قالت مريم عبد السلام، الحاصلة على المركز الثاني في مسابقة تحدي القراءة العربي، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في دورته الثالثة، إن والديها كان لهما أكبر الأثر في تشجيعها على القراءة، ومن ثم مكتبة المدرسة ومشرفيها.
وتابعت عبد السلام، في حوار لـ"بلدنا اليوم"، أن التحدي ساعدها على القراءة في جميع المجالات، فضلاً على القراءة في وقت أقل وبتركيز أكبر، مضيفة: "إن نوادي القراءة ومعارض الكتاب، بأسعار مخفضة، يدفع من يقرأ إلى أن يقرأ أكثر، ومن لا يقرأ أن يجرب".
وإلى نص الحوار..
متى بدأ شغفك بالقراءة؟
بدأ الأمر عندما تعلمت حروف الهجاء في الرابعة من عمري، شرع والداي يشتريان لي الكتب والقصص المصورة والمجلات، كي ينميا لدي المهارة، وشجعاني عليها، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعشقها كثيرًا.
كيف جاءتك فكرة التقديم لمسابقة تحدي القراءة العربي؟
أطلق المشروع في 2015، وأعلن عنه في مكتبة مدرستي بمدينة بيلة، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، فقررت المشاركة في الدورة الأولى، ولكني لم احقق مركز على مستوى الجمهورية، فوضعت هدف أنني لن أتوقف عن المحاولة، حتى أحقق مركز، وشاركت في الدورة الثالثة للمسابقة، وفزت بالمركز الأول على مستوى جمهورية مصر العربية، ومثلتها في النهائيات في دبي أكتوبر 2015، وفزت بالمركز الثاني على مستوى الوطن العربي.
ولمن تهدي الفوز؟
أهديه لمصر لأم الدنيا، ولوالداي، فكان أكثر ما يهمني، هو أن يكون أهلي وأصدقائي وأهل مصر راضيين عن آدائي، وحينما وجدت السعادة منهم شعرت بالسعادة لرضاهم عما حققته.
كيف أثرت فيك رحلتك إلى دبي، وتمثيل مصر في هذ المحفل؟
رحلتي إلى دبي، رغم أنها أيام قليلة، لكنها كانت ثرية، واستمتعت بلقاء منافسين من مختلف الوطن العربي، وتكوين صداقات، وأكتسبت أفكار ومهارات جديدة، وكانت مسئولية كبيرة في أن أمثل جمهورية مصر العربية، في هذ المحفل الدولي، ولذا بدذلت أقصى ما لدي من استعدادات قبل السفر، وأداء جيد في ذاك الوقت، واجتزت الاختبارات التحريرية والشفهية، وصولاً إلى الاختبارات على المسر، أمام الجمهور، وكنت سعيدة أنني حققت ما حققته.
كيف ساعدتك المدرسة في إثراء عادة القراءة لديكي؟
كان لدي حب القراءة منذ الصغر، وحينما دخلت المدرسة، ووجدت في مكتبتها العديد من الكتب التي لا أمتلكها، والمشرفات دائمًا يدعمنني، ويساعدنني على البحث عمّا أريد، فقد نشأت بين مكتبة المنزل ومكتبة المدرسة، التي تحت لي أبواب كثيرة من المعرفة، وأحزن حينما أجد مكتبات مغلقة، ويملأها التراب، أو مشرفات المكتبة لا يهتمون بتشجيع الطلاب، أو يثبطون من عزيمتهم، لذا يجب أن يكون هناك تعاون بين المدرسة والبيت في التشجيع على هذه المهارات، فلابد أن يكون البيت داعماً وبعده يأتي دعم المدرسة.
كم كتاب قرأتي؟
هذه المسألة لا يمكن حصرها، فخلال 10 سنوات من عمري، قرأت مئات الكتب.
وما أهم المجالات التي تحبين القراءة فيها؟
أقرأ في جميع المجالات، ولكن هناك مجالات كنت أركز عليها في فترات معينة، والتحدي دفعني إلى القراءة في كل المجالات واكتشاف ما بها، والاستمتاع بها.
وكيف ساعدك التحدي على ثقل معارفك؟
كنت أقرأ بالفعل، ولكن التحدي دفعني إلى أن أقرأ أكثر في وقت أقل، وبتركيز أكثر وباستفادة أكبر، فكان يجب علي أن أقرا الكتب وألخصها وأتناقش فيها، وهو ما يساعد على ترسيخ المعلومات، ويكسبني مهارات تحليلة أكبر، كذلك الاهتمام بأمور كأسماء المؤلفين ودور النشر، لم أكن أهتم بها من قبل ولكنها ساعدتني في مشوارى مع القراءة، كما جمعني التحدي مع العديد من القراء المبدعين، وهو ما دفعني للاستمرار فيما أقوم به وما أنا عليه.
وما أهم العوائق التي وقفت في طريق شغفك بالقراءة؟
ربما أحيانا لا تتوفر كل الكتب، لأنه لا يوجد مكتبة كبيرة في مدينتي، بيلا، ولذا ألجأ إلى الانترنت، أو معارض الكتاب،
وكذلك تحدي الزمن، فتنظيم المرأ وقته بين الدراسة والقراءة والهوايات المختلفة، أمر مهم.
هل تري أن معارض الكتاب المقرر عقدها في المحافظات ونوادي القراءة، ستساعد في التشجيع على القراءة؟
بالتأكيد تساعد جدا، فعندما يجد الشخص كتب في مختلف المجالات، بأسعار مخفضة، يدفع من يقرأ إلى أن يقرأ أكثر، ومن لا يقرأ أن يجرب حينما يجد الكتب بأسعار مخفضة.
وما هو تقييمك لمعرض الكتاب هذا العام؟
قمت بزيارة معرض الكتاب 2019، وكان رائع جدًا.
وما حلمك؟
أحب أن اخطط خطوة بخطوة، وبشكل عام أحب أن أسلك العديد من المجالات في الدراسة الجامعية، كدراسة اللغات وربما شيء من البرمجة والحواسيب، ولكن هناك فرص وأمور التي احبها لم أتخذ قرار نهائي لأن كل يوم نكتشف فرص واشياء جديدة.
رسالة توجهيها للشباب من أبناء جيلك؟
عالم القراءة عالم رائع، والخاسر الأكبر هو من يحرم نفسه من دخول هذا العالم، وكل من يدخله فهو فائز، والمشاركة في تحدي فرصة رائعة لاكتساب مهارات جديدة، وتطويرها، ومن لم يقرأ إلى اليوم، يستطيع أن يبدأ في القراءة ويفوز بالمغانم الكثيرة التي نحصل عليها من القراءة، فهي الطريق الاول لاكتشاف الذات لتطوير كافة المهارات بعد ذلك.
بعد التحدي.. كيف تشجعين من حوليكي في محافظتك على القراءة؟
صارت لدي دائرة تأثير أكبر بكثير، لذا ادعو لقراءة والمشاركة في الانشطة التي تدعم القراءة، في مدنيتي ومحافظتي، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فهي منصة واسعة بجمهور أكبر، أوجه دعوة للجميع دائما لكي يدخلو عالم القراءة، ولا يحرمو انفسهم منه.
كما أنني بعد التحدي، قررت أن اساعد جميع المشاركين، فكتبت كتيب اسميته " نصائح على درب التحدي"، وضعت فيه خلاصة تجربتي، ونشرته على الانترنتب ليكون متاح لجميع المشاركين، لترافقهم النصائح في دربهم، فهي رسالتي التي أحلم أن أنقلها لجميع محبي القراءة.