الحُسين بن علي بن أبي طالب ، هو سبط النبي محمد، والإمام الثالث عند الشيعة، أطلق عليه النبي محمد لقب سيد شباب أهل الجنة فقال: «الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»
نشأته في عهد النبي
نشأ الحسن والحسين في بيت أبويهما في المدينة المنورة، وكان النبي محمد يُحبهما ويأخذهما معه إلى المسجد النبوي في أوقات الصلاة حين يصلي بالناس، فكان إذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره. فإذا أراد أن يرفع رأسه أخذهما بيده فوضعهما وضعا رفيقا، فإذا عاد عادا حتى إذا صلى صلاته وضع واحدا على فخذ والآخر على الفخذ وكان النبي دائمًا يقول «هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما ،وكان إذا سمع الحسين يبكي قال لأمه: «ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني».
شارك في معارك الجمل وصفين والنهروان التي خاضها مع أبيه علي بن أبي طالب وخضع لإمامة أخيه الحسن بن علي.
مقتله في معركة كربلاء
سُئل الإمام الحسين لما سميت هذه الأرض بهذه الأسم قال لأنها أرض كرب وبلاء وكأنه يعلم أن مقتله سيكون بهذه الأرض التى جلبت العديد من الفتن والإنقسامات بين المسلمين.
حيث بدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الحسين وأصحابه الذين لا يزيدون عن 73 رجلا بوابل من السهام وأصيب الكثير من أصحاب الحسين ثم اشتد القتال ودارت الحرب وغطى الغبار أرجاء الميدان واستمر القتال ساعة من النهار، ولما انجلى غبار المعركة، كان هناك خمسين صريعا من أصحاب الحسين، واستمرت المعركة تدور في ميدان كربلاء وأصحاب الحسين يتساقطون ويستشهدون الواحد تلو الآخر، و بدأت اللحظات الأخيرة من المعركة عندما ركب الحسين بن علي جواده يتقدمه أخوه العباس بن علي بن أبي طالب حامل اللواء، ولكن العباس وقع شهيداً ولم يبقى في الميدان سوى الحسين الذي أصيب بسهم مثلث ذو ثلاث شعب فاستقر السهم في قلبه، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسد الحسين، وحسب رواية فإن شمر بن ذي جوشن قام بفصل رأس الحسين عن جسده باثنتي عشرة ضربة بالسيف من القفى وكان ذلك في يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر 56 سنة.
كانت نتيجة المعركة واستشهاد الحسين على هذا النحو مأساة مروعة أدمت قلوب المسلمين وغير المسلمين وهزت مشاعرهم في كل أنحاء العالم، وحركت عواطفهم نحو آل البيت، وكانت سببًا في قيام ثورات عديدة ضد الأمويين.
مكان رأس الحسين هتاك اختلاف في تحديد موضع دفن رأس الحسين عند عامة الناس، ويرجع ذلك إلى اختلاف المشاهد التي يُدعى وجود رأس الحسين في كل منها، حيث توجد مشاهد يُقال أن بها رأس الحسين في دمشق وكربلاء والقاهرة، وادعى بعض المؤرخين وجوده في أماكن أخرى مثل الرقة وعسقلان والمدينة المنورة، ورجّح أخرون أن مكان الرأس مجهول، فأنكر الفضل بن دكين على من يعرف مكان قبر الحسين، وذكر محمد بن جرير الطبري أن موضع مقتله عُفى أثره.
ومن ثم أصبح لذكرى مولد الحسين العديد من الاحتفالات خاصة بمصر وغيرها من البلاد حيث يقوم الصوفيين بالغناء والتبرك حبًا في البيت وآل البيت.
وعلي الصعيد الآخر أصبح لمقتل الحسين ذكرى ندب وحزن ولطم ولا سيما استخدام الآلآت الحادة في التقطيع للجسد ندبًا لمقتل الحسين وتنتشر هذه الذكرى في العراق قربًا من المكان الذي قتل به سيدنا الحسين وغيره من البلاد المجاورة.