انتهت الرحلة.. «النعماني» بطل كافح الإرهاب فواجه المرض فاقد العين

الاربعاء 14 نوفمبر 2018 | 10:24 مساءً
كتب : مصطفى خميس

بملابس أنيقة اصطفّ بجانب زملائه، ألقى التحية على قاداته، أقسم اليمين بأن يكون مدافعا عن وطنه يفديه بروحه ودمه، منذ أول يوم وطأت قدماه خارج كلية الشرطة يحمل بيده شهادة تخرجه وفي قلبه وعد بتنفيذ القسم، وبعد سنوات قضاها في هذا الطريق منفذّا الوعد نال الشهادة فداءّا له، إنّه الشهيد البطل ساطع النعماني.

 رحلة كفاح

سجل مليئ بالإنجازات، ما يقرب من 20 عامّا قضاها العقيد الراحل ساطع النعمانى لا يشغل باله سوى حماية وطنه، أنتهت بأن دفع  حياته فداءً لترابة، في هذا التقرير نسطر بعضّا من إنجازات البطل، الذي سيظل أسمه  محفورّا في عقل وقلب محبيه، اليوم، فقدت مصر ابنا بارًا من أبنائها، مات مدافعّا عنها، أصيب برصاص إرهاب غاشم في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو أثناء تواجده بأحداث بين السرايات، كونه نائب مأمور القسم فأصيب بطلق ناري بوجهه، وظل لما يقرب من 5 سنوات قضاها برحلة علاج حتى فاضت روحه إلى بارئها اليوم

 حكاية بطل

 قبل 5 سنوات من اليوم، وتحديدًا أثناء أحداث بين السرايات عقب ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، حاول عدد من أعضاء الجماعة الإرهابية، إثارة الفتنة والشغب بمنطقة بين السرايات بمحافظة الجيزة، قدمت قوة أمنية من قسم بولاق الدكرور ترأسها العميد ساطع النعماني، نائب مأمور القسم، وأثناء تجمع أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية أعلى كوبري ثورت محاولين إطلاق الرصاص على الأهالي وإشعال النيران في السيارات محاولين منع القوة من الوصول إليهم، لحماية اعتصامهم بمنطقة النهضة.

 

في إحدى حواراته الصحفية ذكر البطل الراحل، بأنّه طلب من الأهالي بمنطقة بولاق وبين السرايات الابتعاد عن الكوبري حتى لا يتأذى أحد منهم، وكان يعمل على حماية المارين حتى يتمكنوا من الذهاب لمنطقة آمنة، مخافة أن يصيبهم ضرر من قبل أعضاء الجماعة الإرهابية

. وفي محاولة سعيه بين اهالي المنطقتين لتحذيرهم، جاءته رصاصه غادره في وجهه واعتقد في بادئ الأمر أنّها مجرد حجر رشق به، حتي وضع يده على وجهه ولم يجد عينه، سقط مغشيّا عليه، ظل في غيبوبة لما يقرب من 60 يومّا اعتقد في البداية أنّ تلك الرصاصة الغادرة ألحقته بركب الشهداء، لكن المولى عز وجل كتب له عمرا جديدا ليكون بمثابة قصة جديدة في كتاب الأبطال

مرحلة الجهاد

بدأ البطل رحلة جهاد وكفاح لكن من نوع آخر، فبعدما كان يصارع الارهابيين ومن يستحلون دماء المصريين إلى صراع مع المرض ليدخل في غيبوبة استمرت شهرين كاملين قبل أن يسافر للعلاج في إنجلترا في رحلة علاجية، ليقضي بها حوالي 14 شهرًا.

وفور عودة النعماني إلى القاهرة طلب استكماله لعملية مكافحة الإرهاب وحضوره لحفل تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، بحضور الرئيس السيسى بتاريخ 29 يوليو 2015، وقام بإهداء الرئيس قلادة عليها دمه تعبيرًا عن عشقه لبلده، فيما قام الرئيس بتقبيل رأسه تقديرا لتضحياته وجهوده.

واستجاب الرئيس السيسي لطلبه أثناء حضوره تخريج إحدى دفعات كلية الشرطة، بحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وذلك يوم 6 أغسطس 2015، حيث ظهر في المنصة الرئيسية للحفل مع كبار لزوار.

تدعيم النعماني لذوى الاعاقه وصف العقيد المتقاعد ساطع النعماني اﻷشخاص ذوي اﻹعاقة بأنهم أحسن ناس في مصر، موضحاً أنهم يصرون على تحقيق أحلامهم وينفذوها. بعد مشاركته في معرض لتدعيم ذوي الاحتياجات الخاصه عام.

2015 انتهت الرحلة اليوم الرابع عشر من نوفمبر انتهت الرحلة، رحلة البطل أثناء عودته من لندن عقب إجرائه عملية جراحة بالوجه، في مستشفى سانت ماري بالعاصمة الإنجليزية، ليلفظ أنفاسه الآخيرة، رحل النعماني ولكن سيظل اسمه يتردد في سجل الأبطال، رحل وترك ياسين صاحب ال12 عاما ليكمل مسيرة والده البطل. 

اقرأ أيضا