في الخامسة عشر من عمرها، ملامحها دقيقة رقيقة كلوحة فنية مرسومة باحتراف، عيناها واسعتان مكحلة، وملابسها نظيفة للغاية، تحمل على ظهرها حقيبتها داكنة اللون، وجهها نحيل رائق ينسدل عليه غطاء رأسها الشفاف، خرجت في السابعة صباحًا، تهرول نحو مدرستها في منطقة كرداسة.
تلك المشاهد السابقة كانت المعتادة يوميًا لـ "سيدة.أ" البالغة من العمر 15 عامًا، حيث تحرص على الذهاب إلى مدرستها، ولكن في هذا اليوم المشؤوم، كان هناك شيطانًا يتجسد في هيئة إنسان يراقب خطواتها، ويجلس لها بالمرصاد لإشباع رغبته، حيث استغل صغر سنها، واستدرجها إلى مكانه في العمارة التي يعمل بها، وحاول اغتصابها ولكن الطفلة رفضت ذلك فقام بقتلها.
اعترافات المتهم
قال المتهم إنه يعمل حارسًا للعقار الذى تقيم به المجنى عليها، وأنه قرر اغتصابها خلال توجهها إلى المدرسة، فانتهز فرصة خروجها من شقتها ترتدى ملابسها المدرسية وبحوزتها حقيبتها وطلب منها مساعدته فى نقل وحمل بعض المتعلقات داخل غرفته الكائنة بمدخل العقار.
وتابع المتهم خلال اعترافاته أنه حاول اغتصابها إلا أن المجنى عليها قاومته وبدأت فى الاستغاثة، وخوفا من افتضاح أمره كتم أنفاسها بـ "الإيشارب"، التى كانت ترتديه، واصطدمت رأسها بالحائط خلال مقاومتها له ففقدت وعيها ثم خنقها حتى تأكد من مفارقتها الحياة، ووضعها داخل مشمع بلاستيك، ثم نقلها داخل "التوك توك" الخاص به، وتخلص من جثتها بجوار ترعة المنصورية، وأرشد عن الهاتف المحمول الخاص بالضحية.
التحريات الأولية
التحقيقات التي أجراها ضباط قطاع الأمن العام، بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائي بالجيزة، تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، كشفت عن لغز طالبة كرداسة.
قالت تحريات المباحث، إن حارس عقار فشل في اغتصاب الضحية فقلتها بـ"إيشارب" والقي بجثتها بجوار صندوق قمامة.
وأكدت تحريات المباحث التي أجريت تحت إشراف اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبدالتواب، نائب مدير الادارة العامة للمباحث، أن بداية الواقعة بورود بلاغا مركز شرطة كرداسة، بعثور أهالي المنطقة على جثة "سيدة.ا.ا" 15 عامًا، طالبة، بالصف الثالث الإعدادي، مقيمة بعقار بشارع الشهيد أحمد حمدي، بمنشأة البكاري بدائرة المركز ملقاة على جانب طريق "منشأة البكاري كرداسة" بجوار ترعة المنصورية، ملفوفة داخل مشمع بلاستيك، وتتحلى بقرط ذهبي، ولا يوجد بها إصابات ظاهرية، وما قرره والدها بخروجها للتوجه للمدرسة وعدم عودتها.
وأسفرت جهود فريق البحث التي قادها فريق المباحث تحت قيادة العميد عاصم أبوالخير، رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، والعقيد محمد عبد الشكور مفتش مباحث شمال أكتوبر، والمقدم إسلام سمير رئيس مباحث كرداسة، عن تحديد مرتكب الواقعة، وتبين أنه حارس العقار محل إقامة المجنى عليها، البالغ من العمر 52 عامًا.
القبض علي المتهم خلال 48 ساعة
وبتقنين الإجراءات، تمكنت قوة أمنية، من إلقاء القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الجريمة، وقرر بقيامه في تاريخ الواقعة، باستدراجه المجني عليها إلى غرفته بالجراج، لمساعدته في حمل أشياء ثقيلة، وما أن دخلت إلى غرفته، دفعها وحاول التعدي عليها جنسيًا، ولدى استغاثتها قام بكتم أنفاسها بيده والإيشارب، التي كانت ترتديه.
وتحفظت قوات الأمن على المتهم، وأمر اللواء مصطفى شحاتة، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة، التي باشرت التحقيق في الواقعة.
حبس المتهم 4 أيام
بعد الانتهاء من التحقيقات قررت النيابة العامة حبس المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، ولاتزال التحقيقات مستمرة.