قررت خالدة بوبال، القائدة السابقة لمنتخب أفغانستان لكرة القدم، التي شغلت منصب مديرة المنتخب، أن تكسر الصمت لتفجر فضائح، بخصوص اعتداءات جنسية من قبل بعض من مسؤولي الاتحاد الأفغاني، بحق فتيات وشابات في المنتخب.
وتقول خالدة: "كان من الصعب للغاية بالنسبة لنا أن نتحدث عن تلك الأمور ونحن في أفغانستان، هؤلاء المسؤولون المتهمون كما قوتهم كبيرة للغاية داخل البلد ، إذا قررت أي لاعبه الكشف عما حدث لها في وسائل الإعلام، ستقتل".
نظمت خالدة بوبال معسكرا للمنتخب في شهر فبراير الماضي في الأردن، معسكرا شهد حضور لاعبات من داخل وخارج أفغانسان، وأيضا شهد حالات تحرش واعتداءات على بعض من لاعبات المنتخب.
تحكي قائدة المنتخب السابقة: "تواجد في المعسكر شخصان من الاتحاد الأفغاني تحت مسمى المدرب المساعد ورئيس لمنظومة الكرة النسائية، والثنائي تحرش وضايق اللاعبات القادمات من داخل أفغانستان، لعلم الثنائي بأنهن لن يتحدثن".
"كانا يذهبان إلى غرف اللاعبات، ويجبراهن على الممارسات الجنسية في مقابل استمرارهن في قائمة المنتخب".
لاعبات المنتخب قررن الإفصاح عن الأمر لـ خالدة بوبال، وهو ما جعل الأخيرة تتحدث مباشرة مع رئيس الاتحاد ، وأخبرته أنه في حالة عدم تدخله لإيقاف ما يحدث، فإنني سأجعل اللاعبات يتحدثن لوسائل الإعلام المحلية ليكشفن كل ما جرى".
وتم طرد تسع لاعبات من المنتخب عقب نهاية معسكر الأردن مباشرة، لأنهن قررن كسر الصمت والحديث لوسائل الإعلام المحلية في أفغانستان، والنتيجة كانت طردهن حسبما كشفت خالدة ، وبرر الاتحاد الأفغانى لوسائل الاعلام ما قيل عبر تسريبه لوسائل الاعلام ان هناك مثلية جنسية بين اللاعبات .
بوبال بدأت في جمع أقاويل لشهود حدث لهن عمليات تحرش واغتصاب من قبل، ليس فقط داخل المعسكر بل منذ نشأة المنتخب من الأساس.
تنقل بوبال قصص اللاعبات قائلة: "اكتشفت مدى الإساءة الجنسية والتحرش والاغتصاب الذي يتعرضن له من قبل رئيس الاتحاد نفسه، نعم الجاني الآن هو رئيس الاتحاد ، وأضافت ان " كيرامودان كريم رئيس الاتحاد يمتلك غرفة نوم داخل مكتبه! ليتحرش باللاعبات، وباب غرفة الرئيس لا يُفتح إلا ببصمته هو، ومن هنا فلا تقدر أي فتاة الخروج من المكتب عندما تدخل إلا بواسطة الرئيس نفسه ويفعل ذلك عندما ينتهي"
بوبال استغرقت أكثر من نصف عام للحديث مع لاعبات تعرضن لحالات تحرش واغتصاب، وللأسف أغلبهن يخشون الحديث بسبب تهديدات القتل لهن ولأسرهن، وللتكذيب المحتمل الذي سيحدث ضدهن.
يوم الجمعة الماضي قررت بوبال الكشف عن كل ما ذكرناه في السابق، في حديثها مع صحيفة جارديان. كسرت الصمت لتنشر جارديان القصة وتنقلب الأمور رأسا على عقب.
لاعبات من المنتخب الأفغاني ومدربة المنتخب نقلن الأمر إلى مواقع التواصل الاجتماعي ، وقمن بحملة على موقع التدوينات القصيرة (تويتر) لمطالبة الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتدخل ومحاسبة الاتحاد الأفغاني ، ليتفاعل الجميع ويعلن دعمه ووقفوه مع الضحايا في وجه المغتصبين.
بي بي سي تحدثت مع عدد من الشابات اللواتي لايزلن يعشن في أفغانستان، من ضمنهن لاعبات في غير فرق كرة قدم، وشاركت اللاعبات قصصاً مشابهة عن التحرش الجنسي والتنمر.
وقالت إحداهن، مع رغبة بعدم ذكر اسمها: "قيل لي، أريني كم أنتِ جميلة، لأن الجميلات فقط سيحصلن على مكان في الفريق".
بدوره اصدر الاتحاد الأفغاني بيانا قال من خلاله: "نرفض بشدة الاتهامات الباطلة التي قُدمت فيما يتعلق بالفريق الوطني النسائي، لدينا سياسية عدم التسامح مطلقا مع أي نوع من هذا السلوك".
رئيس اتحاد غرب آسيا والاتحاد الأردني لكرة القدم، الأمير علي بن الحسين دعا إلى فتح تحقيق فوري بمزاعم سيدات المنتخب.
قررت شركة Hummel، وهي شركة رياضية دنماركية، سحب رعايتها للاتحاد الأفغاني لكرة القدم، بعد هذه الاتهامات.
حفيظ الله رحيمي، رئيس اللجنة الأولمبية الأفغانية أدلى ببيان عقب نهاية جلسة للبرلمان الأفغاني يوم الاثنين الماضي، قائلا: "للأسف، وصلت هذه المخاوف إلينا. الاعتداء الجنسي موجود، ليس فقط داخل اتحاد كرة القدم، ولكن في اتحادات رياضية أخرى أيضا. علينا محاربته".
الأمر وصل لحديث من أشرف غني أحمدزي رئيس الجمهورية عن الكارثة.
وقال الرئيس الأفغاني: "إنها صدمة لكل الأفغان. نحن بحاجة لنتصرف على الفور وعلى نحو شامل".