فرنسا تشتعل.. المتظاهرون يُصِعدون الاحتجاجات و«ماكرون» يرد

الثلاثاء 27 نوفمبر 2018 | 09:29 مساءً
كتب : مصطفى خميس

مشاهد عنف النيران تشتعل في كل مكا، واجهات مطاعم ومحال محطمة ومنهوبة قوات الأمن تتصدى لأعمال الشغب بقنابل الغاز ومدافع المياه، رجال ونساء وشباب يرتدون سترات صفراء يتجولون في الشوارع بالآلاف، ينددون يطالبون برحيل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

السترات الصفراء الذين يجوبون الشوارع العاصمة الفرنسية بالألاف، يثورون غضبا ولا يريدون التنازل عن مطالبهم.

اشتداد الأحداث

أغلق متظاهرون يرتدون السترات الصفراء، التى يتعين على جميع سائقى السيارات فى فرنسا حملها فى سياراتهم، الطرق السريعة فى جميع أنحاء البلاد بحواجز محترقة وقوافل من الشاحنات بطيئة الحركة مما عرقل الوصول إلى مستودعات الوقود ومراكز التسوق وبعض المصانع.

 

ويعارض المحتجون الضرائب التى فرضها ماكرون العام الماضى على الديزل والبنزين لتشجيع الناس على الانتقال إلى وسائل نقل أكثر ملاءمة للبيئة، وعلاوة على الضريبة، عرضت الحكومة حوافز لشراء سيارات كهربائية أو صديقة للبيئة.

 

ماكرون يرد

حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطابه اليوم، أن فرنسا تتفهم الغضم الزي يعم الشوار، ولكنها لن تتراجع فى قرارها حول رفع الأسعار ولن يتنازل للمخربين فى مشهد يمثل تحدى لألاف المتظاهرين الغاضبين.

 

 

وحول الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا خلال الأسبوعين الماضيين، قال ماكرون إنه "هناك حركة احتجاجية انطلقت منذ عدة أسابيع، أفضت إلى مظاهرات مهمة ولكن أيضا إلى أعمال عنف غير مقبولة. وأنا لا أخلط بين أعمال العنف والتظاهرات. وبين المتظاهرين ومن يقومون بأعمال عنف، أتفهم مخاوف من يقول إن الفرنسيين يدفعون ضريبة الانتقال البيئي دون أن يروا نتيجة ذلك".

 

وقال الرئيس الفرنسي إنه "يستمع للغضب وهو مشروع. ولكن يجب أن نوضح الحلول البديلة للمواطنين. المواطنون يعبرون عن آلامهم، ولذلك ينبغي لنا خلال 3 أشهر بناء حلول ملموسة بالتعاون مع السلطات المحلية المختلفة. سنقدم خلال الثلاثة أشهر القادمة حلولا بعد إجراء حوار مجتمعي شامل".

 

تصاعد الأوضاع

ويخشي الكثير من المحللين أن يستفذ هذا القرار المتظاهرين أصحاب السترات الصفراء ويلجأوا إلى رفع درجة العنف، ولم يتوقف الخوف لدى المحللين بل إنتقل لقوات الأمن، متوجسين من تسلل متطرفون من أقصى اليسار واليمين المتطرف إلى المظاهرات، مما يزيد تحديات السيطرة على الجماهير. وقال دينيس جاكوب الأمين العام لاتحاد الشرطة البديلة لرويترز إن من المتوقع أن يحتج نحو 30 ألف شخص فى باريس وحدها.

 

 

سبب تمسك فرنسا بالقانون

ويرجع تمسك فرنسا بإرتفاع أسعار الوقود زاعمه محاربة تغيّر المناخ العالمي والتخفيف من الانبعاثات المسبّبة بتغيّر المناخ عبر وضع ضريبة على الكربون، ورفع أسعار المحروقات (لا سيما الديزل والبنزين) وتشجيع النقل العام والسيارات الكهربائية.

حيث تعهدت فرنسا لكافة الدول خفض انبعاثاتها بعد تغيير سياساتها، لا سيما في قطاعي الطاقة والنقل. ويمكن اعتبار ما يحصل في فرنسا منذ أسبوعين مؤشراً ونموذجاً لما يمكن أن يحصل في العالم، في حال أراد أن ينقذ الكوكب من تغيّرات مناخية خطرة مهددة لكل مكتسبات الحضارة التي نعرفها.

 

عن إنشاء مجلس أعلى للمناخ، مشيرا إلى أن فرنسا لم تقم إلا بالقليل في مواجهة التغير المناخي وأن الأجيال القادمة سيتحملون عبئا بيئيا.

وشدد ماكرون على أن إحداث التغيير لن يتم إلا من خلال الالتزام بالمسؤوليات وما تم التعهد به خلال الحملة الانتقالية، مشيرا إلى أن ضريبة الكربون تم اعتمادها عام 2009 و2014 و2015.

اقرأ أيضا