"لا يقدر أحد معناة فرد إلا إذا كان في موضعه"، هذا هو التعبير الذي يصف الوضع الذي يعيشه الآن 12 مليون مواطن مصري مصاب بداء "السكري"، فلم يكف البعض أن يرونهم يعانون من هذا المرض الخطير، ليزيدوا معاناتهم برفع سعر الدواء الذي يعتمدون عليه في حياتهم، ولم يعترضوا على ارتفاع أسعار أي منتج يستخدمونه وحتى الأدوية البسيطة التي يستخدمها وارتفع سعرها أكثر من مرة، ولكن عندما يمس الأمر دواء يعتمدوا عليه في حياتهم والذي تعد هذه هي الزيادة الثانية له بعد رفعه في يناير 2017، انتابهم الغضب الشديد من هذا الأمر، وتعالت أصواتهم للمطالبة بتوفير الأنسولين بسعر مناسب حتى يكون في مقدورهم شرائه.
أمس الإثنين، صدر موافقة الادارة المركزية لشؤون الصيدلة بوزارة الصحة، برفع سعر عقار إنسوليناجيبت 30/70 حقن 10 مللي، والذي تنتجه شركة "المهن الطبية"، من 38 إلى 48 جنيها، أي بواع 10 جنيهات، هذا القرار الذي جاء بعد اجتماع لجنة التسعيرة بإدارة الصيدلة في جلستها رقم 16 بسنة 2018، وبناءً على اعتماد وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد للقرار، وسيتم العمل بهذا السعر الجديد للمنتج، للتشغيلات التي يتم إنتاجها أو استيرادها بعد تاريخ اعتماد الموافقة على رفع السعر، والتي تمت يوم 31 يوليو الماضي.
على الشعب أن يتقبل رفع سعر الدواء المصري أفضل من الاستيراد
علقت الدكتورة شادية ثابت، عضو لجنة الشئون الصحة في مجلس النواب، على موافقة الادارة المركزية لشؤون الصيدلة بوزارة الصحة، على رفع سعر إنسوليناجيبت، والذي تنتجه شركة "المهن الطبية"، من 38 إلى 48 جنيها، بواقع زيادة 10 جنيهات للعبوة الواحدة، قائلة من لا يستطيع تحمل نفقة الدواء، يصدر هو القرارات.
وأضافت عضو لجنة الشئون الصحية في مجلس النواب في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن رفع سعر الدواء المصري، أفضل من شراء الدواء الأجنبي والذي ييرتفع سعره عن الدواء المصري بنحو عشرة أضعاف.
وأوضحت الدكتورة شادية ثابت أن ازدياد سعر الدواء، ترجع إلى عدم انتاج الشركات للأدوية، بسبب عدم تحقيقها أي مكاسب، مما يؤدي بدوره إلى نقص كميات دواء الأنسولين في السوق، مشيرة إلى أهمية هذا الدواء.
وأكملت حديثها موضحة أن ازدياد سعر الدواء ترجع أيضًا إلى تحرير سعر الصرف، وفي نفس الوقت يجب أن تحقق شركات الأدوية مكسب، لافته إلى أن مهم في النهاية هو وجود الدواء المصري بدلا من الدواء الأجنب و السعر المرتفع.
عضو غرفة صناعة الدواء: ”الأنسولين“ كان مهدد بالإختفاء
أكد الدكتور محيي حافظ، عضو غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، ورئيس لجنة الصحة والصناعة الدوائية باتحاد المستثمرين، أنه دواء الأنسولين كان نهدد بالإختفاء، في حالة عدم رفع سعره.
جاء هذا تعقيبًا على موافقة الادارة المركزية لشؤون الصيدلة بوزارة الصحة، على رفع سعر إنسوليناجيبت، والذي تنتجه شركة "المهن الطبية"، من 38 إلى 48 جنيها، بواقع زيادة 10 جنيهات للعبوة الواحدة.
وأضاف عضو غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن الأنسولين لا يتم صناعته في مصر، بل ما يحدث فقط هو تعبأته، حيث يتم احضاره كماده خام ويتم تعبئته في مصر، منوهًا إلى أن سعر الأنسولين ازداد عالميًا، ولذلك فإن أي زيادة في سعره تكون تقع على جميع دول العالم.
وأكمل الدكتور حافظ حديثه موضحًا أن سعر الدواء الأجنبي يرتفع أيضًا، بل ويكون بثلاثة أضعاف سعر الدواء المصري، مشيرًا إلى أن ارتفاع سعر الأخير أفضل من عدم وجوده في السوق نهائيًا، مضيفًا أن الأنسولين من الأدوية غير المدعومة.
وأوضح رئيس لجنة الصحة والصناعة الدوائية باتحاد المستثمرين أن مصر تواجه مشكلة كبيرة جدًا تتمثل في ارتفاع سعر بعض المواد الخام عالمية تؤثر على سعر الدواء في مصر.
وذكر أن شركة "المهن الطبية"، والتي تنتج هذا الدواء هي شركة استثمارية بين شركات حكومية وخاصة، تتبع شركة أكاديما للأدوية.
الحق في الدواء: رفع سعر الأنسولين لدعم ”المهن الطبية”
قال الدكتور محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن مصر مقبلة على مرحلة ستاعني فيها من "الأنسولين"، وهذا الدواء منقذ للحياة ولا يمكن أن يكون غير موجود في السوق، ولذلك تنبهت الحكومة في الفترة الأخيرة، وقامت بدراسة الموضوع بشكل صحيح.
وأوضح مدير المركز المصري للحق في الدواء، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن خروج شركة مثل شركة "سيديكو" من السوق؛ بسبب تعرضها لحريق كبير دمر خط انتاجها بالكامل، أدى إلى تخفيض كميات الدواء التي يتم ضخها في السوق.
ولذلك فإن الضغط أصبح زائدًا على شركة "المهن الطبية"، وللك قامت الحكومة بزيادة سعر إنسوليناجيبت، والذي تنتجه هذه الشركة عندما تنبهت إلى هذه المشكلة، مشيرًا إلى أن هذه الزيادة الكبيرة والتي تقدر بحوالي 10 جنيه، كان حتى تحافظ على توازنها، فهمي شركة مملوكة للمهن الطبية، ولديها احتياطي 6 أشهر، ولكن بعد زيادة الضغط عليها لن يستمر هذا المخزون لأكثر من ثلاثة أشهر،لذلك تمت زيادة سعر الدواء حتى يكون كدعم لها، فلا تتوقف في انتاج الدواء.
وأوضح أن هذا هو السبب الذي جعل شركة "نوفو نورديسك" الدنماركية لصناعة الأدوية، والتي تعد أهم شركة في العالم للأنسولين قللت خطوط انتاجها،مضيفًا أن الشكرة بررت هذا الأمر بأن هناك تلاعب حدث من قبل شركات التوزيع، والتي أحجمت عن توزيع الدواء.
وتابع أن الأنسولين دواء مهم للحياه، واستراتيجي لا يمكن الاستغناء عنه، حيث أن هناك حوالي 12 مليون مصري مصابين بمرض السكري يحتاجون إلى هذا الدواء، ولذلك فإن المهم أن يتواجد هذا الدواء في السوق أيا كان سعره، ولذلك يتم معاملة هذا الدواء بشكل خاص في العالم أجمع لأنه دواء هام لحياة الأنسان حتى لا يقع في غيبوبة سكر، منوهًا أنه لو كان ارتفاع السعر حدث في أي نوع آخر من الأدوية كان سيكون هناك تنديد برفع سعره.
واكمل أن هذا التلاعب تسبب في عدم وجود "الأنسولين" في يجميع محافظات مصر، مضيفًا أنه تلقى العديد من شكاوى من الصيدليات بسبب عدم وجود الأنسولين، لافتًا إلى أنه بالنسبة للتأمين الصحي فلا يوجد به أنسولين، وذلك لأن دواء "الميكستارد" المدعم، والذي كان يشتريه كل المصريين بحوالي 55 جنيه، خفضت شركة نوفو انتاجها منه، وهذا سبب المشكلة.