أكد الدكتور طه على، الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن المشاركةُ السياسيةُ فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية هى إحدى دلالاتِ النضجِ السياسى للجماهير ووعيها بدورها فى إدارة شئونها، وذلك هو جوهر الديمقراطية، موضحًا أن زيادةَ نسبِ المشاركةِ تُعنى ارتباطاً أكبرَ للشعبِ بمؤسسات الدولةِ وآليات الحكمِ القائمةِ بما يعزز بدوره شرعية النظام الحاكم وصولاً إلى أعلى درجات الاستقرار.
وأضاف الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن ما لا تريده "جماعة الإخوان" هو عدم المشاركة الإيجابية خاصة بعد أن نبذهم المصريون، لينخرطوا فى أسوأ عمليةِ تحريضٍ ضد الدولةِ المصريةِ عبر التاريخ، والاستعانة بالقوى الخارجية كما كان دأبهم منذ تأسيس الجماعة بداية من مساعيهم للتواصل مع هتلر فى الثلاثينات وبريطانيا وأمريكا فيما بعد.
وتابع الدكتور طه على: لقد دأب الإخوان على بثِّ الروحِ الانهزاميةِ بين المصريين، ولطالما تبنوا دعواتٍ لخروجِ المصريين على قيادتهم السياسية فى محاولة لإفشال التجربة التنموية التى انطلقت فى أعقاب "30 يونيو 2013"، والتى بدأت تؤتى ثمارها أخيرًا. لكن المصريين وبقدرٍ معقولٍ من الوعى والمؤازرةِ شهدَ به الرئيس عبد الفتاح السيسى نفسه رفضوا الانصياعَ لكل الاشكال التحريضية التى دعا إليها الإخوان.
وأوضح أن المشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية يعنى قدراً أعلى من الدعم للنظامِ السياسى بشكلٍ عام، وهو ما يُمَثِّل لطمةً قاسيةً للإخوان بعد كل ما بذلوه خلال الفترة الأخيرة، ومساعيها لتوظيفِ حالات ضعفِ المشاركة بأنه تأييدا لها واستغلال ذلك عالمياً، وهذا تفكيرٌ خاطئ إذ انصرف المصريون عن الجماعة بعد أن انكشف مخططَ الاستيلاء على الدولةِ المصريةِ وخطفِها كما كان يُدبَّر لها من قِبَل الجماعة وأعوانها خارجيا، لافتا إلى أن زيادةَ درجةِ المشاركةِ السياسيةِ يعنى زيادة وعى المصريين، وهو ما يمثل مسمارًا فى نعش الجماعة التى لطالما حاولت التعامل مع المصريين بموجب "ثقافة القطيع" التى لا تعتنى إلا بملء البطون لتخرج عليهم الجماعة بـ "الزيت والسكر"، وهو ما انكشف أخيرًا حيث اقتنع المواطن بضرورة الصبر على الجهود الأخيرة لبناء الدولة المصرية ومؤازرة مؤسساتها انتظارًا لجنى ثمار الإصلاح السياسى والاقتصادى الدائر على أرض مصر.