"كنت اشتكى لك أيامي واشكي لمين ظلمك لي.. وكان رضاك نور أحلامي لما الزمان يقسى علي".. واحدة من من أشهر النجوم في الوطن العربي خلال القرن العشرين، وتميزت بقدرتها على حفظ وغناء القصائد، والتواشيح منذ صغرها، وعندما أصبحت في سنّ العاشرة من عمرها بدأت مشوارها الفني من خلال الغناء أمام الجمهور في أحد بيوت القرية التي عاشت فيها، وتعتبر من أهم الأصوات الغنائية العربية.
كان لأم كلثوم كنز كبير من الأغاني الرائعة التي أطربت وما زالت تطرب الكثير من الأجيال، فهي فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي، أو كما عرفها الجمهور بنسم" أم كلثوم"، كان لها ألقاب عدة منها: ثومة، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل، صاحبة العصمة، كوكب الشرق.
ويحل اليوم ذكرى وفاة سيدة الغناء العربي، وفي السطور القادمة، نسرد جزء من حياتها التي كانت إلى حد ما خفية على الجمهور، فقليلون لم يعلموا أنّ أم كلثوم كادت أن تنهي حياتها الفنية بسبب حبها للملك فاروق:
"أم كلثوم ومنعها من الإذاعة نهائيًا"
كانت دائما ما تغني للثورة المصرية على خشبة المسرح، لكنّها وبالرغم من ذلك إلا أنّ رجال الثورة اعتبروها ضمن حاشية فاروق بل كانت بمثابة عدوتهم، خاصة بعد غنائها للملك فاروق، ومن هنا كان بداية طريق القضاء على أم كلثوم ، فتم منع إذاعه أغانيها من قبل الضابط المشرف علي الإذاعة وطردها نهائيًا من منصب نقيبة الموسقيين باعتبارها "مطربة العهد البائد".
نقابة الصحفيين وموقف سيدة الغناء من النزاع
بعدما تمّ منعها من قبل أحد ضباط الثورة المشرفين على الإذاعة، وصل الخبر إلى جمال عبد الناصر شخصيًا، والذي ألغى هذا القرار، لكن أم كلثوم كان قد تم عزلها من نقابة الموسيقيين، ونتيجة لهذا القرار بدأ البحث عن نقيب جديد، وبعد نزاعات عدة تم الإعلان عن أن محمد عبد الوهاب نقيبا للموسيقيين.
وبعدما حل عبد الوهاب محلها، قررت أم كلثوم اعتزالها الفن إلّا أن جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وصلاح سالم ذهبا إليها محاولين إقناعها بتغيير رأيها، مما دفعها للعودة بعدما أثرت هذه اللحظة فيها كثيرًا جدًا كما ظهر فيما بعد من أغانٍ لها ومواقف، وحملت إعجابًا جارفًا بعبد الناصر وبمواقفه، ككل الشعب المصري آنذاك، ويتجلى ذلك في أغنية مثل (بعد الصبر ما طال نهض الشرق وقال، حققنا الآمال برياستك يا جمال) أو (يا جمال يا مثال الوطنية..أجمل أعيادنا المصرية برياستك للجمهورية)