بين الخيانة، وقلة الأصل، والغدر، وحب التسلط، تضيع الكثير من المشاعر النبيلة، وتهدم بيوت كان الحب بانيها، كحال "مصطفى"، الشاب الذى يبلغ من العمر 35 عامًا، وحاله وهو يقف على أعتاب محكمة الأسرة بمدينة نصر، ليقيم دعوى نشوز ضد زوجته "ريهام" التى تركته عقب خسارته لماله بعدما دخل مشروع شراكة مع صديق له، وشاء القدر أن يفقد كل ماله؛ بعدما احترق المحل والذى وضع فيه كل رأسماله.
وقال الزوج: جمعتنا قصة حب، هكذا كنت أظن، كانت تخدعنى بكلماتها بأنها تحبنى وتريد أن تسكن معى فى «عشة»، وأن الحب سيكفينا، فصدقتها وصدقت أكاذيبها، وتزوجنا، وقمت بشراء شقة فاخرة فقد ورثت الكثير من والدى، بجانب أن أكرمنى الله بالكثير من المال فى عملى فقد كنت أعمل بعمل حر.
وتابع الزوج، كنت لا أرفض لها أمرا، كل طلباتها مجابة، ذهب وملابس وتنزه وسفر، كل شىء، حققت لها خلال 3 سنوات ما لم يكن فى حسبانها ولا تتوقعه.
وأكمل الزوج، قابلت هى هذا بالرضا والحب والحنان، والمعاملة الطيبة، كانت فى غاية الرقة معى، كنت أشكر الله يوميًا على زواجى منها، لم أكن أدرى بأن هذا كله بسبب أموالى، وأن المال وحده هو الذى يجبرها على احترامى وتوقيرى كزوج.
وأضاف الزوج، كانت تنفق الأموال على من تريد من أهلها، الذين لم يكونوا على قدر من الغنى، كانوا طبقة بسيطة، وكنت لا أستخسر فيهم شيئا، عاشوا بأموالى ما لم يروه طيلة حياتهم، كنت أحظى باهتمام ومعاملة رائعة، ولكن هذا كله انتهى؛ بمجرد أن خسرت أموالى وفقدت الكثير من أملاكى.
"اتضحت الحقيقة المرة، والتى كنت لا أراها طيلة حياتى".. بهذه العبارة استكمل الزوج حديثه، فخسرت جميع أموالى بعد أن شاء القدر بذلك، وظننت أنها ستكون بجانبى وسترد الجميل، وكما كنت سخيا معها فى السراء؛ سأجدها بجانبى فى الضراء ولكن هذا لم يحدث، فتغيرت الرقة إلى عنف، واستهزاء بى، الحفاوة والترحاب الذى كانت تقابلنى بهما لم يعودا متواجدين، نفد المال؛ فانتهى الحب، ما كان يجبرها على العيش معى؛ لم يعد موجودًا، فلما تظل بكنفى؟، وقررت أن تترك البيت.
وتابع الزوج، غادرت البيت، وكثرت الحجج والأكاذيب، منها "أنا متعبة، أريد المكوث عند والدى"، حتى هجرتنى تمامًا وفشلت كل محاولاتى فى إعادتها للبيت، وعندما أصررت على ذلك، ظهرت على أصلها، وشرعت فى سبى قائلة: «لما تكفى بيتك ابقى علِّى صوتك»، وبعدها عدت للبيت، أفكر ما الذى على فعله، فبعد الحب الجارف والوعود الكثيرة، وأنها ستتحمل؛ أصبحت الآن شخصا غير مرغوب فيه ولا يحق لى حتى مناقشتها، لقد أفصحت عن مدى وضاعتها بهذه الطريقة الدونية، وطالت مدة غيابها لـ5 أشهر، فلم أجد حلا سوى تحريك دعوى نشوز ضدها.