تعتبر الأمثال العربية هي لسان حال الشعوب، لكونها تعكس ثقافتهم وخبراتهم على مر العصور، كما أصبحت هذه الأمثال إرث يتوارثه الأجيال جيل تلو الآخر، ولأن وراء كل مثل قصة وحكاية، سوف نعرض لكم في السطور القادمة، قصة مثل يعد واحد من أشهر تلك الأمثال في وطننا العربي، وهو مثل "لكل جواد كبوة".
يتردد هذا المثل عندما يرتكب الرجل الصالح خطأ، يعود أصل هذا المثل، إلى زمن الحجاج عندما وقع خلاف بين" الحجاج" وابن القرية"، وحاول ابن القرية بأن يصالح الحجاج كي تعود العلاقت الطيبة مرة أخرى.
وطلب ابن القرية من الحجاج أن يلقي خطبة للناس، وعندما انتهى سأله الحجاج، "كيف رأيتني"، فأجلبه ابن القرية قائلا "رأيت الأمير خطيبا مصقعا، يشير باليد، ويكثر بالرد، ويستعين بأما بعد، وفور انتهائه من هذه الكلمات، طلب ابن القرية من الحجاج بأن يسمح له بأن يتكلم بكلمات تكن من بعده مثلا، فقال ابن القرية، "أيها الأمير، لكل جواد كبوة، ولكل شجاع نبوة، ولكل كريم هفوة.
وتوجد قصة معبرة توضح هذا المثل، حيث سقط جواد في بئر، وانكسرت قدميه، كما أن صاحب هذا الجواد، رأي أنه لا داعي لإخراج هذا الجواده العجوز، نظرا لكون ثمن إخراجه من البئر سيوازي ثمن شراء جواد جديد، لذا قرر الفلاح أن يتخلص من البئر والجواد في آن واحد.
وقرر الفلاح ردم البئر ودفن الجواد على حد سواء، وأدرك الحصان ما يقوم به صاحبه وأخذ يصهل بصوت مرتفع طالبًَا العون والاستغاثة، ولكن بعد فترة قليلة، انقطع صهيل الجواد، وما أن نظر الفلاح هو ومن معه، إذ وجدوا الجواد ينفض التراب عن ظهره، ويسقطه على الأرض.
وبهذه الطريقة كان يرتفع الجواد فوق التراب، حتى ارتدمت الحفرة واستطاع بخطوة بسيطة أن يخرج من البئر، حيث اندهش الجميع من فطنة الجواد، نظرا لقدرته على التغلب على كبوته وخروج منها.