شهدت كنائس المنيا، اليوم الجمعة ، إقامة صلاة الجمعة العظيمة الذي بدأ منذ الصباح الباكر بصلاة البصخة، واختتمت الكنائس بالسجود 400 سجدة على ألحان " كريليسون" وهو مصطلح مسيحي معرب عن جملة في اللغة اليونانية Κύριε ἐλέησον، بمعنى "يا رب إرحم" ، وانتهت الصلاة حوالي الساعة السادسة مساءاً، فتحتفل الكنيسة القبطية في هذا اليوم احتفالاً مهيبًا، وذلك وسط تشديدات أمنية مكثفة.
ورصد "بلدنا اليوم" مراسم إقامة الصلاة من أقدم كنائس المنيا "مارجرجس، الأمير تادروس" التي يرجع تاريخهما لأكثر من 100 عام وكان أبرز مراسم صلاة الجمعة هو صوم الأقباط في هذا اليوم بزهد وتشقف شديد، فتعري في هذا اليوم المذابح من ملابسها الثمينة (صباحًا) إشارة لعري السيد المسيح لأنهم عروة وجلدوه وهذا إعلان عن تأثير الخطية وبشاعتها من خلال الطقس لكي يعرف الجميع أن الخطية تعري الإنسان.
الجمعة العظيمة وتعرف بعدة أسماء أخرى منها جمعة الآلام والجمعة السوداء وهو يوم احتفال ديني بارز في المسيحية وعطلة رسمية في بعض دول العالم، يتم من خلاله استذكار صلب السيد المسيح وموته في الجلجثه ودفنه، وتعتبر جزءًا من الاحتفالات بعيد القيامة وتكون في يوم الجمعة السابقة له، وتتزامن في التوقيت الغربي مع الاحتفال بعيد الفصح اليهودي.
من الأسماء الأخرى التي تعرف بها هذه المناسبة هي الجمعة الجيدة والجمعة المقدسة والجمعة الحزينة وجمعة عيد الفصح.
ويرجع اساس الاحتفال بهذه المناسبة استنادًا إلى إنجيل يوحنا 19: 42 فإن صلب السيد المسيح تم يوم الجمعة، وقد فصلّت الأناجيل أخبار وتفاصيل القبض على السيد المسيح ومحاكمته وتعذيبه وصلبه ومن ثم موته ودفنه التي تستذكر في هذا اليوم.
الجمعة العظيمة كحدث تاريخي حدث في 3 أبريل استنادًا إلى فصح اليهود الذي صلب فيه السيد المسيح، وحادثة إظلام السماء التي أشار إليها الإنجيل أيضًا، وتعتبر المناسبة يوم صوم إلزامي للمسيحيين، واللون التقليدي للإشارة إليها هو الأسود أو الأرجواني في التقليد السرياني والقبطي أو الأحمر في التقليد اللاتيني الروماني.
تعتبر جمعة الآلام يوم صيام إلزامي في مختلف الطوائف والكنائس المسيحية، يتم الانقطاع فيها عن الطعام والشراب في الكنيسة الكاثوليكية والارثوزكسية من منتصف ليل الخميس وحتى ظهر يوم الجمعة أو حتى السادسة من مساء الجمعة كما في الكنيسة القبطية والبيزنطية.
وتكون الوجبات اللاحقة نباتيّة وغير مطبوخة وغير محلاه في بعض البلدان ترتبط الجمعة العظيمة بمأكولات معينة، في سوريا ولبنان يعد طبق يدعى "الحر والمر" لمناسبة الجمعة العظيمة، وهو عبارة عن سلطة خضار يضاف إليها زيتون إضفاءً لنكهة من المرارة تيمنًا بالمسيح الذي ذاق المر على صليبه، وفق ما ذكر العهد الجديد، وفى مصر يتم الإفطار بتناول الفول وبدون زيت مع رشفه من حامض الخل، والنابت والطعمية، ف "الطعمية " ترمز إلى الحجر الذي وضع على قبر السيد المسيح، والنابت يرمز إلى أن الحبابة الميته يمكن أن يخرج منها جذر أي من الموت وجودة الحياة.