ما بين السياسة الداخلية والخارجية، يقضي رؤساء العالم غالبية أوقاتهم منشغلين بهمومها؛ فعلى الرغم من أن حياتهم العملية دائمًا وأبدًا تجعلهم فى أغلب المواقف صارمين فى اتخاذ قراراتهم حتى يعبروا ببلدهم إلى بر الأمان، إلا أن هناك جانبًا إنسانيًا لم يغفل بعضهم عنه؛ حيث يعتبر الاهتمام بالحيوان جزءًا أصيلاً من حياتهم اليومية.
جاء اهتمام زعماء العالم بالحيوانات في أشكال مختلفة، فكان أبرزها التبني، حيث ظهر ذلك في حياة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي تبنّى دجاجة وكلبًا؛ بهدف توفير البيض الطازج له.
"وفاة وانتحار".. قصة هتلر مع الحيوانات
على الرغم من ديكتاتوريته ورفضه للآخر، التي كانت تجعله دائمًا مثيرًا للجدل على مر التاريخ؛ بسبب سعيه للسيطرة على العالم، حيث لُقب من قِبل البعض بـ"النازي المتغرطس"، ووصفه آخرون بالقائد والزعيم الملهم، إلا أن الجميع اتفق على أنه ترك بصمة لن تنسى فى التاريخ؛ بسبب شعبيته الجارفة.
"بلوندي"، كانت كلبة هتلر أُعطيت هدية له من مارتن بورمان عام 1941، وتعلق بها حينما اضطر إلى تركها من مكان مخصص لتربية الكلاب، ولكن تمكنت من الهروب والرجوع إليها، ما أثار إعجابه بها، ومن هنا أولى لها اهتمامًا كبيرًا؛ بسبب حبه لها؛ فقد كان يبقى بجانبها دائمًا حتى بقيت معه حتى بعد انتقاله لقبوه تحت الأرض فى يناير 1945، خلال معركة برلين،
وقبل إقبال هتلر على الانتحار فى يوم 29 أبريل 1945، أمر طبيبه فارنر هاسه باختبار فاعلية كبسولات السيانيد على بلوندي، فقتلت الكبسولات بلوندي.
قصة "كلب السادات" مع عادل إمام
كان الرئيس الراحل أنور السادات محبًا للكلاب، لكنه حرص على أن يكون سرًا على الصحف المحلية، باعتبار أن الشعب المصري ينظر إلى الكلب على أنه "نجاسة في المنزل"، ولم تكن تُنشر صوره بجانب الكلاب سوى على أغلفة المجلات الأجنبية فقط.
ولأن الرئيس الراحل كان عاشقًا للفن والتمثيل منذ صغره، حرص أيضًا على توطيد علاقته بعدد من الفنانين، ومن بينهم الزعيم عادل إمام، الذي أهدى له كلبًا كهدية؛ حيث سرد الزعيم الراحل عادل إمام هذا الموقف من خلال أحد البرامج فقال: «في يوم كنت بسجل دوبلاج كلمتني مراتي من البيت، وبلغتني إن حد من رئاسة الجمهورية اتصل وعايزني».
وأضاف: «وقتها قالوا إن في حريات وعملنا مسرحية اسمها قصة الحي الغربي شتمنا فيه وبهدلنا الدنيا، فحسيت إن في حاجة ورجعت البيت بسرعة، فاتصلوا بيا تاني وقالولي إحنا جاينلك دلوقتي».
وتابع: «وقفت من خلال شرفة المنزل في ارتقاب وصوله فجأة بصيت لاقيت عربية سودة نزل منها أربعة أفراد لابسين أبيض في أبيض.. الباب خبط وروحت فتحت، ووجدت مندوبًا من الرئاسة يخبرني أن الرئيس السادات بعث له بهذا الكلب كهدية، وذلك بعد أن ذكر (إمام) ذات مرة أمام الرئيس الراحل حبه للكلاب، مردفًا: «أنا بحب الكلاب بس عمري ما ربيت كلب».
30 "عامًا".. حياة نجيب مع القطط والكلاب
«هذا ما تبقى لي، فخلال الثلاثين سنة الماضية لم يكن أمامي إلا أن أصلي أو أقرأ القرآن أو أتصفح الكتب المختلفة».. بهذه الكمات رددها الرئيس الراحل محمد نجيب فى مذكراته، وما شعر به من ذُل بعد تفخيم، بل ازداد الأمر سوءًا عندما ضربه أجد الجنود الذين يراقبونه في الإقامة الجبرية في صدره.
فلم يجد ما يواسيه سوى أصدقائه الأوفياء دائمًا "الكلاب والقطط" يؤانسون وحدته دون كلل أو ضجر، تكرر هذا المشهد طوال 30 عامًا في حياة الرئيس الأول لمصر الراحل محمد نجيب، التي ضاقت به الحياة إلى أربعة جدران لم يستطع أن يرى غيرها.
أوباما
لم يتوقف الموقف على الرؤساء المصريين فقط، بل تتطرق إيضًا إلى أمريكا؛ حيث اشتهر "باراك أوباما" بحبه للكلاب وبتربيته كلبًا لُقب باسم Sunny، إلا أنه ليس الوحيد الذي امتلك حيوانات، فقد امتلك جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين، كلبًا واحدًا على الأقل، وبعضهم اعتنى بقط أو طائر.
وجمع بعضهم بين أكثر من حيوان في وقت واحد، إلا أن الرئيس السادس والعشرين ثيودور روزفلت حقق رقمًا قياسيًا في عدد الحيوانات الأليفة التي رباها داخل البيت الأبيض الأمريكي، بحسب مجلة "فوكاس" الإيطالية.
ماكرون
في واقعة غريبة من نوعها، تبنى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دجاجة أثناء تواجده في معرض الزراعة بباريس، لتكون مهمتها توفير البيض الطازج له في قصر الإليزيه، كما تبنى كلبًا يسمى "نيمو" من فصيلة لابرادور تبناه الرئيس نهاية أغسطس من ملجأ تابع لجمعية حماية الحيوانات.
وحل هذا الكلب في قصر الإليزيه مكان "فيلي" وهي كلبة من نوع لابرادور أيضًا قدمت هدية في ديسمبر 2014 إلى الرئيس السابق فرانسوا هولاند من قبل اتحاد مونتريال لقدامى المقاتلين الفرنسيين.
وقد غادرت الكلبة قصر الإليزيه مع هولاند في مايو الماضي.
بوتين
يرى البعض أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ربما يكون الشخص الذي أعاد الحياة للدب الروسي، معلنا أن روسيا قد تعود لأمجاد الاتحاد السوفيتي، رافضًا أن تكون للولايات المتحدة الأمريكية السيطرة متفردة على العالم.
لكن «بوتين»، المعروف عنه الصرامة، له مواهب أخرى متعددة تظهر بعيدًا عن جوانب الرسمية والدبلوماسية وألاعيب السياسة، فهو هذه المرة يراوغ لكن في مجال آخر؛ ففى مايو الماضي، قام «بوتين» برحلة إلى شرق سيبيريا، وظهرت حينها صور له ترصد حبه للطبيعة والحيوانات البرية بشكل خاص.