«جاء ليحقق السلام فانقلب الحال إلى قتلٍ ودمار» هكذا برزت صورة مبعوث الأمم المتحدة، نيكولاي ميلادينوف، أمام المجتمع الدولي، على الرغم من مساعيه لخلق روح من السلام في منطقة الشرق الأوسط، بين الطرفين الفلسطيني والكيان الصهيوني الإسرائيلي، لوقف أعمال القتل والشغب بينهما، والحيلولة دون تدهور الأمور أكثر من ذلك.
وأجرى ميلادينوف قبل ذلك اتصالات مكثفة مع إسرائيل ومصر لوقف التصعيد الجاري في قطاع غزة حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أن الأجهزة الاستخباراتية المصرية تحاول التوسط لدى الطرفين، الفلسطيني والكيان الإسرائيلي، لوقف العمليات العسكرية المتبادلة بينهما.
وذكرت الصحيفة العبرية أن خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وروحي مشتهي، عضو المكتب السياسي للحركة في القطاع هما من يديران الوساطة الحمساوية مع القاهرة، وأنهما موجودان في مصر، في هذه الآونة، في إطار المباحثات التي تديرها القاهرة بين فتح وحماس بشأن المصالحة الفلسطينية، ولذلك كان مبعوث الأمم المتحدة حريص على خلق روح التعاون والسلام بين الطرفين.
ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، وهدمت كل محاولات نيكولاي، بسبب غارات شنتها القوات الإسرائيلية مساء اليوم، في منطقة الكتيبة، بقطاع غزة، عقب بيان مبعوث الأمم المتحدة بمحاولت السلام، وأسفرت الغارات عن مقتل طفلين وإصابة 15 شخصًا آخرين.
بدوره نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن هذه المباني التي تم قصفها في شمال قطاع غزة، كانت تستخدم لتدريبات عسكرية في مناطق مأهولة تابع لمنظمة حماس، وتحت هذه المباني أنفاق تستخدم في أعمال العنف ضد جيش الدفاع الإسرائيلي، وأن المبنى الذي كان مخصصًا لاستخدام سكان قطاع غزة لخدمات عامة وسكن تحول الى موقع تدريب، لقد تم قصف المبنى بعد تحذير سكانه بشكل مسبق، موضحًا أن هذه الغارة تعبر عن قدرات الجيش الإسرائيلي، وأجدهزته الإستخبارية.
وعلى غرار أفيخاي، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقب وقف إطلاق النيران، بإتخاذ إجراءات حازمة اتجاه قطاع غزة، ردًا على الصواريخ التي أطلقتها اتجاه المناطق الإسرائيلية اليوم.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نقلًا عن مسؤول كبير قوله إنه تقرر القيام بأنشطة حازمة ردًا على العدوان الذي يشن من قطاع غزة، مضيفا أن إسرائيل ستزيد من حدة هذه الأنشطة وفق الحاجة.
وتابع البيان: «حماس تدفع ثمنًا باهظًا على هجماتها الإرهابية على أراضينا، والغارات الجوية التي نفذت اليوم هي أوسع الغارات التي شنت منذ عملية الجرف الصامد».