تعتبر الأمثال الشعبية جزء أصيل من ثقافة الشعوب، فلا يخلو مجتمع من المجتمعات من هذه الثقافة، حيث أن هذه الأمثال لم تخرج من وحي أو تأليف كاتب بعينة، بل هي خرجت من رحم مواقف حية مر بها السابقون، واستطاعوا هؤلاء السابقون ببلاغتهم، أن يخلصوا تلك المواقف في صور كلمات قصير وموجزة، توارثها الأجيال في صيغة أمثال مأثورة، ولأن وراء كل مثل حكاية ساهمت في ظهوره، سنقدم لكم في السطور القادمة، قصة مثل من أشهر الأمثال المصرية، وهو مثل "رجعت ريما لعادتها القديمة".
في حقيقة الأمر، إن هذا المثل تم تغييره من "رجعت حليمة لعادتها القديمة" إلى "رجعت ريما لعادتها القديمة"، في على مر العصور تم استبدال كلمة "حليمة" إلى كلمة "ريما".
وللمثل هذا قصة، تعود أصوله إلى قديم الزمان، حيث كان هناك امرأة تسمى حليمة، وكانت هذه المرأة متزوجة من رجل يدعى حاتم الطائى، وكان هذا الزوج مشهور بكرمه وسخائه وجوده على جميع المحيطين به، ولكن زوجته حليمة، كانت نقيضته تماما حيث كانت مشتهرة ببخلها الشديد.
ومن شدة بخلها، كانت تضع في طهيها كمية قليلة من السمن بملعقة صغيرة للغاية، وذات يوم قرر زوجها أن يعلمها الكرم، فقال لها، بأن قديما كان السابقون يقولون، بأن المرأة التي تضع معلقة كبيرة من السمن في الطهيها ، يطال الله في عمرها، وبالفعل أخذت حليمة كلام زوجها محمل الجد، وقامت بوضع السمن بسخاء في طهيها، حتى تعودت على ذلك الأمر، وأصبح طهيها مذاقه جميل للغاية.
وذات يوم من الأيام، أصابتها مصيبة كبيرة، حيث توفي ابنها الوحيد، والذي كانت تعزه وتحبه كثيرا، ومن شدة حزنها عليه تمنت الموت، لذا قررت أن تقلل في السمن التي كانت تضعه في طهيها، لكي ينقص الله في عمرها وتموت، وعندما علم الناس بأمر عودتها لتقليل السمن في طهيها، رددوا مقولة "عادت حليمة إلى عادتها القديمة"، ومنذ ذلك الحين، أصبح الأشخاص يضربون هذا المثل، عندما ينقلب حال الشخص، ويعود إلى طبيعته الأولى، بعدما ترك سلوك ونهج معين، ثم عاد إليه مرة أخري.