طفلين لم يبلغ عمرهما الـ13 عام، ولم ينتهيا من المرحلة الابتدائية، قام أحدهما بضرب الأخر مستخدمًا "موس"، ليشوه وجهه بطعنة نافذة طولها 18 سم، بطول 30 غرزة، لتترك له أثرًا سيعاني منه بقية حياته، ويكون سبب في ضياع حلمه من أن يصبح ضابطًا كوالده.
"بلدنا اليوم" حاورت التلميذ الذي أصيب بطعنة في وجهه بلغت مساحتها 15 سم، كجرح نافذ للوجه، تم معالجته ب 30 غرزة، بدأ الجرح من رأسه حتى فمه، والجاني، زميل له، في نفس الصف، لكن فصل مختلف، يحكي هشام، ما حدث له قائلًا: "أنا رائد الفصل، وفي اليوم دا كنت مشرف عليه، وجه يوسف من الفصل التاني يتخانق معانا وشتم زميلي بأبوه وامه، قولناله حرام عليك أبوه وأمه ميتين، ليه تشتمهم، فقرر يضربه كمان، منعناه، واتخانقنا معاه، كل دا وكنا مستنيين المس تدخل تدينا الحصة، ولما الدوم اليومي خلص، وكل واحد خلاص هيروح ع بيته، جه يوسف عشان يضرب صاحبنا".
ويتابع: "كلنا منعناه، وما وافقناش نسيبه يتضرب، ودخلت الحارة اللي هتودينا لبيتنا أنا وصحابي اللي في نفس طريقي، واحد منهم قال عايزين نشتري حلويات، لمينا من بعض فلوس، وقبل ما أدخل السوبر ماركت، اتفاجئت بيوسف جاي جري عليا، وضربني بالموس وجري، ماحسيتش بنفسي غير وأنا داخل وبصرخ ع الصيدلية اللي قدامي، ومنها ع العيادة اللي في الناحية التانية".
ويكمل هشام: "أنا تعبان قوي، مش قادر أروح المدرسة، ولا قادر ألعب مع صحابي، خايف يعيروني بالجرح دا، عشان كدة عايز حقي بالقانون، بعد ما كان نفسي أكون ظابط زي بابا، دلوقتي بقيت شبه المسجلين، ماعنديش أي رغبة في الكلام مع أي حد، ومش عايز أروح المدرسة دي تاني".
ويروي والد الطفل، محمود محمد، أنه يملك من الأطفال 5 غيره، وأنهم تعرضوا للتهديد من أهل الجاني عندما قاموا بتقديم بلاغ في حقهم، ليردوا هم أيضًا بمحضر كيدي لهم، وعندما تقابلوا في النيابة، "وقف الطفل الجاني بجانب والده ولا كأنه ضيع مستقبل ابني، وشوهه، ووالده قام بتهديدي، انت فتحت على نفسك طاقة جهنم"، مع إني كنت ظابط في الجيش، ومن حماة البلد، حاسس دلوقتي إني مش قادر ارجع حق ابني بالقانون، بعد ما الولد وابوه تم إخلاء سبيلهم".
ويقول والد الطفل، "أنه قام بتبليغ مديرة المدرسة بما جرى في ذات اليوم، بالإضافة إلى إرسال كل الصور التي تؤكد ما حدث لابني، وكنت أعتقد أنها ستقوم بعمل الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة، بوقف هذا الطالب وإبلاغ الإدارة التعليمية، لكني فوجئت أنها تطلب نقله من المدرسة فقط، وعندما ذهبت إلى مكتبها يوم الاثنين ما بعد الواقعة، قالت لي، أنها هاتفت والد التلميذ وأخبرها أننا نود الصلح مقابل ثلاثون ألف جنيها، و
أنا بريء من هذا الكلام، ولم اقبل جنيه واحدا عوضا عن ما حدث لابني".
ويوضح والد هشام، أن الطالب الذي قام بطعن ابنه، لم تكن هي السابقة الأولى له، فقد سبق له وطعن تلميذين أخرين، واحد منهم باستخدام "قصافة"، والأخر بالـ"موس" أيضًا، ومعروف عنه أنه يضع الموس دائمًا بحوزته، وتم أخذه منه في المدرسة من قبل بعدما تم اكتشاف أنه يضعه في المشط الخاص به، ولم تتخذ المدرسة أي إجراء قانوني قبل ذلك معه، هو أتي من التعليم الأزهري قبل التحاقه بالمدرسة الحكومية، لسوء سلوكه الدائم وكثرة مشاجراته مع زملائه.