رحلة في عقل مُرعب الحراس.. هل تنجح «المرآة» في إقناع متعب؟

الثلاثاء 16 أكتوبر 2018 | 02:31 مساءً
كتب : ندى شعبان

ذكريات باقية لا تنتهي، اشتياقٌ وآلمٌ غير معهودٍ في سابقه، فأصبحت الليالي معتمة نفس الحُلم يتكرر كل ليلة وأنا أرى نفسي أستعد للنزول إلى أرض الملعب، ومن ثم أستيقظ من نومي وأتنهد قليلاً وأبدأ بتهدئة ذاتي.. فأنا "المتعب" الذي حيّر الحراس كثيرًا وسهرهم ليالي، ولكن دومًا ما كان هناك سؤالٌ حائرٌ لم أجد له إجابة كل ليلة.. هل كما تدين تُدان وجاء دوري حتى أتجرّع من نفس الكأس، أم أنه علامة بأن هناك عودة من جديد؟

 

وفي صباح اليوم ذاته، أقف أمام المرآة وأنظر لذاتي وأبدأ بالحديث معها، هل اشتقت لتواجدك داخل البساط أم اشتقت لأصوات الجماهير وهي تتغنى بي بعد كل هدفٍ يسكن شباك المنافسين فتشتعل مدرجات "التالتة شمال"، لأصرخ: "أنا القنّاص، مُتعب الحراس، ملك الدقيقة 90 أنا عماد متعب".

 

وبعدما مرّت دقائق الصباح الأولى بخير دون أن أفقد من شغفي الكثير تجاه حياتي الجديدة، اتجهت نحو دولاب الملابس وقمت باختيار بدلة سوداء وكرافت حمراء، تلك هي اللحظة التي تذكّرتني بها بقميص النادي الأهلي؛ فهما متشابهان في اللون ومن ثم ذهبت وأنا في طريقي إلى مدينة الإنتاج الإعلامي لتحليل مباراة اليوم ـ لا تهم التفاصيل ـ ولكن أصبحت عيناي تنظر إلى الكرافت الحمراء حتى أصبحت أستغرب لماذا أنظر هكذا؟ هل ما زالت أبحث عن الكرة في كل مكان؟.. هل الذكريات باقية بداخلي وتحتاج إلى نهاية حقيقية؟.

 

ولم يمض وقت طويل حتى ظهرت إجابات لتلك الأسئلة وانتصرت رغبتي على الواقع بعدما أعلنتها صريحةً وقد رُسمت على وجهي ابتسامة فاقد الشيء الذي وجده في الطريق مرة أخرى، برغبتي في العودة للنادي الأهلي مجانًا ولمدة ستة أشهر، وذلك لإنهاء مسيرتي الكروية داخل جدران بيتي الذي احتضنني دومًا بعد عودة قائمة الثلاثين لاعبًا في يناير المقبل.

 

ولكن ما زال هناك شيء يطاردني ماذا لو وجدت صعوبة في انضمامي للأهلي هل سيكون انتهي المشوار الذي أجبرت على فعله، أم سيكون هناك بديل آخر؟ لم تطل حيرتي حتى قاطعتني مكالمة هاتفية، فالمتصل ليس مجهولاً فهو المعلم حسن شحاتة، ولكن ماذا يريد؟ وأجبت على الهاتف بصوت مهزوز ومن ثم وجدت "المفاجأة" التي لغبطت كياني فالأرض كانت غير قادرة على حملي.

 

وبعد بضع ثوانٍ انتهي الاتصال، لأعود مرة أخرى إلى صديقة الصباح "المرآة" وأنا أقول عرض احترافي جديد، النمسا، سأعود للكرة، تلك هي الكلمات التي خرجت مني بطريقة مبعثرة من شدة الفرحة.

 

ذلك هو السيناريو الذي تخيلناه مع المُتعب بعد اقترابه من التراجع عن قرار اعتزاله، والعودة مجددًا للعب كرة القدم، ولكن تلك المرة ستكون النمسا بوابة القناص الجديدة وتحديدًا نادي ماورفيرك النمساوي، وذلك بعد طلب حسن شحاتة، المستشار الفني للفريق النمساوي ضمه خلال الفترة المقبلة.