ضرب الأمثال الشعبية من أكثر الأشكال التعبيرية انتشارًا في وطننا العربي، حيث أنها تعد لسان حل الشعوب، فهي تعكس ثقافتهم وخبرتهم وتقاليدهم، ونظرًا لأهميتها أصبحت إرث يتوارثه الأجيال جيلاً تلو الآخر، ولأن وراء كل مثل مغزى وحكاية، نعرض لكم في السطور القادمة قصة مثل من أشهر الأمثال العربية شيوعا وهو مثل "رب أخ لم تلده أمك".
ويتردد هذا المثل، في مواقف الشهامة والرجولة وعدم التخلي بين الأصدقاء، لكن هذا المثل في الأصل ضرب كنوع من السباب بين إمرأة ورجل في زمن لقمان الحكيم، حيث يذكر أنه في أحد الأيام مر لقمان الحكيم على خيمة يجلس بداخلها رجل وامرأة، فطلب منهم لقمان أن يشرب كوب من الماء، وبالفعل قدمت له المرأة الماء، ولكن بينما كان يشرب لقمان الماء، وجد طفل صغير يبكي ولا يهتم أحد بشأنه.
وسأل لقمان المرأة، "لمن هذا الطفل؟"، فأجابته بأنه هذا الطفل ابن زوجها، فسألها ومن هذا الشاب الذي تجلسين معه، فقالت له أنه أخيها، ففي هذه الحظة، قال لقمان مقولته الشهيرة، "رب أخ لك لم تلده أمك"، وكان يقصد بهذه العبارة، بأنه أدرك بأن الشخص الذي يجالسها ليس أخيها.
وفي مساء ذلك اليوم، رأى لقمان زوج السيدة التي سقته الماء في الصباح، وهو متجه بغنمه نحو خيمته، فمر لقمان أمام خيمته، فدعاه الرجل لضيافته، فشكرة لقمان وقال له أن امرأته سقته الماء في الصباح، وكان معها رجل تدعي أنه أخوها، فاستغرب الزوج وقال لقمان، "وما أدراك أنه ليس اخيها؟"، فأجابه لقمان، "إذا كان هذا الرجل أخاها، فما دعاها أن تجيب بدلا عنه، وبعد أن أيقن الزوج من صحة كلام لقمان، انتقم لشرفه، ومنذ ذلك الحين وأصبحت مقولة لقمان الحكيم، إرث يتداوله الأشخاص عبر الأزمان المختلفة.