«جابوا ورا».. السترات الصفراء تلفُظ أنفاسها الأخيرة في الشانزلزيه

السبت 15 ديسمبر 2018 | 09:53 مساءً
كتب : عبدالرحيم بيرم

تراجع أم إنتصار، نقص نسبي في أعداد متظاهري السترات الصفراء علي الساحة الفرنسية، فالحركة التي أرقت بال المسؤلين في البلاد وعلي رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يبدو أنها أخذة في الإنخفاض بعد خمس موجات احتجاجية متواصلة شارك بها العديد من أطياف الشعبي الفرنسي محاولين فرض إصلاحات معيشية علي حكومة ماكرون، نرصد لكم في هذا التقرير العومل التي أثرت علي الحراك وأخر المستجدات علي الساحة الفرنسية لهذا اليوم.

الموجة الخامسة من التظاهرات

أتت الموجة الخامسة من حراك السترات الصفراء اليوم السبت بفرنسا علي عكس التوقعات السائدة بتصاعد حدة الإحتجاجات ضد حكومة ماكرون بعد أسابيع من الإحتجاجات الحاشدة التي بدأت بالإعتراض علي الزيادات المقررة علي أسعار المحروقات وصولاً إلي الإحتجاجات الطلابية علي سياسات التعليم العالي.

ليشهد اليوم السبت أقل عدد للمحتجين منذ بدء الحراك ،حيث بلغت أعداد المتظاهرين بحسب تقديرات وزارة الداخلية الفرنسية مايقرب من 33.5ألف في إنخفاض ملحوظ بالمقارنة مع ما يقرب من ال77ألف متظاهر بالأسبوع الماضي.

أما فيما يخص إستعدادات الأمن لمواجهة التظاهرات فيبدو أن وزارة الداخلية الفرنسية لم تخفض من توقعتها للتظاهرات خوفاً من تكرار أحداث الشغب العنيفة التي شهدتها البلاد في بادئ الحراك لتدفع با 8ألاف من عناصر الأمن معززين با 14 ألية مدرعة بالعاصمة الفرنسية وحدها ،وهو ما أتي في محله فتظاهرات السبت علي قلة أعدادها بالمقارنة مع الأيام السابقة لم تخلو من أعمال العنف علي تراجع حدتها لتعتقل الشرطة 157متظاهر خلال أحداث اليوم منهم 104 متظاهر حتي الثالثة ظهراً فقط.

إشتباكات لم تسلم منها إحدي المراسلات التلفزيونية العاملة بقناة Rt الإخبارية الروسية عبر منصتها الناطقة بالفرنسية ،فبحسب القناة السابق ذكرها تعرضت المراسة مارغاريتا سيمونيان لبعض الجروح بالوجه التي لم ترتقي لدرجات خطيرة لينتهي بذالك أحداث يوم السبت علي يسر.

 

هدوء مرتقب علي عقب حادثة ستراسبورغ

ساهمت حادثة الإعتداء الإرهابي الأخيرة بمدينة ستراسبورغ الفرنسية علي الحدود الإلمانية في التأثير علي حجم التظاهرت الصفراء في موجتها الخامسة.

فالحادثة التي تبني مسؤليتها تنظيم داعش عبر إحدي جنوده المدعو شريف شيخات والذي تمت إدانته 27 مرة في فرنسا وألمانيا وسويسرا. أدت إلي مقتل 3 أشخاص وإصابة مايقرب من 11 أخرين لستدعي إلي الذاكرة الفرنسية مشاهد إعتداءات باريس الإرهابية الشهيرة و التي مازالت تؤرق مواطني الجمهورية ، مما دفع البعض للدعوة إلي عدم النزول في مظاهرات السبت لعدم السماح بإستغلال الشد والجذب الحالية لصالح الإرهابين.

فيما رجح البعض إنخفاض أعداد المتظاهرين إلي رضي البعض عن الإجراءات الإقتصادية الأخيرة المتخذة من حكومة ماكرون لصالح الإحتجاجت وسط رفض جانب أخر من المحتاجين لهذه القرارات واصفينها بغير الكافية.

هجوم نازي على مقابر اليهود

وفي إطار أعمال العنف المتلاحقة التي تشهدها الجمهورية قام مجهولون برسم صلبانا معقوقة علي 37 شاهد قبر في مقبرة لليهود بين يومي الإثنين والثلاثاء وبالقرب من مدينة ستراسبورغ الواقع بها الحادث الإرهابي الأخير.

لتأخذ بذالك الإعتداءات النازية نصيبها من حصة الإعتداءات في الأيام الأخيرة بجوار الإعتداءات الداعشية.

وهو ماتعهد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنر بملحقة مرتكبيه والحد من أي أعمال عنف أخري مرتقبة وسط الأوضاع التي تشهدها البلاد.

وفي النهاية يبدو أن حكومة ماكرون هي أكبر المستفدين من أحداث الإعتداءات الأخيرة بما عادت عليها بإنخفاض حجم التظاهروات وسط تخوفات جماهيرية من تكرار إعتداءات باريس الإرهابية ،وتبقي الأسابيع المقبلة الفاصل بين إذا ما كان الحراك الأصفر سيستمر في الإنخفاض كما صرح ماكرون بقوله "أعتقد أن حراك السترات الصفراء يعيش مرحلته الأخيرة" أم سيجد ذوي السترات الصفراء طريقهم للعودة بحراكهم لذروته .

اقرأ أيضا