بالرغم من التعديات التي تجرى على الأراضي الزراعية، إلا أن هناك شباب تقدر قيمة الرقعة الزراعية، وتبتكر في التنوع الزراعي، الذي يعود بالنفع على الفلاحين وتجار الماشية، حيث يستخدمونه في تغذية ما يربونه ليعطي إنتاجية عالية وتسمين الحيوانات من ماعز وأغنام وعجول..الخ.
"بلدنا اليوم" التقت بأحد شباب محافظة بني سويف، ليطلعنا على نوع جديد من الحشائش يزرع لأول مرة في محافظة بني سويف، "أحمد محمد عويس" الشهير بأحمد البدراوي، 29 سنة، من قرية بهبشين التابعة لدائرة مركز ناصر شمال بني سويف، وصاحب توكيل تقاوي "هجين جراس 2"، (سورجو-سودان جراس)، والاسم العلمي له GRASS II (Sorgo-Sudangress"، وهو نوع من الحشائش الصيفية.
قال "أحمد البدراوي"، "هجين جراس 2"، هو هجين ما بين حشيشة السودان والذرة الرفيعة، ويصنف من أفضل أنواع هجن "السورجم" إن لم يكن أفضلها، لما يمتلكه من مميزات تكاد تتلافى معظم عيوب أصناف السورجم الأخرى الموجودة في مصر، حيث يتميز بالآتي: ترتفاع سيقان النبات والتي تصل من 2 إلى 2.25 متر وزيادة نسبة المحصول الكلي من الحش، إضافة إلى ارتفاع، عدد الأوراق بالسيقان، وترتفاع معدل التفريغ بعد الحشة الأولى"كنون"، كصفة مكتسبة من حشيشة السودان.
وأضاف "البدراوي": صغر سمك السيقان، يكون في سمك القلم الرصاص، وهي سهلة، فيؤدي لارتفاع كمية المأكول للحيوان، كما أن نسبة السكريات مرتفعه بالسيقان والأوراق، وهي مصدر مهم للكربوهيدرات مما يجعلها مستساغه للحيوان، وتأخر موعد طرد السنابل من 60 إلى 65 يوم من الزراعة، يطيل فتره الحش.
وتابع "البدراوي": تعدد الحشات والتي تصل إلى خمس حشات بمتوسط إنتاجية كلية 60 طن للفدان عند التبكير في الزراعة، يحتوي على نسبة عالية من البروتين، والتي تصل إلى 13.5% وأيضًا الدهون 2.2% والمادة العضوية، 7.9%، وهذا مفيد جدًا لحيوانات التسمين واللبن، يصلح لعمل سيلاج منه، نسبة الألياف فيه منخفضة، والتي تصل إلى 27.5%، مما يجعله جيد الهضم، يتحمل ملوحة التربه، حتي نسبه "10000 بي بي إم"، أيضاً، يتحمل لدرجات الحراره المرتفعه والعطش ومقاوم لأمراض البياض الزغبي والدقيقي، وأيضا الأعفان والنيماتودا.
وأكد "البدراوي" إن زراعة الحشائش الأمريكية المعروفة بـ "هجين جراس 2"، والتي تشبه حشائش الذرة، تبدأ من أول مارس وأبريل وبداية مايو في الوجه القبلي ومن منتصف مارس في الوجه البحري، وكمية التقاوي: "الزراعة بدار :20-30 كجم / للفدان، والنقر 20كيلو / للفدان".
وعن طريقة الزراعة، يقول "البدراوي"، تحرث الأرض سكتين متعامدتين، ثم تسوى التربة لتكسير القلاقيل، حتى لا تبتلع التربة التقاوي، ثم تبدر التقاوي وتزحف لتغطية التقاوي، ثم الري مباشرة.
أما برنامج التسميد، فيتم إضافة السماد البلدي، بما لايقل عن 15 متر مكعب للفدان علي البلاط قبل الحرث مع إضافة سوبر فوسفات ناعم بمعدل لايقل عن 6 شيكارة / للفدان (300 كجم)، على البلاط قبل الحرث، التسميد الأزوتي، تضاف أول جرعة مع ريه المحاياة خلال 15- 20 يوم من الزراعة بمعدل 1.5 شيكارة يوريا / للفدان أو 2 شيكارة نترات نشادر أو 3 شيكارة سلفات نشادر بدار قبل الري وتضاف نفس جرعة التسميد مع الريه الثانية بعد 30 إلى 35 يوم من الزراعة بنفس كميات الجرعة الأولى.
وفي مرحلة الحش، أوضح أن الحشة الأولى تبدأ، عن عمر لا يقل عن 40 يوم من الزراعة ثم يكرر الحش، كل 25 يوم مع مراعاة أن لا يقل ارتفاع الحش 10سم، من سطح الأرض للمساعده فى زيادة التفريع، وتضاف جرعة تسميد 2 شكاره نترات أو شكارة ونصف يوريا بعد كل حشه، لافتا أن القيراط يصل سعره من 200 إلى 250 جنيه.
وعن مقاومة الأمراض والآفات، يواصل أحمد البدراوي حديثه، قائلاً: عند ظهور إصابة بيرقات دودة ورق القطن في صورة ثقوب على الأوراق، يتم الرش بالمبيد الموصى به منها "تيريجارد أو لانيت"، مع مراعاة فترة الأمان قبل الحش.
ولتلافي معظم المشكلات أثناء الموسم، قال "البدراوي"، لتجنب ظهور بقع "حمراء أرجوانية" على الأوراق، يجب على المزارع الاهتمام، بالتسميد الفوسفاتي لمعادلة التربة وتوفير مصدر للفوسفات، عند زراعة مساحات كبيرة، يجب تجنب زراعتها مرة واحدة وزراعتها، على فترات، بينها 10 أيام لاستمرار تتابع الحش، تجنب التأخر في ميعاد الحشات، حتى لايدخل النبات مرحلة طرد السنابل والشيخوخة فتتعرض الأوراق للجفاف، ويقل المأكول من الحيوان ولمكافخه الحشائش، يستخدم "مركب ستومب" 500سم/ للفدان أو جيسابريم بعد الزراعه وقبل الري.
وأشار "البدراوي" أن سعر كيلو التقاوي 45 جنيه، لافتًا إلى أن زراعة الفدان يستهلك 30 كيلو تقاوي "بدار حد أقصى"، ليعطي إنتاجية حوالي 5 أطنان، مؤكداً في نهاية حديثه أنه يطمح في زراعة من 100 إلى 200 فدان على مستوى محافظة بني سويف، منوهًا أن هذا النبات، لم يستهلك مياه كثيرة، ويزرع أيضاً في التربة الرملية، لأنه يتحمل درجات ملوحة عالية.