"الدنيا لسه بخير"، هذا هو حال المصريين في الشدائد والأزمات فقد كشف حادث قطار محطة مصر عن المعدن الأصيل لأبناء الشعب المصري في مثل هذه المواقف حيث سارع مواطنون إلى بنوك الدم، وآخرون ساهموا في عمليات الإنقاذ وإجلاء المصابين.
ودعت الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، المواطنين إلى مساعدة أهالي الضحايا والوقوف بجوارهم وتسابق أصحاب الخير على بذل كل ما يستطيعون لوقوف بجوار إخوانهم.
وكان من بين هؤلاء أحمد صاحب أحد محال الكشري، والذي يقول: "رأيت بوست على الفيس بيقول يا جماعة اللي يقدر يساعد أهالي الضحايا بأي حاجه يا ريت ما يتأخرش في عمل الخير، ففكرت برهة في كيفية مساعدتهم فلم أجد سوى محل الكشري خاصتي وعلى الفور قمت بتنفيذ مهمتي طالبا الثواب من الله".
ورفض أحمد أن يكون بين المشاهدين للحادث دون أن يساهم بجزء من الخير وتعليم أولاده الوقوف بجوار من يحتاجهم في الأزمات وجمع أطفاله وأخذ أطباق الكشرى، ليقدمها إلى أهالي الضحايا، قائلا: "أنا بعلم أولادي يعملوا إيه في أزمات الوطن ولو كان عمل الخير في آخر الدنيا هروح من غير ما أفكر".
وطالب صاحب محل الكشري المواطنين ممن يستطيعون فعل شيء لأهالي الضحايا لتخفيف آلامهم، ألا يفكروا كثيرا ويسارعوا في الخيرات، معلقا: "نحن لا نريد جزاء ولا شكورا وأنا صورت ليس لطلب شهرة ولكن لحث الناس على فعل الخير فكما رأيت المنشورات وساعدت أريد أن يفعلوا مثلي".
وانتهت مصلحة الطب الشرعي من تشريح جثامين ضحايا حادث محطة مصر، لبيان سبب الوفاة.
وقام الأطباء الشرعيون بسحب عينات "البصمة الوراثية" DNA من الضحايا وذويهم، ويجري الآن إجراء اختبارات المضاهاة للتعرف على هوية كل منهم وتسليمه لذويه.
ولم تسلم مصلحة الطب الشرعي الجثامين لذويهم لحين الحصول على نتائج تحليل البصمة الوراثية.
يذكر أن التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة في حادث حريق محطة مصر، أكدت أن الجرار المتسبب في الحادث، مهمته سحب القطارات عقب نهاية رحلتها ووصولها إلى رمسيس، لصيانتها وإعادتها إلى وحدتها.
وكان جرار قطار انطلق من ورش الشرابية، بدون سائق واصطدم في رصيف رقم 6 بمحطة رمسيس، مما أدى إلى تفجير تانك السولار، واندلاع حريق هائل، أدى إلى وفاة 22 مواطنا وإصابة 41 آخرين.
وأكد سائق القطار المنكوب، أنه غادر كابينة القيادة ليتشاجر مع سائق آخر اصطدم بجراره، ففوجئ بالجرار يسير بكامل سرعته بدونه، وبعد الحادث قدم وزير النقل الدكتور هشام عرفات استقالته.