تعد الأمثال الشعبية جزء أصيل من ثقافة الشعوب، حيث أنها تعكس خبرات تلك الشعوب في كلمات قصيرة وموجزة، كما أنها اصبحت إرث يتوارثه الأجيال، جيل تلو الآخر، حيث أن تلك الأمثال خرجت بالفعل من رحم مواقف حية حدثت لبعض الأشخاص، لذا وراء كل مثل قصة وحكاية، وسنقدم لكم في السطور القادمة، واحد من أشهر الأمثال المصرية، وهو مثل "هذا الشبل من ذاك الأسد".
وراء هذا المثل قصة مضحكة وطريفة، حيث يحكي أن هناك رجل ذهب إلى زيارة صديقه البخيل، وعندما وصل إليه، طلب البخيل من ابنه أن يذهب ويشتري ½ كيلو لحم من أحسن الجزارين، وبالفعل ذهب الولد، وعاد بعد فترة وجيزة، لكنه لم يشتري شيئا.
فسأله والده، "أين اللحم يا بني؟، فأجابه الصبي، "لقد ذهبت إلى الجزار وقال لي سأعطيك لحم كأنه زبد، فقلت لنفسي ولم لا أشتري الزبد بدلا من اللحم، فذهبت إلى البقال، وطلبت منه، أن يعطيني أفضل ما عنده من الزبد، فقال لي سأعطيك زبد كأنه عسل، فقلت لنفسي ولما لا أشتري العسل بدلا من الزبد، فذهبت إلى بائع العسل، وطلبت منه أن يعطيني أفضل ما لديه من العسل، فقال سأعطيك عسل كأنه ماء صافي، قلت لنفسي إذا كان الأمر كذلك، فعندنا في البيت ماء صافي، لذا لم أشتري شيئا".
فقال له والده، "إنك صبي ذكي وشاطر بالفعل، ولكن فاتك شيء مهم، لقد استهلكت حذائك بالجري من محل إلى آخر"، فأجبه الصبي، "لا يا أبي، لقد ارتديت حذاء الضيف"، فضحك الضيف وقال، "هذا الشبل من ذاك الأسد"، ومنذ ذلك الحين، وأصبح هذا المثل يضرب عندما يسلك الولد نفس درب والده، فيتصرف ويفكر بنفس طريقة وأسلوب والده.