مازال دفتر أحوال أشباه الرجال؛ مفتوح على مصراعيه داخل ساحات محكمة الأسرة، وينقش بداخلة يوميًا العديد من السطور المؤلمة عن حكايات زوجية تدمرت لسبب ما، والتي يقع ضحيتها غالبًا الكثير من الأطفال الأبرياء.
من ضمن هذه الحكايات، وقفت "هناء" تروي قصتها والمعاناة التي عاشتها أمام قاضي الأسرة في بنها.
"الرجولة عنده ضاعت مع الغربة"، بهذه العبارة بدأت الزوجة الثلاثينية الحديث عن مأساتها مع زوجها، الذي قضي أكثر من 25عامًا في دولة أوربية وحصل على جنسية الدولة.
وبررت الزوجة طلبها بالخلع من زوجها، قائلة: "تزوجت من رجل قضى أكثر من 25 عامًا في دولة أوروبية رغم إنه مصري، ولكنه حصل على جنسية الدولة التي عمل بها وعاد إلى مصر وتقدم لي ليتزوجني"، وبالفعل لم تطل فترة الخطوبة بينهم كثيرًا فلم تتعد 3 أسابيع، وفي الأسبوع الرابع تزوجا، متابعة: "في الأسبوع الرابع حصلت على تأشيرة خروج من مصر لألحق بزوجي".
استكملت سرد معاناتها قائلةً: "بعد زواجي منه بشهر فقط وجدته ينظم بشكل أسبوعي حفلة في شقتي ويعزم فيها رجال ونساء لا أعرفهم، ولكنه عرفني عليهم كونهم زملاءه في العمل، وفي يوم ما عرفني على رجل من ضمن الحضور وقالي إنه رئيسه في العمل ولازم يكون مبسوط ولا أرد له أي طلب فطلب مني أن أجلس معه".
بعد مرور أيام قليلة، إكتشفت الزوجة أن زوجها يسعى وراء "المكافأت" وهي مفتاح السر في رغبة الرجل لجلوس زوجته مع رئيسه في العمل، وأكدت: "قالي مفيش مانع لو هزرتوا مع بعض، أنا بحب رئيسي في العمل يكون راضي عني علشان أخذ مكافأت أكثر".
كانت النظرة لتلك الزوجة الشرقية مختلفة كثيرًا عنهم فهي تحتفظ بزيها عكس البيئة التي تتواجد بها، بحسب قولها: "هذا الجو لم يعجبني خاصة وأنهم كانوا ينظروا لي بنظرة السيدة المصرية الشرقية".
أشارت الزوجة: "هم منفتحين بشكل ليس له حدود في ملابسهم خاصة السيدات ويفعلون أي شىء مع الرجال في أي مكان حتى خلال وجودهم في شقتي كانوا تقريبًا يمارسون الرذيلة".
شعرت الزوجة بالذعر والخجل من زوجها المصري الذي تطبع بعادات الأوربيين قائلةً: "كنت أشعر بالقرف منهم وأدخل حجرة نومي وأغلقها على نفسي، وحسيت إني رخيصة أوي في نظره، وحسيت إنه عايزني أقلع برقع الحيا".
ولاحظت الزوجة ميل زوجها لزوجة رئيسة في العمل الغير مكترث بوجود زوجته: "زوجي يميل لزوجة رئيسه في العمل ويضحك معاها ولايبالي بوجودي وهي لاتبالي بزوجها وخفت على نفسي منهم وبدأت اتظاهر بالمرض حتى أهرب من الجلوس معهم".
تفاجئت الزوجة بتطاول الرئيس ودخوله حجرتها وبكونها أنثي مصرية رفضت بكل السُبل تلك العلاقة، وقالت: "صرخت في وجه وقمت بطرده فسمع زوجي وحضر وقال رئيسه في العمل إنه بيطمئن عليا وفوجئت بزوجي يعنفني لأنني صرخت في وجهه".
تجرد الزوج من كامل رجولته وبدلًا من تعنيف الرجل بدأ في توبيخ الزوجة وذكرت: "دخل بيقولي إزاي تعملي كدة هتخربي الشغل".
"اخلعى الجلابيه الفلاحي إنتي في بلاد متحضرة وعيشي عيشة أوربا"، لم تستطع الزوجة تقبل الوضع الذي وضعت به وطلبت الطلاق، وتابعت: "رفضت وأجبرني أن أعتذر لرئيسه في العمل وطلب من زوجي أن يعزمنا في منزله".
انتهزت "هناء" هذه الفرصة للهروب من سجن الزوج وتابعت: "سرقت فلوس من البيت وقلت له هنزل اشتري لبس وأجهز نفسي وأخلع الفلاحي".
استطاعت الزوجة التحرر من خلال الاتفاق مع صديقة مصرية لها تعرفت عليها وساعدتها على الرجوع لمصر، وأضافت: "قام زوجي بعمل محضر ضدي وقال إني سرقت أشياء ثمنية وهربت ومن حظي إني صورته وسجلت له محادثات وكلام يثبت إنه إنسان غير محترم وقواد وأرسلت له بعض الصور وساومته للتنازل عن بلاغه ضدي".