علي الكسار والده يضربه بسبب حب الأرجوز

الجمعة 13 يوليو 2018 | 08:11 مساءً
كتب : أحمد مبارك

"خلي بالك ويايا "، عبارة خالدة عبر الزمان للفنان الراحل علي الكسار الذي استطاع اسعاد المصريين من خلال شخصية أحتراف "عثمان عبد الباسط" التي اشتهر بها في أفلام، «البربري في باريس»، و«البربري في مؤتمر استوكهولم»، و«البربري الفيلسوف»، وهذه الشخصية المصرية وقفت في شارع عماد الدين أمام شخصية «كشكش بيك» التي اشتهر بها الفنان نجيب الريحاني.

ولد علي خليل سالم، الذي اشتهر فيما بعد بـ«الكسار» في13 يوليو عام 1887 في القاهرة، في حي السيدة زينب ونشأ بها.

اختار كنية عائلة والدته «الكسار» التي تدعي «زينب علي الكسار»، كلقب تكريماً لوالدته، بعدما باعت الفرن الذي كانت تمتلكه مقابل أن تفدي ابنها من الالتحاق بالجيش، فأصبح اسمه منذ ذلك الوقت «علي الكسار».

عمل بمهنة السروجي وهو ما يزال صغيرًا مع والده، ثم انتقل إلى مجال الطهي، مع خالهفي التاسعة من عمره، وخلال هذه المهنة اختلط الطفل الصغير بالنوبيين ونقل منهم لهجتهم وطريقة حديثهم.

عشق مشاهدة «الأراجوز» كثيرًا في صغره، وهذا الحب جعله يصنع واحدًا من الورق وأخذ يقلد بعض الأصوات، الأمر الذي كان يغضب والده إلى حد الضرب بسب تعلقه بخيال الظل الذي كان يقدمه باستمرار للأطفال في الحارة.

بدأ حياته الفنية عام 1908، عندما كان في العشرين من عمره بالعمل في فرقة «دار التمثيل الزينبي»، ثم توجه للعمل مع فرقة «جورج أبيض»، وذاعت شهرت الفنان الشاب " الكسار" عندما عينته مدام مارسيل في «كازينو دي باري»، هو أول فنان يغني أغنية «محسوبكوا إنداس»، التي اشتهرت بصوت الفنان إيمان البحر درويش، حيث قام سيد درويش بتلحينها للكسار في عام 1919، كواحدة ضمن أغنيات رواية «ولسه».

بدأ بتقديم عروضه على مسرح «الماجستيك» في 6 يناير 1919، بمسرحية «ليلة 14»، واستمرت عروض الفرقة بنجاح كبير، وكان أمين صدقي –المؤلف السابق للريحاني- يؤلف المسرحيات أو يقوم بترجمة المسرحيات العالمية له.

أول مرة يقف فيها «الكسار» أمام كاميرات السينما في عام 1920، عندما شارك مع أمين صدقي شريكه في فرقته المسرحية في فيلم قصير حمل اسم «الخالة الأميركانية»، أخرجه الإيطالي بونفيللي، والفيلم القصير مأخوذًا عن رواية إنجليزية وقد ظهر "الكسار" في دور صامت.

دخل عالم السينما بفيلم بواب العمارة عام 1935 وهو أول أفلامه، ثم انطلق علي الكسار سينمائيًا، وتوالت أفلامه مع المخرج توجو مزراحي حيث شكلّوا ثنائيًا، كان أول أفلامه عام 1936 «غفير الدرك»، ثم توالت أفلامهما مثل «سلفني 3 جنيه، وعثمان وعلي، و100 ألف جنيه وعلي بابا والأربعين حرامي، والساعة سبعة، ونور الدين والبحارة الثلاثة، والتلجراف».

عمل الكسار مع العديد من المخرجين، أبرزهم أمثل ألفيزي اورفانيللي الذي قدم معه فيلم «يوم المنى»، والمخرج عبدالفتاح حسن في فيلم «محطة الأنس»، والمخرج حسن فوزي الذي قدم معه فيلم «ألف ليلة وليلة» ، هذا وفقا لما نشرته جريدة النهار الكويتية.

نجح "الكسار" في شخصية «عثمان عبد الباسط» لدرجة جعلت الفنان نجيب الريحاني يقول في مذكراته: «فكرت كثيرا في طريقة لإصلاح الفرقة، ورأيت أن كازينو دي باري المجاور لنا والذي تديره مدام مارسيل، ويعمل به الأستاذ علي الكسار، قد إحتكر إقبال الجمهور، فما العمل إذن؟».

توفى الكسار في 15 يناير عام 1957، ويحكي ابنه ماجد الكسار مشهد وفاته قائلاً: «ذهبت أنا ووالدي إلى مستشفى قصر العيني لإجراء عملية البروستاتا، وعندما وصلنا إلى مبنى الاستعلامات أملي والدي اسمه للموظف المختص ومشينا خطوات قليلة»، مضيفًا: «قال لي تعالى يابني لما نروح نمليه نمرة تليفون المنزل.. خد عندك كمان نمرة تليفون المنزل علشان لما أموت تبلغوا البيت».

رد عليه الموظف: «بعد الشر عليك يا أستاذ علي .. ودخلنا الغرفة حتى انتهى موعد الزيارة وتهيأت للرحيل فنظر لي وقال خد معاك العصايا دي وخلي بالك منها»، مختتمًا: «تعانقنا وقبلني وقبلته وكان الوداع الأخير وخرجت من المستشفى أحمل معي عصاه وكأنها رسالة سلمني إياها».