قال الشيخ على أحمد رأفت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: إن السُّنة النبوية الشريفة جمعت شئون الحياة ودقائق أمورها وخصائصها.
وأضاف: "سنتحدث باختصارٍ لطيف عن تقريب هديه -صلى الله عليه وسلم- للمُسلمين عامة وناشئتهم خاصة عند نزول المطر وأثناء نزوله وبعده.
أولًا: ما يُقال عند أول نزول المطر
مما وردت في السنة النبوية المطهرة أن يقال عند أول نزول المطر: (اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا هَنِيئًا)، فعن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: "اللهم اجعله صيبا هنيئا"، ومعنى ذلك أي: أنزله علينا مطرًا نازلًا. (هنيئا) أي: نافعًا موافقًا للغرض غير ضار، قال المنذري: وأخرجه النسائي وابن ماجه.
ثانيًا: ما يقال عند رؤية المطر
مما جاءت به السنة النبوية المطهرة أن يقال عند رؤية المطر: رحمة؛ فعن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأى المطر: "رحمة" أي: هذا رحمة.
"صحيح مسلم في كتاب صلاة الاستسقاء".
ثالثًا: مما جاءت به السنة النبوية الشريفة
الوقوف تحت المطر وإصابة المطر للجسد؛ فعن ثابت الْبُنَانِيِّ، عن أنس قال: قال أنس أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه، حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: "لأنه حديث عهد بربه تعالى" ومعنى "حسر": كشف أي: كشف بعض بدنه، ومعنى "حديث عهد بربه" أي: بتكوين ربه إياه، معناه: أن المطر رحمة، وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها.
وأوضح عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أنه استدل بعض الفقهاء بهذا الحديث على أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف الإنسان غير عورته ليناله المطر.
رابعًا: الدعاء عند نزول المطر
ومن ذلك أيضًا أنه يستحب الدعاء نزول المطر؛ فعن عَنْ أَبِي حَازِمٍ عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وَوَقْتَ الْمَطَرِ" أي: إن وقت نزول المطر يُعد من الأوقات التي ترجى فيها الإجابة، فيدعو الإنسان ربه بكل ما يرجوه من الخير عند نزول المطر.
وأوضح عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أن هذه أوقات منةٍ وفضل ولطفٍ ورحمة من الله على عباده،يقول ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى ورضي عنه: "مَتى أطْلَقَ لِسانَكَ بِالطَّلَبِ فَاعْلَمْ أنَّهُ يُريدُ أنْ يُعْطِيَكَ".
كما يستحب للمسلم أن يرفع يديه عند الدعاء؛ ففي الحديث الشريف: عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا"، أي: فارغتين خاليتين من الرحمة.
خامسًا: الدعاء بعد نزول المطر
وكذلك من السنن النبوية بعد نزول المطر أن تقول: (مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ) كما جاء في الحديث الشريف -الطويل- أنه صلى الله عليه وسلم قال: "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟" قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: أما من قال: مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي".