قال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إن الأزهر الشريف يستمد قوته واستمر بقاؤه بسبب منهجه الوسطي المعتدل ودعوته إلى قبول الآخر وإلى التعايش والمواطنة والاندماج الإيجابي بين الناس، وهو قبلة المسلمين الثانية التي يتوجهون إليها طلبًا للعلم، بعد قلبتهم الأولى مكة التي يتوجهون إليها للصلاة.
وأكد الدكتور المحرصاوي خلال حفل افتتاح المقر الإقليمي لاتحاد الجامعات الأفريقية بجامعة الأزهر، اليوم الثلاثاء، أن الأزهر الشريف لم يكن يومًا مؤسسة محلية أو إقليمية بل هو مؤسسة عالمية، يدرس بها نحو 40 ألف طالب من أكثر من 100 دولة، مشيرًا إلى أن الأزهر حريص جدًّا على رعاية هؤلاء الطلاب الوافدين وخصوصًا طلاب القارة الأفريقية، حيث يدرس بالأزهر ما يزيد على 5 آلاف طالب أفريقي، وهناك أروقة سميت بأسماء أفريقية داخل الجامع الأزهر.
وأوضح المحرصاوي أن جامعة الأزهر تم اختيارها لتكون ممثلة لجامعات مصر وجامعات شمال أفريقيا في اتحاد الجامعات الأفريقية، وتشترك في رسم السياسة التعليمية لجامعات شمال أفريقيا.
وأشار إلى أنّ فعاليات الأوليمبياد الرياضي الأول لاتحاد الجامعات الأفريقية سوف تنطلق يوم الخميس ١٤ مارس، وتستمر حتى الاثنين ١٨ مارس الجاري، كما ستحتضن الجامعة أيضًا المؤتمر الدولي للتعليم العالي بالقارة الأفريقية، والذى يعقده اتحاد الجامعات الأفريقية كل عامين، وذلك في الفترة من ٧ إلى ١١ يوليو المقبل.
وشدد رئيس جامعة الأزهر على أن هذه النجاحات تؤكد على المكانة العظيمة التي تتمتع بها مصر وجامعة الأزهر إقليميًا ودوليًا، لافتًا إلى أن دور الأزهر المهم ومكانته جعلته باقيا مستمرا في رسالته، فرغم أنّه أنشئ على يد الدولة الفاطمية فإن الدولة الفاطمية ذهبت وبقي الأزهر، ومن بعدها الدولة الأيوبية، ثم المماليك، ثم الحملة الفرنسية، ثم الاحتلال البريطاني، وذهب كل هؤلاء وغيرهم وبقي الأزهر، مختتمًا بالقول «وتبقى شامخا يا أزهر».
ويُعقد حفل افتتاح المقر الإقليمي لاتحاد الجامعات الأفريقية بجامعة الأزهر، تحت رعاية السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر أ.د/أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نائبًا عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور أورلاندو أنتونيو، رئيس اتحاد الجامعات الأفريقية، والدكتور ايتيان أهيلي، الأمين العام لاتحاد الجامعات الأفريقية، ولفيف من المسؤولين وكبار الشخصيات المصرية والأفريقية.