رسالة جديدة يقدمها لنا فيلم "عيار ناري"، الذي تدور أحداثه حول ثورة يناير 2011؛ حيث يتناول جريمة قتل وقعت فى أحد الأيام، ويجعل المتلقين يفكرون فيما يطرح أمامهم، واكتشاف هل جريمة القتل وقعت أثناء أحد الاشتباكات الميدانية، أم وقعت بطريقة أخرى وفى مكان آخر.
تلك هى الإضافة الحقيقية لذلك العمل الفنى فهو يجعل المتلقين يفكرون فيما يطرح أمامهم على شاشة السينما مع ربطه بأحداث ومواقف مروا بها، وهنا يُعد المتلقي مشاركًا وليس مجرد متفرج عادي يستمتع بفنيات العمل من صورة وصوت وأداء مجموعة من الممثلين المحببين إلى قلبه، كما يشارك المتلقي أيضًا فى حل لغز الفيلم وفك شفرته.
ففيلم "عيار ناري" قائم على حبكة التكشف أو الكشف؛ حيث تُفتتح مشاهده على جريمة قتل ثم تبدأ أحداث العمل الفنى فى تسلسل تصاعدي نكتشف معها ما حدث بالفعل، وهنا تتحقق المنطقية الدرامية أي أن الأحداث تقدم سببًا منطقيًا للجريمة.
لا شك أن حبكة الكشف تناسب أفلام الجريمة، لكن ما يضعف تلك الحبكة سلاسة وبساطة الوصول للحل، فقد تم التوصل للحل بعد معاناة كبيرة وتصاعد منطقى للأحداث، جاء الحل سريعًا فى مشهد مكون من البطل والبطلة وهما يحكيان كيف وقعت تلك الجريمة حيث يُكمل كل منهما جملة الآخر كأن الوحي نزل عليهما فجأة أو قرآ الغيب وتوصلا لكل تفصيلة فى الجريمة وتسلسل حدوثها كأنهما هما من قاما بها.
إلا أن فيلم "عيار نارى" تميز وتفرد بحركة للكاميرا تسمى arc movement وهى الحركة الدائرية للكاميرا بدون قطع، استخدمها مدير التصوير عبدالسلام موسى فى مشهد المواجهة بين دكتور التشريح الذى يحمل الوجه الخفى الحقيقى للجريمة وبين أهل القتيل الذين يحملون الوجه الآخر الظاهر، وهنا نرى الكاميرا فى حركة دائرية تنقلنا إلى الماضى إلى يوم وقوع الجريمة مع ثبات المكان "منزل الأم" فى حركة عبقرية بها سلاسة وحرفية عالية.
كما بذل أيضًا المخرج كريم الشناوى مجهودًا كبيرًا فى تكنيك الإخراج خاصة فى تجسيد خيال دكتور التشريح المتمثل فى وضعه احتمالات لكيفية وقوع الجريمة، فنراه داخل الاشتباكات الميدانية كأنة شاهد عيان على ما يحدث هناك، وذلك ينمى حس الخيال عند المتلقى ويجعله يتخيل ما حدث مما يزيد معايشته للعمل الفنى.
شاهد أيضًا..
_ أحمد الفيشاوي يتصدر مؤشر الأكثر بحثًا في جوجل
_ الغموض يسيطرعلى إعلان فيلم «عيار نارى»