تعتبر الأمثال الشعبية، انعكاس للثقافة والفلكلور المصري، حيث أنها إرث يتوارثها جيل بعد جيل، لكن أغلب الأشخاص يرددون هذه الأمثال دون معرفة أصل نشأتها ومن أين أتت، ولأن لكل مثل حكاية، نعرض لكم في السطور القادمة، قصة أكثر الأمثال تداولا بين المصريين وهو "غراب البين ضيع المشيتين".
يربط الكثير من المصريين دائمًا بين التشاؤم ورؤية الغراب، نظرا لكون تاريخ الغراب مرتبط بذكريات سيئة، بداية من واقعة صراع غرابين، وقتل أحدهم للآخر في قصة قابيل وهابيل، والغراب الذي أرسله سيدنا نوح -عليه السلام- ليخبره عن مكان اليابس، لكي يرسو بالسفينة هو ومن معه بعد طول إبحار، فما كان من غراب إلا أن أنه ذهب ولم يعد مرة أخري، فسمي بغراب البين.
أما قصة مثل "غراب البين ضيع المشيتين"، ترجع إلى أنه عندما كانت الحيوانات مجتمعة ليستعرض كل من الحيوانات مشيته، وكان الغراب قد عرض مشيته المميزة والملفتة للانتباه، حيث أنه كان يقف على رجل واحدة، كما كان يستطيع التبديل بين رجل وأخرى برشاقة بالغة أثناء تحركه، فكانت تحسده الطيور الأخري بطريقة مشيته.
ولكن، في يوم من الأيام رأى الغراب عصفورا، وأعجب بقفزات هذا العصفور السريعة والمتتالية، لذا قرر الغراب أن يقوم بتقليده، لكن لم يساعده ثقل جسده وقدميه الكبيرتين، وبعد فشله في تقليد العصفور، أراد أن يرجع إلى مشيته الأولى لكنه نسي كيف كان يقوم بها.
وأصبح الغراب يمشي مشية غريبة وقبيحة ومضحكة، لا هي مشية غراب ولا هي مشية العصفور، وأخذوا الحيوانات يسخرون من فعلته وقلة عقله، وأطلق عليه الكثير من العبارات المهينة والمضحكة، أشهرها "غراب البين ضيع المشيتين"، ومنذ ذلك الحين، يطلق هذا المثل على الأشخاص الذين يقلدون الآخرين تقليدًا أعمى.