ما زالت مشكلة "الأم البديلة" أزمة رئيسية يواجهها كل من الأمهات والأطفال داخل دور الرعاية الاجتماعية، ونظرًا لزيادة إقبال الأطفال على دور الرعاية أو الأيتام، بسبب إنقاذ العديد من الأطفال المشردة في الشوارع وإيداعها داخل دور الرعاية، في وقت تكون الدار بها أم بديلة فقط، أو اثنين، وفي نظير ذلك تتقاضى مبلغ مالي ضئيل.
المشكلة الأكبر
وتأتي المشكلة الأكبر، أنه بعد أن يتعلق الطفل بمن ترعاه وتستمع له، وهي الموظفة العاملة بالدار، إلى حد أن يعتبرها أما له بدلا عن أمه الحقيقية، تترك هذه العاملة وظيفتها بسبب قلة المال، وزيادة العبء عليها نظررا لرعايتها عدد كبير من الأطفال، وبالتالي يؤثر على الصحة النفسية للأطفال.
ومع إحياء "يوم اليتيم" في مصر – الذي يوافق يوم الجمعة الأول من أبريل لم تكن مجرد زيارة دور الأيتام وقضاء وقت مع الأطفال المقيمين بها كافيا، ولكن الأهم من ذلك هو الوقوف على المشكلات التي تواجه هؤلاء الأطفال في ملاجئهم، وبالتالي فإن حل هذه المشكلة ستكون هي الهدية القيمة التي يحتاجون إليها بالفعل.
أم بديلة واحدة على 35 طفل
داخل دار" إسماعيل سلام" بشبرا الخيمة، تجد مايقرب من 35 طفل، وتوجد سيدة تدعى"زوزو" وهى الأم المسئولة عن عدد من الأطفال بدءا من أمور الطعام والشراب والمتابعة الصحية وصولا إلى متابعة دراستهم وتوجيههم التربوي، تواجه عناء كبيرًا ومشقة عليها، لدرجة أن الشيطان يراودها إلى حد كبير لترك وظيفتها تلك، إلا أنها ترفض لأنها تشعر بأن هؤلاء الأطفال جزء منها.
الطفل اليتيم
الطفل"محمود" يروي سبب تعلقه بالأم"زوزو"، وتخوفه من تركها للدار، قائلا:" أعشق ماما زوزو، بس خايف لتسبيني وتمشي، كل شوية اسمع إنها ماشية، واعيط كتير، ياريت تقولوها متسيبنيش".
تعاقب الأمهات خطر على الطفل
حذر الدكتور جمال فرويز، استشاري طب نفس، من خطورة تعاقب الأمهات البديلات على الطفل، لما قد يسببه من اضطرابات نفسية تصل أحيانا إلى حد المرض النفسي، مؤكدا أن حالة الطفل النفسية تتأثر أولا بما يسمى بقلق الانفصال، حيث يكون لديه قلق دائم وخوف شديد من أن كل شخص يحبه أو يقترب منه قد يتركه – بصرف النظر عن السبب لأنه كطفل غير معني به، مشيرا إلى أن هذا الشعور قد يلازمه طوال حياته.
تغيير مسمى
وطالب "فرويز" بتغيير هذا المسمى ، لأن إدراك الطفل بأن هذه الموظفة ليست هي أمه الحقيقية، فإن هذا لا ينفي وقوع الصدمة على الطفل، وبالتالي يستطيع أن يكمل حياته على هذا الوضع.