأميم البنوك، لوسائل الإعلام بعد الإدلاء بصوته: "إذا أردتم التغيير، فإن حزب مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية هو الذي سوف يحقق ذلك".
وأضاف ماليما: "بمجرد إغلاق مراكز الاقتراع.. سيقول شعب جنوب إفريقيا لنا ما الذي قرره.. ما إذا كان يريد البقاء عاطلا وبدون أراض".
وفي الوقت نفسه، حصد التحالف الديمقراطي جزءا من أصوات ناخبي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي كان مهيمنا في الماضي. وفي الانتخابات البلدية الأخيرة، فاز التحالف الديمقراطي في مدينتين رئيسيتين، جوهانسبرج وكيب تاون.
وقال زعيم التحالف الديمقراطي مموسي مايماني بعد التصويت اليوم: "حيث يحكم التحالف الديمقراطي، لا تُسرق أموال.. هذا اختبار ليس بشأن الولاءات، هذا تصويت للكفاءة".
وتابع: "كان ال25 سنة الماضية بداية رائعة ونهاية مروعة".
ووفقا للنظام الانتخابي لجنوب إفريقيا، لا يصوت المواطنون بشكل مباشر لاختيار الرئيس، لكن التصويت لصالح حزب المؤتمر الوطني الإفريقي هو في الأساس تصويت لصالح رامافوسا.
وسوف تحدد نسبة فوز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في النهاية مدى قوة قبضة رامافوسا في التعامل مع الفساد في حزبه المتصدع، وسط رغبة المجموعة المتبقية من أعوان زوما في إخفاق رامافوسا.
وقال ستيفن فريدمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جوهانسبرج، إن الانتخابات كانت تتعلق بالأساس بمعارك داخل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أكثر من كونها سباقا بين مختلف الأحزاب للسيطرة على الحكومة.
ووفقا لفريدمان: "الانتخابات لن تغير الحكومة، ولكنها قد تغير التوازن بين الفصيلين المتنافسين على السلطة داخل حزب المؤتمر الوطني، الذي يدعم أحدهما رامافوسا، والآخر الرئيس السابق جاكوب زوما".
وتوقع استطلاع للرأي أجراه "معهد العلاقات بين الأجناس" الأسبوع الجاري أن يحصل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي على أقل من 55% من أصوات الناخبين، وأظهر أن "مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية" قد حصل على دعم كبير، حيث توقع أن ينال نحو 14% من الأصوات.
وفي الانتخابات الوطنية السابقة في عام 2014، حصل حزب "المؤتمر الوطني الإفريقي" على نحو 62% من الأصوات، و"مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية" على ما يزيد قليلا عن 6% من الأصوات.
وكان التحالف الديمقراطي حصل على نحو 22% من الأصوات في انتخابات عام 2014، ويتوقع أن يحصل على النسبة نفسها تقريبا في هذه الانتخابات، وفقا لاستطلاع معهد العلاقات بين الأجناس.